الجمعة, ديسمبر 13, 2024
تقاريرمجتمع

نساء السودان.. صناعة التاريخ وسط المخاطر

الخرطوم: هانم آدم

(مارس الأبيض).. ينظر الكثيرين الى هذا الشهر بإعتباره شهر المرأة، فهو الشهر الذي يحتفل فيه العالم سنويا بمساهمات المرأة في الاحداث في المجتمع القديم والمعاصر، تجارب مختلفة لنساء يضئن الطريق وسط عتمة مشاكل المجتمع، ويعملن في ظروف قاسية ليوصلن رسالتهن في المجتمع في مجالات مختلفة.

في المساحة التالية حاولت (مدينة نيوز) استنطاق بعضهن والوقوف على تجاربهن بمناسبة شهر مارس الأبيض.

مناطق عمليات

في البدء التقينا بالاستاذة اسلام محمد ازيرق، والتي تعمل محاضرا بجامعة الجنينة، وما مرت به من صعوبات، لجهة انها تعمل في ولاية عانت من نزاعات وحروب٠ لفترة من الزمن وكانت حضورا إلا انها ترى ان لديها دور ويجب ان تؤديه . حاولنا ان نستمع لتجربتها في العمل في منطقة نزاع. تقول إسلام إن العمل في مناطق النزاعات بالنسبة لي كا امرأة أشبه بعمل الرجال في مناطق العمليات ، فطوال الوقت لابد وان تكون مستعداً لعمل ساتر، او الإختباء تحت السرير، وان تكون مستعدا من ردة الفعل من قبل الطلاب الذين تقوم بتدريسهم. وتتابع رغم كل ذلك فالطلاب هنا حسب وصفي متميزون لانهم غالبا ماياتوا من مناطق بعيدة ومتأثرة بالحروب وبالتالي فتلك الحروب مؤثرة عليهم خاصة كلية الإعلام، فأغلب طلابها فقدوا اناس مقربين اليهم، ولكن رغم ذلك لديهم الإصرار للتعليم  الأمر الذي يضعنا امام تحدي لبذل مزيد من الجهد لمساعدتهم في التعليم، وإمتصاص الصدمات التي يعانون منها   وتقبل مازرع بدواخلهم نتيجة للحروبات الحدثت في وقت سابق، وللمشاكل التي مازالت تحدث وللأزمات التي يمرون بها  فكل مامروا به في حياتهم من صدمات بالتاكيد يتأثرون بها . لذلك لابد من ان نكون حريصين في التعامل، والحزر من قول  اي شيء قد تفهم خطأ من قبل احد الطلاب  فنحن لا نلوم الطلاب بل الظروف والواقع  ومانمر به حاليا ببلدنا.

طرق غير آمنة

وتتابع (اصعب مامرت به خلال تجربتي الإكاديمية والتي بدأت في 2019م كأستاذ زائر بعد ازمة كرونا هو السفر من الفاشر للجنينة حيث لا يوجد طيران ، فاضطر للذهاب عبر طرق غير أمنة بدءا بولاية وسط زالتجي ومن ثم جنوب دارفور  ثم ولاية غرب دارفور الجنينة . إضافة لذلك فقد شهدت ثلاث نزاعات بمدينة الجنية طوال مكوثي بها فالاولي كانت معي بسكن الأساتذة زميلة من كلية القانون ، وقد واجهنا ظروف صعبة ،واصعب إحساس قد تشعر به وقتها انك موجود في منطقة بها نزاع، وانت لا تأمن على حياتك لذلك تضطر لان (تقوي قلبك)، حتى تستطيع ان تقدم رسالتك للطلاب، وحتى لا تشعر اسرتك بما تمر به .ومما زاد من عزيمتي زميلة صحفية واستاذة جامعية فقد كانت دائما تردد بانها لم تقدم للاهل بدارفور شيء لذلك عندما اتتها الفرصة فلن تتخاذل وستقدم ماعرفته من علم وممارسة لطلابها وهذا ما يصبرنا).

تطوير اسلوب الحماية

وتقول إسلام ان أخر الأحداث فقد كانت برفقة ثلاثة من الزميلات حيث مكثنا لمدة ثلاثة ايام تحت السرير بل واننا طورنا اسلوب حماية انفسنا بعمل ساتر بكراسي الجلوس ووضعنا كل (مراتب الاسفنج) لعمل ساتر في (الكرفانات) التي لا تحمي من الرصاص فكانت مواقف عصيبة ولولا نظرنا للطلاب ولبعض الاشياء  لما كنا قد رجعنا للجنينة مرة أخري. وتتابع : حاليا الوضع مستقر ولكن مازال هناك توجس نسبة للإنفلات  الامني، فالاطمئنان غير متوفر لذلك نتمني ان يعم الاستقرار بالمنطقة والجنينة ترجع لسابق عهدها كما سمعنا عنها.

اوضاع ماساوية

وتصف رئيسة المرأة النازحة بولاية غرب دارفور مريم أدم حسين أوضاع النساء بولاية غرب دارفور بالسئية جدا، وتشير الى تزايد العنف والأنتهاكات الممارسة ضدها، خاصة وسط  الفتيات  بجانب إستهداف القاصرات من خلال عملهن بالمنازل وتعرضهن لكثير من أشكال العنف والذي قد يصل للإغتصاب، وترجع ذلك لعدم  الإهتمام بابسط حقوق الإنسان بالولاية  خاصة في الجانب الصحي والتعليم، بجانب الظروف الإقتصادية الضاغطة والتي زادت من معاناة النساء وتستشهد بعمل النساء في حمل الأثقال (العمل في  السقالات) وفي كمائن الطوب بدون توفر الخدمات الصحية.

وتتابع : على الرغم من وجود العديد من الإشكاليات التي تعاني منها المرأة النازحة، ولكن لا يوجد تطبيق فعلي  للقوانين والتي يمكن ان تساهم في التقليل من تلك المشاكل.

وتقول : نحن كشبكة مرأة نازحة نعمل علي رصد الإنتهاكات ورفع وعي النساء بحقوقهن ، على الرغم من شح الإمكانيات، الامر الذي يتطلب تضافر الجهود بين كافة الجهات خاصة منظمات الأمم المتحدة العاملة في المجال، من أجل تعميم الفائدة للنازحات ورفع وعيهن وتدريبهن علي أعمال تعينهن في حياتهن.

ظروف قاهرة

القابلة فاطمة من شرق السودان تحديدا  محلية (الكوك)  والتي قدمت للخرطوم لمشاركة تجربتها في إحتفالية الإتحاد الأوربي بيوم المرأة العالمي  تعمل في ظروف قاهرة ومحلية  تفتقر للكثير من المقومات . تشتكي فاطمة من إنتشار الأمية بصورة كبيرة  في مجتمعها خاصة وسط النساء والأطفال ، بجانب عدم توفر المياه الصحية ، ومعاناة النساء  من فقر الدم  مما يؤثر علي حياتهن ،بجانب المشاكل الصحية للأطفال حديثي الولادة .

وتقول : انهم يساعدون النساء  الحوامل بمنحن فيتامينات لمقاومة سؤ التغذية  بجانب دعمهن.

 إرتفاع الأمية

فيما تحكي لنا منسقة ملتقي نساء دارفور بولاية جنوب دارفور سارة مصطفي اوضاع اخري للنساء بولايتها حيث شكت من إرتفاع نسبة الأمية وبشكل كبير . وقالت ان الأجيال السابقة حتى التسعينات يهتموا بتعليم الابناء ويتركوا البنات  واستشهدت بقرية (برتكولي) والتي تبعد حوالي ساعة والنصف من مدينة نيالا والتي مازالت تري ان التعليم حكرا علي الاولاد . وقرية اخري تسمي (حرق) بمحلية السلام غرب مدينة نيالا  لا يوجد فيها ولا شخص واحد متعلم، الامر الذي يتطلب تضافر كافة جهود  المنظمات الوطنية والدولية لرفع مستوى التعليم وسط النساء واعتبرت ذلك بالتحدي الكبير .

القتل بسبب الشرف

وتابعت: من المشاكل والتحديات التي تواجهنا القتل بدافع غسل الشرف اي العنف المنزلي لفتيات لا تتجاوز اعمارهن الرابعة عشرة والسادسة عشر مشيرة الى انه في الفترة من نهاية 2022 وحتى بداية 2023 بلغت عدد هذه الحالات (11) حالة نتيجة لعلاقات عاطفية وإتصالات.

وارسلت عبر (مدنية نيوز) تحاياها لكل نساء السودان، واشارت لإحتفالهن قبل ايام باليوم العالمي للمرأة، بإعتباره يعبر عن حقوق النساء لجهة ان واحدة من اهدافنا كيفية إبراز مقدرات النساء الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، وكان إحتفالنا  تحت شعار  (المرأة في القيادة قادرة على التحيز) خاصة وان الرجل في دارفور  ينظر لها كشيء إضافي ومهمتها الإنجاب فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *