صديق وينكا.. حبو في قلوبنا انكتب
كتب: حسين سعد
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام وفي مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور بشكل خاص بطريقة تجسد قيمة الوفاء لحظة عند مغادرة أحد أشهر ” ظرفاء” فاشر السلطان الرياضي وحبيب الجماهير صديق محمد مكي ”وينكا” حيث ذرف الدموع وهو يغادر مدينة الفاشر هو وأسرته ، بمبادرة من أبناء الفاشر ، ونجا ” وينكا ” قبل أيام من الموت بعد سقوط قذيفة في المكان الذي لجأ اليه بحثا عن الامان.
وسجل صديق وينكا مقطع فيديو مؤثر نهار الجمعة الموافق ١١ يوليو ٢٠٢٤م شكر فيه مبادرة شباب حي كفوت لدعمه للخروج الى مكان آمن ، وكانت المبادرة قد ساهمت في مساعدة الكثيرين على المغادرة في عملية اجلاء أهلية خلاقة، وكان صديق قد سجل مقطع فيديو قبل أيام تداوله كثير من الناشطين و أبناء دارفور، طالب من خلاله ايقاف الحرب حيث اختصر حديثه في كلمة ” الله يبردي ” والتي أصبحت ترند ، وتعيش مدينة الفاشر تحت الحصار و القصف منذ شهرين دون توقف فالفاشر المدينة التي احبها أهلها وحكوا عنها الكثير وعندما استمع إلى الشاعر عالم عباس أو دكتور احمد آدم يوسف أو محمد بدوي أو محمد ابراهيم ” ود نكروما “وشهاب قاسم واحمد السنهوري حينها تعلم مدى حبهم لفاشر السلطان التي احتفت بمحبة عالية بصديق ونكا الذي يتميز بخفة الدم وحلاوة الروح.
وفي حديثي مع الاستاذ احمد السنهوري قال لي ان صديق وينكا يتناول الطرفة بشكل عفوي ومبسط وبلهجة عامية يفهمها الكثيرون وبحكم انو ” ونكا ” هو في الأصل ينسب الي المجتمع الرياضي بحكم انه كان لاعبا سابقا ضمن كوكبة ناشئين نادي الزهرة الرياضي الي ان صار مشجعا داعما ومساندا للنادي.
ومن جهته حكى لي محمد بدوي عن وينكا قائلا.. انه شخص لا تمل من الجلوس معه ومؤانسته فهو رياضي سابق وأضاف بدوي بالرغم من ظروف الحرب و تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية الا ان الفاشر بكل مكوناتها تحاول الصمود أمام اهوال هذه الحرب وعندما تداعا أهلها لنجدة صديق ونكا أعادت لنا بأنها فعلا مدينة القصص الملهمة والحكايات التي لا تنتهي ابدا اما صديق وينكا لم تشغله الحرب اللعينة عن ممارسة هوايته المحببه وقفشاته.
وكان المدافع الحقوقي محمد بدوي قد كتب مقالا له.. بعنوان انهم يحبونك ياوينكا صديق الذي تعرفه المدينة، طرفة واعلام شعبي يجوب شوارعها، ينعطف إلي داخل احيائها مهنئا ومعزيا، في رياضتها لاعبا في دوري الناشئين بميدان الرابطة الشرقية، حضورا لمبارياتها حينما كان دوري الدرجة الاولي تطلق صافرته بميدان النقعة، وذاكرة للدوري الممتاز واخبار الرياضة في السودان قبل أن يختفي شعار برنامج عالم الرياضة من راديو أمدرمان.
فيا صديق؛ مواعيدك كالعادة تمسك بزمامها، ترفع خطوك نحو ميس اختيارك وفقا لما تهوي، فمثلك خلق ليحلق عاليا في فضاء أبعد من عزم وصول الطائرات الحربية والمضادات، لأن بين المدن التلية والسحاب ونسة لم تنتهي بعد .
حمدا للقدير وشكرا لصمودك يا صديق، فكانك حاولت إختبار صمودنا، وعبرك للفاشر روحا وانسان محبه غزلت بالأمس حسنا، واحتفت باليوم وعدا ولقاء ممكن، فعشق الحياة ترياق مضاد للبارود،ف” الواطة نسل النار ..الغيمة حراقة”*
• دق المطر دق، كلمات الشاعر خالد عباس غناء عاطف أنيس