الأربعاء, فبراير 5, 2025
أخبارسياسة

شبكة (صيحة) تكشف تفاصيل جرائم الحرب بحق النساء وتطالب بوقف الانتهاكات

نيروبي: مدنية نيوز

كشفت المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الافريقي شبكة (صيحة) تفاصيل جرائم ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق النساء من قتل وتهديد واغتصاب، وأعلنت عن إدانتها بأشد العبارات هذه الجرائم الصارخة والنهج المريض الذي يتبعه الدعم السريع في نزع إنسانية النساء بالتعامل معهنّ بهذه الوحشية.

وقالت صيحة في بيان تلقت (مدنية نيوز) نسخة منه اليوم الجمعة، إن العنف المفرط وكراهية النساء لا تزال تتفاقم في السودان، ويظل استخدام أجساد النساء كاستراتيجية حرب وأداة في صراعات القوى هو النمط المسيطر في هذه الحرب وجحيمها.

وأضافت أن المشهد العام في السودان يعكس عنفًا ممنهجًا ضد النساء والمدنيين، وحملات انتقام واسعة ضد النساء في الصفوف الأمامية ومن يرفعن أصواتهن في فضح الانتهاكات، والنساء مقدّمات الخدمات والمتطوعات، اللواتي يتعرّضن لاستهداف وعنف مباشر، مبينة انه أمرٌ ليس بالجديد و لا يزال يتفاقم لأكثر من 35 عامًا إلى أن “وصل بنا الحال إلى الانتشار الواسع والمريع لجرائم العنف الجنسي وقتل النساء وتفاقم الظلامات والانتهاكات”.

وفيما يلي النص الكامل للبيان:

السودان النزيف المستمر: دعوة لإيقاف الانتهاكات ضد النساء والفتيات

إن العنف المفرط وكراهية النساء لا تزال تتفاقم في السودان ويظل استخدام أجساد النساء كاستراتيجية حرب وأداة في صراعات القوى هو النمط المسيطر في هذه الحرب وجحيمها.

في صبيحة يوم ١٨ يناير ٢٠٢٥ قامت قوات الدعم السريع بتصفية الأستاذة نادية بلال بقرية السقاي السروراب، وذلك بشنقها في منزلها ووسط أفراد عائلتها بعد أن تم ضربهم جميعًا بعنف شديد حتى فقد أحد أفراد الأسرة الوعي، وتم اتهامها بالتعاون مع الجيش وفقًا لشهادات أفراد من الأسرة. الأستاذة نادية لها الرحمة والمغفرة تم اقتيادها عنوة بعد ضربها بشده وقام أفراد من الدعم السريع بتعليقها بثوبها الذي ترتديه في (المزيرة) وشنقها حيث أسلمت الروح إلى بارئها رغم محاولات الأسرة اليائسة لإنقاذها. أستاذة نادية هي مديرة مدرسة الحلفايا الأساس مربع ٧ بنات، وبعد اندلاع الحرب عادت إلى منزل عائلتها بالسقاي السروراب.

وفقًا لشهادة أفراد الأسرة فقد كانت الأستاذة نادية تحاول الخروج من منطقة السقاي والسفر إلى ابنها الموجود خارج البلاد، إلا أن الدعم السريع قد منع خروج المواطنين من منطقة السقاي وتم تدمير المراكب التي تنقل المواطنين إلى أم درمان، وبذلك لم تستطع أستاذة نادية المغادرة. وترجع خلفية العداء من قبل الدعم السريع نحو الأستاذة نادية عندما قام الدعم السريع باعتقال ابنها في ١٥ يناير ٢٠٢٥ واتهامه بالتعاون مع الجيش، كما تمت مصادرة هاتفها عند ذهابها لمكان الاعتقال ومحاولة إقناع الدعم السريع بإطلاق سراح ابنها. وهذا هو الجرم الوحيد الذي بسببه قتلها الدعم السريع، لأنها أم تسعى لإطلاق سراح ابنها.

بتاريخ ٢٢ يناير ٢٠٢٥ استهدف عناصر من الدعم السريع بقذيفة الدوشكا المضادة للطيران المواطنة هاجر محمد عبد الرحيم من قرية “ود مسراح” التابعة لوحدة “ود النورة” بمحلية “المناقل”، ويقول شهود عيان إن هاجر وهي أم لخمسة أطفال وقفت أمام عناصر المليشيا تحاول إيقاظ ضمائرهم عندما كانوا يقومون بنهب السكان المحليين وأخذ أموالهم دون وجه حق، فما كان منهم إلا أن أطلقوا عليها القذيفة التي مزّقت جسد الأم هاجر محمد عبد الرحيم، لها الرحمة والمغفرة.

وفي نفس اليوم ٢٢ يناير ٢٠٢٥ أفاد مؤتمر الجزيرة بأن مليشيا الدعم السريع أقدمت على قتل المواطنة مناهل عبد الله بلة من قرية ” طيبة النعيم” بمحلية الكاملين، وهي سيدة من ذوات الاحتياجات الخاصة، ووفقًا لمؤتمر الجزيرة فقد تعرضت مناهل للضرب حتى فارقت الحياة، ومنع الدعم السريع دفنها إلا بعد دفع فدية مالية. كما نهب الدعم السريع ممتلكات المواطنين بقرية “طيبة النعيم” وقام بضربهم وإهانتهم، مما اضطرهم إلى النزوح إلى قريتي “الدبيبة عبد الله” و”الريحانة”. وفي نفس الوقت احتجز الدعم السريع السيدة نفيسة موسى النعيم، وهي جدّة وسيدة مسنّة تبلغ من العمر ٨٠ عامًا بحجة أن ابنها يعمل بالقوات النظامية.
في يوم السبت الموافق ٢٥ يناير ٢٠٢٥ ووفقًا للجان مقاومة الحصاحيصا اعترض الدعم السريع بعدد ثلاثة مواتر مجموعة من المواطنين من قرية “الطالباب” وقرى “الحلاوين” وهم في طريقهم إلى ولاية آمنة لتلقّي العلاج فباغتهم الدعم السريع بالقرب من قرية “بحر العلوم” مما أدى لمقتل السيدة العشرينية علياء يوسف الفكي، لها الرحمة وهي من قرية “أنجضو الحلاوين”.

في ٢٦ يناير ٢٠٢٥ أفاد تقرير لجان مقاومة الحصاحيصا بأن أفرادًا من الدعم السريع قاموا باغتصاب أم في الثلاثينيات من العمر بإحدى قرى محلية “أبو قوتة” قرية “أم كرارة” وقد تناوب على اغتصابها أكثر من عشرين فردًا من أفراد الدعم السريع، مما تسبب لها في نزيف حاد وتهتك بالرحم حيث فارقت الحياة في اليوم الثاني تاركة وراءها عدة أطفال، لها الرحمة والمغفرة.

تظل جرائم قتل النساء خارج القانون وتعذيبهن من الفظاعات التي استخدمها الدعم السريع منذ بداية الحرب الوحشية، فإضافة إلى جرائم الاغتصاب والاغتصاب الجماعي تظل جرائم قتل النساء أحد انتهاكات هذه الحرب التي لم تنل أي حظ من الاهتمام من قبل منظمات حقوق الإنسان والمحققين الدوليين.
نحن في شبكة صيحة ندين بأشد العبارات هذه الجرائم الصارخة والنهج المريض الذي يتبعه الدعم السريع في نزع إنسانية النساء بالتعامل معهنّ بهذه الوحشية.

في يوم ١٧ يناير ٢٠٢٥ نُشر مقطع فيديو من قرية “نعيم الله” بجنوب الجزيرة، يظهر فيه جنود يقومون بإهانة سيدة تُدعى مريم ووصمها بألفاظ بذيئة وضربها واتهامها بالتعاون مع الدعم السريع وتهديدها بالاغتصاب، وتظهر السيدة في هذا الفيديو بملابس المنزل. وقد اتضح أن الاشخاص الذين قاموا باقتحام منزلها يتبعون للجيش السوداني. في فترة لاحقة ظهر فيديو آخر لنفس السيدة ويبدو فيه أنها موجودة في مكان يتبع لأجهزة نظامية، وقد ذكرت في مقطع الفيديو أنه قد تم أخذها في ذلك اليوم لمكان اعتقال ومن ثم نُقِلت لآخر. ولا يوضّح مقطع الفيديو إذا ما كانت السيدة مريم معتقلة حتى الآن وأسباب الاعتقال أو نوعية التهم الموجهة إليها.

تظل إشكالية تنميط النساء واعتقالهن دون توجيه تهم لهنّ لفترات مطولة هي إحدى أنماط المعاناة اليومية للنساء والنساء الفقيرات، والنساء من خلفيات اجتماعية ذات صلة بالمجموعات التي ينتمي إليها الدعم السريع. نحن في شبكة صيحة نقف بشدة ضد كل هذه التصرفات والتنميط الإثنيّ، ومعاقبة النساء اللواتي يتعرّضن للعديد من الانتهاكات في مجتمعاتهن، ومن ناحية أخرى يتم عقابهنّ لمجرد انتمائهنّ لتلك المجتمعات. نحن في صيحة نقف ضد انتهاك حقوق الإنسان والاستهانة بالنساء وتجريمهن، وندعو إلى الالتزام بحكم القانون وإيقاف الاعتقالات دون حيثيات قانونية والتأكد من وصول النساء إلى العون القانوني والقضاء العادل.

إن المشهد العام في السودان يعكس عنفًا ممنهجًا ضد النساء والمدنيين، وحملات انتقام واسعة ضد النساء في الصفوف الأمامية ومن يرفعن أصواتهن في فضح الانتهاكات، والنساء مقدّمات الخدمات والمتطوعات، اللواتي يتعرّضن لاستهداف وعنف مباشر، وهو أمرٌ ليس بالجديد و لا يزال يتفاقم لأكثر من 35 عامًا إلى أن وصل بنا الحال إلى الانتشار الواسع والمريع لجرائم العنف الجنسي وقتل النساء وتفاقم الظلامات والانتهاكات.

إن الصمت عن الجرائم التي تتعرض لها النساء وانعدام المحاسبية وغياب آليات الدعم الصحي والنفسي وغياب أدوات العدالة في ظل التسلح العالي وعسكرة الفضاء العام يفسح المجال واسعًا أمام اختطاف سلطة إنفاذ القانون. كلّ ذلك لا ينتج عنه سوى استمرار العنف وانهيار ما تبقى من النسيج الاجتماعي الهش.

نحن في شبكة صيحة ندعو لإيقاف الفظاعات ضد النساء والفتيات والمدنيين، كما ندعو لإنفاذ سلطة القانون والاستثمار في النظام العدلي والتوافق مع آليات العدالة الدولية والإقليمية فيما يخص حقوق النساء والفتيات، كما يجب وبشكل عاجل وضع آليات نافذة على الأرض لحماية النساء وإيقاف النزيف.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *