الإثنين, يونيو 16, 2025
تقاريرسياسة

السودان أرض البطولات والثورات (6)

كتب: حسين سعد

في كل الثورات التي إندلعت في السودان كان للنقابات دور رئيسي ،وتلعب أيضا أدوار مهمة في تحقيق الإنتقال السياسي السلمي ،وتعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية في صنع القرار، وتحقيق العدالة الإنتقالية ،وهي قوة اجتماعية قادرة على التأثير في السياسات العامة و تنظيم العمال والمزارعين ،والدفاع عن حقوقهم، والمطالبة بتحسين ظروف العمل والأجور،وتوعية العمال بحقوقهم وواجباتهم وتعريفهم بقوانين العمل، وتنظم ورش عمل ودورات تدريبية لتعزيز قدرات العمال وتطوير مهاراتهم، وتوفير الخدمات الاجتماعية لأعضائها، مثل الدعم الصحي والتعليم والإسكان، وهذه الخدمات تساهم في تحسين جودة حياة العمال وعائلاتهمن وهي الصوت الجماعي الذي يعبر عن مطالب العمال ،وتحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة.

ضحايا الإنقلابات:

في كل تغيير سياسي ألمّ بالسودان كانت نقابات العمال أولى ضحاياه حلا أو تجميدا، شأنها شأن الأحزاب السياسية ، فالحركة النقابية في هذا البلد ضاربة في القدم وشديدة التأثير، وفي بدايات حكم نظام الجبهة السلامية التي استولت على الحكم عبر انقلاب عسكري قاده الرئيس المعزول عمر البشير في يونيو 1989- أنتبهت إلى خطورة النقابات، فعمد النظام البائد إلى حل النقابات قبل أن توحدها تحت راية الاتحاد العام لنقابات عمال السودان، وجاء هذا التدبير الماكر بتاج السر عبدون أول رئيس للحركة النقابية الموحدة تحت مسمى اتحاد عمال السودان لدورتين من العام 1992 إلى العام2001م ويقود الاتحاد حاليا عبدالكريم يوسف،وتوالي جميع الاتحادات المهنية النظام المخلوع،والشاهد علي ذلك ان اتحاد نقابات عمال السودان ساند المخلوع البشير في يناير الماضي خلال الاحتجاجات التي استمرت نحو أربعة أشهر وقادت إلى اقتلاعه،ووفقا لتعديل قانون النقابات عام 2010 تعدلت لائحة البنيان النقابي لتصبح النقابات العامة 16 نقابة عامة حتى قيام الانتخابات النقابية عام 2011م وابتعدت هذه النقابات خلال حقبة حكم البشير -التي امتدت لثلاثين عاما- عن الشأن السياسي، عدا إضرابات محدودة -غالبها في الولايات- بسبب تأخر رواتب أو مستحقات مالية،وتسببت موالاة النقابات والاتحادات المهنية للنظام الحاكم في نشوء كيانات موازية ذات صبغة معارضة، مثل لجنة أطباء السودان ولجنة المعلمين وشبكة الصحفيين، وهي التي شكلت لاحقا تجمع المهنيين السودانيين الذي تبنى الاحتجاجات المطالبة بتنحي البشير،ويشهد تاريخ السودان ان الانقلابات العسكرية كانت دائما ما تستهدف النقابات وحلها والنموزج هنا ،نظامي مايو بقيادة جعفر نميري ويونيو برئاسة البشير حلا النقابات، ومن ضمنها نقابة المحامين في مايو 1969 وفي يونيو 1989، مما أضر السودان بفقدان مقاعده في اتحادات المحامين الإقليمية والدولية،الجدير بالذكر ان أ النشاط العمالي بالسودان بداء في حقبة الاستعمار عام 1908 بأول إضراب لعمال مناشير الغابات للمطالبة بتحسين بيئة العمل وظروفها، ثم تدرج وصولا إلى العام 1947 حيث كانت الشرارة بهيئة شؤون العمال في السكة الحديدية،وبعدها تم الضغط على المستعمر ليعترف بحق التنظيم النقابي ويصدر أول قانون للعمل والعمال عام 1948، ولائحة تسجيل النقابات لنفس العام، وبذلك اكتسبت الحركة النقابية السودانية شرعيتها واستمدت قوتها لينشأ أول مؤتمر عمالي يوم 18 مايو 1949

العمل النقابي:

نشأة وتطور النقابات في السودان يعود إلى حقبة الاستعمار في العام 1908م، بــأول إضــراب لعمــال مناشــير الغابــات للمطالبــة بتحســين بيئـة العمـل وظروفهـا، ثـم تـدرج وصـولاً إلـى العـام 1947م، حيـث كانـت الشـرارة بهيئـة شـؤون العمـال فـي السـكة الحديديـة، وبعدهـا تـم الضغـط علـى المسـتعمر ليعتـرف بحـق التنظيـم النقابـي ويصـدر أول قانـون للعمـل والعمــال عــام 1948م، ولائحــة تســجيل النقابــات لنفــس العــام، وبذلــك اكتسـبت الحركـة النقابيـة السـودانية شـرعيتها وإسـتمدت قوتهـا ليقـام أول مؤتمـر عمالـي يـوم 18 مايـو 1949م، كمـا نفـذ المزارعـون تحـت القيـادة التاريخيـة للشـيخ الأميـن محمـد الأميـن، أول رئيـس لحركـة المزارعيـن ،والشـيخ يوسـف أحمـد المصطفـى، أول سـكرتير مطالبيـن بحـل هيئة شـؤون المزارعيـن التـي كانـت تخـدم مصالـح الشـركة الزراعيـة ومديرهـا مسـترسـميث، ولا تعبـر عـن المزارعيـن عقـب الإضـراب الشـهير عـن زراعـةالقطـن فـي العـام1948م، ثـم نفـذوا اعتصـام ميـدان عبـد المنعـم بالخرطـوم فـي العـام 1953م.

الانقسامات:

الشاهد ان غالبية الأجسام المهنية والمطلبية حدثت بها إنقسامات حادة ،هذه الإنقسامات لها صورعديدة تتمثل في القمع المفرط والتهديد وشراء الذمم بالوظائف والهبات ،وتطاول الإستبداد وغياب الممارسة الديمقراطية وغياب التدريب وتداخل المهني مع السياسي ، وهناك عامل أخر لكنه مهم جدا وهو التشريع القانوني الذي قاد الي تعديل في التشريع النقابي ، وهو ما هدف إلى إضعاف الحركة النقابية القائمة وضرب وحدتها في الصميم، وهذا هو أبرز تحديات العمل النقابي، أيضا شهدت ما قبل الثورة وبعدها لاحظنا في بعض المكونات هناك أجسام دمغها نظام الجبهة الاسلامية بأنها صنيعة حزب محدد والشاهد هنا تجمع المهنيين الذي قاد الثورة حيث ظلت أبواق النظام تصف بعض قياداته بأنهم علي سلطة تنظيمية بالحزب الشيوعي، وذات الأسطوانة المشروخة لم تسلم منها شبكة الصحفيين السودانيين أحد مكونات تجمع المهنيين وكذلك تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل ،والمهندسيين والأطباء.،وفي بيان له قال مكتب النقابات المركزي بالحزب الشيوعي السوداني ان مسجل عام تنظيمات العمل تجاهل ان السودان كان قد صادق بعد الثورة علي الاتفاقية الدولية رقم(87) اتفاقية الحريات النقابية وحماية حق التنظيم وكذلك الاتفاقية المصادق عليها مسبقاً وهي إتفاقية حق التنظيم والمفاوضة الجماعية كما تجاهل المسجل ان الاتفاقيتان تحظران علي الحكومات التدخل في شوؤن النقابات وحماية إستقلالها،فإنتخاب اللجان التمهيدية وتكوين النقابات هو شأن خاص بقواعد العاملين والعاملات في القطاعين العام والخاص في كل أرجاء الوطن،ولا يميله قانون المنشاة لسنة 2010م الذي يخالف الاتفاقيات والمعايير الدولية وقد رفضه العاملون والعاملات، وشدد البيان لقد ظللنا في مكتب النقابات المركزي ومازلنا ندعو العامليين بحصر قواهم وتفقد بعضهم البعض ودعم المواطنيين ومساعدتهم في مواقع النزوح واللجوء ودور الايواء بتوفير الغذاء والدواء وإصلاح الاعطال التي سببتها الحرب في محطات المياه والكهرباء والمرافق الحيوية.ان يواصلوا تكوين نقاباتهم بعد حصر العضوية وعقد الجمعيات العمومية وإنتخاب اللجان التمهيدية ثم التنفيذية لحماية حقوقهم المهدرة والإنتهاكات المتكررة، ومقاومة محاولات جر عجلة التاريخ إلى الوراء، فلقد تخطي ذلك الزمن،وعلى العاملين والعاملات السير قدما للعب دورهم الوطني بتحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة ببناء الجبهة العريضة لإيقاف الحرب وحماية وحدة وسلامة أرض الوطن وحفظ موارده المادية والبشرية. (يتبع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *