البحر الأحمر.. جدلية الحصار والموت ومبادرة الخلاص من الصراعات
بورتسودان: أمين سنادة
تزامناً مع وصول قطار عطبرة إلى محطة بورتسودان يوم الثلاثاء الماضي بعد غياب ما يقارب (16) عاماً في رحلة للركاب، اشتعلت الحرائق بحي (الميرغنية) جنوب المدينة لتسمع أصوات الرصاص المتفرقة بكثافة في حي دار النعيم.
حي دار النعيم الذي يشهد ولأكثر من شهر حالة من الحصار بأمر اللجنة الأمنية بالبحر الأحمر.
القطار الذي كان من المقرر أن يصل يوم أمس الأول، لكنه تأخر بسبب قطع الطريق أمامه بمحطة (صمد) في إطار الاحتجاجات المطالبة بحل لجنة إزالة التمكين، وتم إقناع المحتجين بالسماح للقطار بالعبور، بعد تدخل من والي ولاية البحر الأحمر عبد الله شنقراي، ووصل القطار مساء أمس الثلاثاء لمدينة بورتسودان.
ومن المعروف أن الأحداث المرتبطة بالاقتتال أصبحت تكرر، ولكن الملفت هذه المرة أنها تكررت بعد أن أطلق ناظر الأمرار علي محمود، مبادرة أكد فيها إنهاء الصراع والأحداث ببورتسودان.
وكان ناظر الأمرأر علي محمود، الملقب بالحكيم قد التقى رئيس وزراء الحكومة الانتقالية د. عبد الله حمدوك، بالقصر الجمهوري وأعلن عن مبادرته وخاطب من خلال منصة رئيس الوزراء الشعب السوداني مستخدماً لأول مرة لغة (البداويت) من داخل القصر الجمهوري.
ووصف متابعون للأوضاع في شرق السودان الأحداث الأخيرة، بأنها محاولة لقطع الطريق أمام تلك المبادرة التي يتوقع لها أن تجد قبولاً منقطع النظير عطفاً على قدرات وجماهيرية ونفوذ مطلقها.
والملاحظ أن قرارات اللجنة الأمنية بإلغاء السفريات البرية، لم تجد القبول وسط كثير من المتابعين الذين وجهوا انتقادات للجنة التي لفتوا إلى أنها تحاصر دار النعيم، وتتهم في الوقت ذاته بالتساهل مع إغلاق الطريق القومي بصورة متكررة.