“أوتشا”: دوامة الفوضى تتصاعد في السودان والتدخل العسكري يعرقل المساعدات الإنسانية
نيروبي: مدنية نيوز
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، إنه على مدى الأشھر الثلاثة الماضیة نزح ما یصل إلى 143,000 شخص من محلیة الفاشر في ولایة شمال دارفور بسبب الاشتباكات بین القوات المسلحة السودانیة وقوات الدعم السریع في المنطقة.
وأوضح “أوتشا” في أحدث تقرير إنساني عن السودان اليوم الأربعاء، أن دوامة الفوضى لا تزال تتصاعد في السودان مع تفاقم الأزمة الإنسانیة والخسائر المروعة التي خلفھا النزاع على المدنیین في مدینة الفاشر وغیرھا من بؤر النزاع الساخنة.
وأشار إلى أنه یوجد في السودان أكبر عدد من النازحین في العالم حیث یبلغ عددھم أكثر من 11 ملیون شخص -أو واحد من كل خمسة أشخاص في البلاد- بما في ذلك النازحین منذ منتصف أبریل 2023، إذ نزح ما یقدر بنحو 7.3 ملیون شخص منذ منتصف أبریل 2023 ، بمن فیھم أولئك الذین عانوا من نزوح ثانوي.
وذكر أنه في المدة من 1 ینایر إلى 30 أبریل 2024، قدم 125 من الشركاء في المجال الإنساني مساعدات إنسانیة متعددة القطاعات لأكثر من 5.2 ملیون شخص في جمیع أنحاء البلاد، مبينا أنه طرأ تحسن ملحوظ فیما یتعلق بتأشیرات الدخول للعاملین في المجال الإنساني، ولكن قدرتھم على تقدیم المساعدات الإنسانیة في كردفان ودارفور والخرطوم تأثرت بالعقبات البیروقراطیة والإداریة.
وكشف أن قدرة المنظمات الإنسانیة على تقدیم المساعدات للمجتمعات الأكثر عرضة للمخاطر في ولایات كردفان ودارفور والخرطوم مقیدة بشدة بسبب العوائق البیروقراطیة والإداریة، والنزاع المسلح القائم، وعدم التزام أطراف النزاع بضمان الأمن والسلامة للعملیات الإنسانیة.
وأعلن المكتب الأممي، أن جیش تحریر السودان بقیادة عبد الواحد، أعلن عن إجراءات بیروقراطیة وإداریة، بما في ذلك تسجیل المنظمات الإنسانیة للعمل في السودان (من المفترض في بورتسودان) وفي جبل مرة؛ الموافقات على تصاریح السفر، ورسوم التسجیل، والمشاركة الإلزامیة لجیش تحریر السودان في تعیین الموظفین ومتطلبات الاتفاقیات الفنیة.
وكذلك بدأت الوكالة السودانیة للإغاثة والأعمال الإنسانیة -التي أنشأتھا قوات الدعم السریع في 13 أغسطس 2023 لتسھیل المساعدات الإنسانیة في المناطق الخاضعة لسیطرتھا -في تنفیذ المعوقات البیروقراطیة والإداریة، مثل تسجیل المنظمات الإنسانیة والموافقة على تصاریح السفر الإلزامیة لحركة العاملین في المجال الإنساني والإمدادات في ولایات غرب وجنوب ووسط وشرق دارفور.
وأكد مكتب الأمم المتحدة أن الاتجاه المتزاید للتدخل العسكري الذي تمارسه أي قوات تحمل أسلحة یؤثر على العملیات الإنسانیة المخطط لھا، ویمكن أن یؤدي إلى إجراءات بیروقراطیة مماثلة من جانب أي قوات أخرى تحمل أسلحة في منطقتي دارفور وكردفان.
وحسب “أوتشا” فإنه في مایو 2024 لم یتلق ما یقرب من 1.2 ملیون شخص المساعدات الإنسانیة في ولایات كردفان (301,835)، ودارفور (608,516)، والخرطوم (100,004)، والجزیرة (98,000)، ویرجع ذلك أساسًا إلى رفض تصاریح السفر ومنع الانتقال عبر الحدود من خلال معبر الطینة (شمال دارفور)، وانعدام الأمن، و/أو العوائق من قبل أطراف النزاع.