الأمم المتحدة تستنكر الهجوم على لاجئين من جنوب السودان بغرب كردفان
الخرطوم: مدنية نيوز
استنكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الاعتداءات على مستوطنة للاجئين في محلية الميرم بولاية غرب كردفان في وقت سابق من هذا الشهر، مما تسبب في فرار حوالي (400) لاجئ من جنوب السودان شمالاً حتى يوم الأحد (17 مايو).
وأوضحت المفوضية أن الاعتداءات بدأت في 5 مايو، عندما هاجمت مجموعة على ظهور الخيل مستوطنة لاجئين مما تسبب في حالة من الذعر والدمار. حيث تم إحراق أكثر من (200) منزل من حوالي (280) منزلاً في المستوطنة، وتم تدمير أو سرقة ما تبقى من ممتلكاتهم، بما في ذلك وثائق هوية مهمة، وقد أصيب (18)لاجئاً جراء هذا الاعتداء.
ويدعي المهاجمون أن الهجمات كانت تهدف إلى الانتقام من الاشتباكات الطائفية في منطقة أبيي التي اندلعت الهجمات المسلحة بين المجتمعات المختلفة فيها خلال الأسابيع الأخيرة.
وقالت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بالإنابة إليزابيث تان، في بيان تحصلت (مدنية نيوز) على نسخة منه اليوم: (ندين بأشد العبارات الممكنة هذا الهجوم الوحشي على الرجال والنساء والأطفال الأبرياء).
وشارك اللاجئون المتأثرون محنتهم مع موظفي المفوضية، حيث أفاد رجل أعمال سابق وأب لـ 9 أطفال: (كل شئ قمت ببنائه وجمعه في سنين ذهب في لحظة). واضاف: (أنا سعيد لأنه لم يٌقتَل أحد).
وفرّ اللاجئون إلى قاعدة عسكرية حيث حصلوا على الحماية والطعام والمياه. وبعد يومين عاد البعض إلى المستوطنة التي تبقى منها رماد فقط، وكلهم خوف من تجدد أي شكل من اشكال العنف.
وحتى يوم الأحد (17 مايو) ، قررت أكثر من (80)عائلة; حوالي (400) فرد، مغادرة المنطقة والسفر شمالاً إلى أجزاء من مناطق الطابون، غبيش، عديلة والمجرور في غرب كردفان، حيث اعتاد بعضهم العمل هناك في موسم الحصاد. وتشير التقارير الأولية إلى أنهم لا يعتزمون العودة إلى الميرم بعد موسم الحصاد بسبب التهديدات والعنف.
وبعد الهجمات مباشرة، دعمت المفوضية العائلات في المستوطنة المتضررة بأغلفة بلاستيكية وأدوات مطبخ وبطانيات. وتتابع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الاوضاع بهذا الصدد. وقالت تان: (سيكون من الضروري استعادة السلامة والأمن بسرعة وتقديم المعتدين إلى العدالة). وأضافت أن المفوضية مستعدة للعمل مع الحكومة والمجتمع الإنساني لتلبية الاحتياجات الملحة لهؤلاء الناس الذين شعروا أنهم مضطرون للمضي قدماً. واقترحت السلطات تخصيص مساحة أرض حيث يمكن إقامة مستوطنة بديلة.
وأشارت ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتضامن الجيران السودانيين في الميرم، وتابعت: (لقد رفضوا العنف وحموهم بقدر ما تيسر لهم بل وفتحوا منازلهم لأولئك الذين فقدوا كل شيء). وتضافرت جهود المجتمع المضيف في جمع المساعدات في بادرة تعكس روح التضامن لإعادة بناء منازل المتضررين.
ويستضيف السودان حوالي (821,000) لاجئ من جنوب السودان، حوالي (61,000) منهم في غرب كردفان. ويركز عمل المفوضية في غرب كردفان على الحماية ودعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم في أماكن مثل الميرم، حيث قامت الوكالة بتوزيع الناموسيات على المجموعتين مؤخرًا.