نساء السودان في منتدى إيقاد.. مطالب عاجلة بوقف الحرب
نيروبي: هند رمضان
طالبت نساء سودانيات منظمة الايقاد بالضغط على الأطراف المتقاتلة في السودان لوقف الحرب التي استمرت لأكثر من عام، وان يعطي الحل الدائم أولوية لمشاركة المراة لضمان الاستقرار والأمن للشعب السوداني، وقدمت النساء سرديات لأوضاع السيدات بعد الحرب والعنف الجنسي المتزايد ضد النساء والأطفال، وواقع الصحة والتعليم المجهول.
الاوضاع الإنسانية والعنف:
وتحدثت النساء المشاركات في المنتدى السنوي للمرأة التابع للإيقاد الذي عقد في العاصمة الكينية نيروبي في الثاني والثالث والعشرين من اكتوبر، عن اوضاع النساء والأطفال في السودان بعد الحرب الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية ، ويتعرضون للعنف على أساس النوع ، وعدم كفاية الرعاية الصحية ، وخسائر فادحة في الأرواح وتعطيل التعليم ، واكدن على ضرورة المشاركة الكاملة للمرأة في مبادرات السلام وزيادة الدعم لهذه العمليات.
وبدأت الحرب الأهلية في السودان في أبريل من العام الماضي عندما بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى.
وشددت النساء المشاركات من اجسام نسوية مختلفة علي ضرورة الاهتمام العالمي بشأن المساعدات الإنسانية العاجلة ، وانهن قلقات من ان النزاع في السودان لايحظى بالاهتمام اللازم من الجهات الدولية والإقليمية ،لذلك لابد من الاستمرار في اتخاذ إجراءات هادفة لتأمين السلام الدائم في السودان وايصال المساعدات الإنسانية فورا دون عوائق بما في ذلك الغذاء والامدادات الطبية، والمدخلات الزراعية ،ودعت النساء الى الاعتراف بدور منتدي المراة التابع للإيقاد كمنصة مهمة لتضخيم صوت المرأة السودانية.
وبعد الحرب برز دور المدافعات عن حقوق الإنسان في عملية الرصد للانتهاكات والبحث عن ملاذات آمنة للنساء المغتصبات، إلى جانب ذلك يعمل على مساعدة النساء وتقديم الخدمات في دور الإيواء.
وقالت هناء بشير من مجموعة (منسم) ، كل القوات السودانية تستخدم العنف ضد النساء كسلاح ،والحرب ولدت الكثير من أنواع العنف من اغتصاب واستعباد وزواج قسرى ، وتحاول منظمات المجتمع المدني رصد وتوثيق الانتهاكات ولكن الوضع الأمني يشكل عائق كبير ، وزادت ” ان الإفلات من العقاب طوال العقود الماضية ولم تتم محاسبة مرتكبي الجرائم يزيد من وتيرة الانتهاكات في الحرب الدائرة حاليا في السودان ” .
وأكدت هناء على ان وجود اجسام نسوية كثيرة سلاح ذو حدين يمكن ان تساعد في الضغط على المجتمع الدولي ولكن في ذات الوقت يشتت جهود النساء في المشاركة ، وضعف اشراك النساء في الريف يعالج برفع قدراتهن في معرفة حقوقهن .
وكانت وحدة العنف ضد المرأة والطفل في السودان قد اكدت انه وبعد عام وأكثر من الحرب يتزايد العنف على النساء في السودان بداية من الاغتصاب والعنف الجنسي المتصل بالنزاع والنزوح وأوضاع الطوارئ المستمرة، بجانب الحاجة الإنسانية، وأكدت أن الانتهاكات الجنسية والجسدية التي يمكن أن يتعرض لها النساء في أوضاع النزوح الهشة كبيرة جداً.
الشرائح الضعيفة:
وشهد اليوم الأول نقاشات حول الأوضاع الإنسانية للشرائح الضعيفة وتعرض النساء والأطفال للعنف القائم علي أساس النوع ، وقالت سلمى جون ، ناشطة ومقدمة دعم نفسي واجتماعي للناجيات من العنف الجنسي ،ان عدد كبير من الفئات الضعيفة يتعرضون للعنف خاصة الفتيات من عمر (12-18) سنة هم عرضى للتحرش والاغتصاب والاستقلال الجنسي ، وأوضحت ان (26 ) طفل ولدوا بعد الحرب نتيجة الاغتصاب ، وهذه الأرقام تم رصدها من مراكز الخدمات ومن متوقع يكون ضعف هذا العدد ثلاثه اضعاف” .
وبحسب جون ان شريحة الحوامل والنساء كبيرات السن من اضعف الفئات ، وزواج الطفلات الذي يجعلهن في موقع ضعف ولكن الاسر تبرر ذلك بانه افضل من ان يتم استغلالهم سواء ان تم ذلك برضاء الاسرة او قسراً من قبل قوات الدعم السريع ، وأضافت ” يظهر ضعف ذوات الإعاقة في دور الايواء لعدم قدرتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ، ويضاف الي ذلك ان 70 %من مقدمي الخدمات النفسية الان خارج السودان والموجودين في الداخل هم غير مدربين “.
وأكدت جون ان عدد كبير من النساء اللاجئات من دول الجوار نزحوا مع السودانيين الى دور الايواء في الولايات ويعيشون ذات الأوضاع المزرية ، وأشارت إلى ان في المناطق الغير متأثرة بالنزاع يحدث العنف الجنسي من أصحاب السلطة او في الغالب هي الجهات التي يفترض ان يتم التبليغ عندها .
المشاركة في عملية السلام :
تقول امينة الشين من مركز الجندر، الحديث عن المشاركة السياسية للنساء السودانيات نعني ان تكون مشاركة نوعية ، وإدماج النساء في عملية السلام واحدة من شروط تأسيس حكم رشيد ، والمجتمع الدولي والإقليمي والمحلي مقتنع بمشاركة النساء الفاعلة ، ولكن طبيعة تكوين الاجسام السياسية في السودان فيها مشكلة ان القيادات دايما رجال لان الأنظمة السياسية غير حساسة تجاه النوع .
الوضع الصحي :
وتؤكد عائشة احمد، من مجموعة سلام السودان ،ان 80% من المستشفيات في السودان خارج الخدمة ، وهناك 160 الف امراة حامل يواجهن سوء التغذية وان الف سوداني ماتوا في الحرب بينهم 12800 امراة ، وأضافت “في الشهر الماضي ماتو 15 من الأمهات 48 من الأطفال حديثي الولادة”.
وتصف رئيس وحدة التنمية الاجتماعية بايقاد ،د.فكتوريا انيب اكوت ، الوضع في السودان بالكارثي والمحزن ، وان البيانات في سبتمبر الماضي توضح ان هناك اكثر من مليون نازح من النساء والاطفال ، وان اكثر من مليونين فروا الى الدول المجاورة،والنساء ليس لديهن إمكانية الحياة وان 80% منهم في وضع صعب خاصة فيما يتعلق بالغذاء بسبب الحرب ،وتم تدمير 70% من البنية التحتية للقطاع الصحي وخاصة الصحة الإنجابية يواجهون مشاكل في الحصول على اللقاحات وهناك انتشار الكوليرا والملاريا .
ومن ناحية التعليم توضح فكتوريا ان الأطفال لم يذهبوا الي المدارس لعامين ومع استمرار الحرب سنشهد مشاكل كثيرة ،وينبغي ان يكون هناك جهود للمساهمة في حل الازمة السودانية .
دور ايقاد :
وتحدث المبعوث الايقاد الخاص لمتابعة قضايا السودان ، لورنس كوربندي ، ان الاثار كبيرة على النساء والأطفال بعد استمرار النزاع لاكثر من عام ونصف ، حوالي 8600 شخص تم تشريدهم منذ بداية النزاع وتاثر 70% من النساء والأطفال ويواجهون صعوبات في الامن الغذائي والتعليم ، ويوجد اكثر من مليون شخص معرضين للعنف النوعي و 86% من النساء يعانيين من العنف وعدم الاستقرار الاقتصادي ، فيما يحتاج 13 مليون الى العون الإنساني .
ولفت كوربندي إلى أن الأمهات أصبحن الراعي الوحيد للاحتفاظ باسرهن ، وزيادة نسبة الوفيات وحوالي 1,5 مليون لايحصلن على الرعاية الصحية مايعرض حياتهن للخطر،و اكثر من 1500 طفل يبقون خارج التعليم بجانب زواج الطفلات ، وقال “ظلت المراة السودانية تبذل جهوداً للسلام والعدالة ونعترف بالدور الذي تؤديه المرأة في السلام ، ولقد أكدنا على ضرورة مشاركة المراة ونتعاون مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لنضمن أن يكون صوت المرأة جزء لايتجزأ من المفاوضات بعد الحرب”.