في ورشة ويامو.. تجارب صحفية إقليمية وعالمية بشأن العدالة
كتب: حسين سعد
ملك الخبراء والمختصون في ورشة منظمة ويامو التي عقدت بالعاصمة الكينية نيروبي في الفترة من 25 الي 27 نوفمبر، ملكوا نحو (15) من الصحفيين السودانيين مهارات وتكنيكات مهنية خاصة بكتابة التقارير الإعلامية المسؤولة عن عمليات العدالة والمساءلة في السودان، ودفع الخبراء بمحاذير مهمة للتغطية الاعلامية لضحايا الصدمة النفسية، وإستعرضوا نمازج لتغطيات إعلامية بها أخطاء مهنية، وشجع الخبراء الصحفيين السودانيين لكتابة تقارير عن إنتهاكات حقوق الانسان ولفتوا الي ان كتابات صحفية في بلدان حدثت بها إنتهاكات مماثلة لحالة السودان.
كانت تلك التقارير الصحفية أحد الادلة التي رجعت لها المحاكم، وأنخرطت (ويامو) منذ عامان في تنفيذ ورش لتدريبات للصحفيين والصحفيات السودانيين والسودانيات لجهة المساهمة في تعزيز المساءلة والشفافية في السودان ـوالمساهمة في رفع مهارات إعداد التقارير للصحفيين ،وبناء معارفهم حول القضايا الهامة المتعلقة العدالة، وبناء وتوطين الديمقراطية في السودان، كما يتناول التدريب الصحة النفسية وأثار الصدمة وكيفية تتناول الصحافة المستنيرة بعلوم الصدمة، وإستكشاف المجموعات الاجتماعية المستهدفة، وتحديد الحاجات والسعات النفسية المختلفة لكل منهما ،ورسم خارطة علاقات القوي بين الاطراف، فضلا عن إعداد التقارير للمحكمة الجنائية الدولية، والتطبيق العملي للمعلومات مفتوحة المصدر، والصحافة متعددة الوسائط،ولتنفيذ تلك الورش المهمة تتعاقد (ويامو) مع خبراء في مجال القانوني الدولي والانساني والصحافة والصحة النفسية، وإستضافة كبار الموظفيين في المؤسسات العدلية مثل المحكمة الجنائية الدولية،ويعاني من انتهاكات فظيعة بسبب حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣م بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع حيث جعلت تلك الحرب الكارثية ٢٦ مليون بحاجة إلى الغذاء والدواء منهم ١٤ مليون طفل وتعطيل التعليم الأساسي والثانوي والجامعي وإنهيار لقطاع الصحة وتوقف عجلة الإنتاج الصناعي والزراعي مثل شيخ المشاريع الزراعية مشروع الجزيرة والمناقل الذي نهبت أصوله وممتلكاته وخرج عن دائرة الإنتاج الزراعي لأول مرة منذ تأسيسه في العام ١٩٢٥م،وكانت الورشة قد بدأت جلساتها يومي ٢٥ و٢٦ و٢٧ نوفمبر الحالي.
اليوم الأول:
في الجلسة الأولى للورشة في يومها الأول وبعد كلمة الترحيب من مؤسسة ويامو التي قدمها الصحفي الغاني المخضرم جوزيف روبرت الشهير به كوجو قدم المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان عبد الباسط الحاج ورقة عن تحليل السياق ،والوضع القانوني في السودان والذي تمثل في فرض الخزانة الأمريكية عقوبات علي قائد الدعم السريع بغرب دارفور، ولجنة مجلس الأمن الخاصة بالقرار 1591/2005 بفرض عقوبات علي قائدين في من الدعم السريع،فضلا عن إدانة الأمم المتحدة للانتهاكات الخطيرة التي وقعت في منطقة شرق ولاية الجزيرة، وإتخاذ حكومة الولايات المتحدة الامريكية قرارا بفرض عقوبات علي القوني حمدان دقلو القائد بالدعم السريع، بجانب التقرير الذي نشر علي صحيفة نيويورك تايمز، الذي كشف دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لطرف في الحرب تحت راية الهلال الأحمر، وتوجيه أصابع الاتهام الى الدعم السريع بنهب الاغاثة في منطقة وادي صالح،ولفت الي مقتل العديد من المدنيين بسبب القصف الجوعي في ميدنتي الكومة ومليط ونيالا ،وإستهداف عدد من القرى، وحرقها وتهجير سكانها، في ولاية شمال دارفور، ورصد حالات الاعتقال بواسطة الدعم السريع، وإطلاق سراح المعتقلين بفدية مالية،ثم لفت الي العنف ضد النساء وإحتمالية وقوعه من خلال عزل النساء عن الرجال شارحا مصطلح (الاشارات الحمراء) والمظاهر الخارجية التي تظهر علي النساء مثل الكدمات علي أجسادهن وتمزق الملابس والجروح وتابع (هذه إشارات حمراء )بعد ذلك فتح مولانا عبد الباسط الحاج باب المداخلات والتعليقات حيث أشار الصحفيين والصحفيات الي العديد من الانتهاكات التي وقعت خلال الفترة الاخيرة، علي المدنيين والأعيان المدنية،والعنف الجنسي علي النساء وإعتقالهن وإغتصابهن ،وفي الجلسة الثانية قدم القانوني مايكل دلقراند كبير المستشاريين في منظمة ويامو مداخلات قانونية للعديد من القضايا وفي الجلسة القلثة قدمت الصحفية جودي كبيرة والصحفي كريس كوترسكي المتخصصين في تغطية أخبار وجلسات المحكمة الجنائية وإمكانية الوصول للمحاكم، وكيفية كتابة التقارير القضائية مثل محاكمة كوشيب في ديمسبر القادم ثم شرح أليات الاحالة والمراحل المختلفة التي تمر بها القضايا المرفوعة امام المحكمة الجنائية والتي تشمل التحقيق الاولي والتحقيق الرسمي ومرحلة ما قبل المحاكمة والمحاكمة واصدار الحكم، ومن ثم الاستئناف والتعويضات ثم قدم عناصر القصة الخبرية الجيدة، والتي تشمل الضحايا والشهود والجناة والناجون، وتبسيط التعقيدات وتحويل القضايا المعقدة الي قصص سهلة للجمهور، والقيام بتغطية متوازنة ومراعية للجوانب النفسية والصدمات، وان تكون القصة واقعية وتسليط الضوء علي النجاحات والاخفاقات من جهتها سردت الصحفية جودي كبيرة قضية كينيا مع المحكمة الجنائية عقب أحداث العام 2007م
اليوم الثاني :
في الجلسة الاولي من اليوم الثاني للورشة طرح الصحفي الغاني المخضرم سؤال عريض علي الصحفيين مفاداه هل: الاولية للسلام ام العدالة حيث تبيانت إجابات الصحفيين والصحفيات فالغالبية أكدوا علي ان الأولوية لتحقيق السلام ،وأشاروا الي توقيع إتفاقيات سلام عديدة في السودان لجهة تحقيق السلام لكن ذلك لم يتم حيث حققت تلك الاتفاقيات هدنة قصيرة ثم إندلعت الحرب مرة أخري أشد ضراوة بينما ذهب البعض الي ان الاولوية للسلام مقابل العدالة ومن ثم أشارت مارين النيل المتخصصة في الصحة النفسية الي اهمية الصحافة المستنيرة بعلوم الصدمة النفسية، وتقنيات المقابلات الصحفية،ولفتت الي أهمية استكشاف السياق السياسي والاجتماعي للاحداث، وتحديد المسببات المنهجية، واستكشاف ورسم خارطة علاقات القوي بين الاطراف، ثم استكشاف العوامل الشخصية المتصلة بالحدث، والافراد، مثل الهويات او تجارب ذاتية سابقة،واستكشاف الغرض من الخطاب المشحون، كخطاب الكراهية او الشيطنة او تجريم الذات، ومشاركة المعلومات باستفاضة مع المصادر خصيصا الديمغرافيات الاضعف اجتماعيا وسياسيا، وايضا استخدام مهارات الانصات النشط، الاسئلة المفتوحة،وفي الجلسة الثانية واصلت مارين النيل محاضرتها حيث شددت علي ضرورة وضع خطة مسبقة، ومشاركتها مع المصدر، ومراعاة مؤشرات الانفعالات العصبية اثناء المقابلات، مراعاة الحالة العصبية الذاتية، وتجنب اثارة الدهشة من اجل اثارة الدهشة، وتمييز المعلومات المشحونة عاطفيا المقدمة من قبل المصدر،ثم تم تقسيم الحضور الي مجموعات تمثل الاولي مصادر لمدنيين حدثت لهم إنتهاكات ولاجئين بدول الجوار متضررين من الاحداث والمجموعة الاخري صحفيين أجروا مقابلات مع الضحايا ومن ثم إستعرضت تلك المجموعات عملها، وطرحت عليه تعليقات لمعرفة اذا كانت مجموعة العمل طابقت الممعايير النفسية المطلوبة.وفي الجلسة الاخيرة في اليوم الثاني للورشة تمت إستضافة ثلاث من كبار الموظفين في المحكمة الجنائية الدولية حيث قدمت أمينة حميلة مسوؤلة التوعية والعلاقات العامة بالمحكمة الجنائية عرض تقديمي في حديثها امام الصحفيين الذين طرحوا عدد من الاسئلة علي المتحدث ثم اتاحت الفرصة الي غريتا باربون مسؤولة الاتصال بالمحكمة الجنائية والمتحدث باسم المحكمة، فادي العبد الله.
اليوم الثالث :
في اليوم الثالث للورشة راجع الصحفي الغاني المخضرم جوزيف روبرت الشهير به (كوجو) ماتم خلال اليوميين الماضيين ومن ثم سأل الصحفيين والصحفيات عن الموضوعات التي سوف يشرعوا في كتابتها خلال المرحلة القادمة،بعد ذلك تم تقديم الجلسة الاولي في اليوم الاخير للورشة من قبل الصحفي كريس كوترسكي حيث تناولت الجلسة التقارير متعددة الوسائط وسرد القصص الحيثة لتحقيق العدالة وجمع المعلومات من المصادر المفتوحة بشأن السودان حيث دفع كريس بأمثلة للقصص الصحفية الفعالة لتحقيق العدالة والتضليل الاعلامي وتقنيات التحقق من الحقائق بجانب أساليب التحقق في اعداد التقاريرالاخبارية واستخدام أدوات المصادر المفتوحة في الصحافة ثم دفع كريس بأمثلة لتقارير صحفية تم إستخدامها في المحكمة كدليل إثلات مثل الصحفي توماس لوبانقا في الكنغو وتقرير أخر نشر في فويس أوف أمريكا بجانب تقارير صحفية نشرت بالصحافة المحلية الكنغولية حيث تناولت تلك التقاريرتجنيد الاطفال وتأثير ذلك علي المجتمعات ،وتابع(نحن وأنتم ومن خلال ورش منظمة ويامو خلال الفترة الماضية كتبتم تقارير عن تجنيد الاطفال) وأضاف القصص الصحفية يتابعها الجمهور والاكاديميين والقانونيين ومن ثم عبر شاشة البروجكتر أستعرض نموج لفتاة حصل لها إغتصاب تمت إستضافتها في أحدي المؤسسات الاعلامية حيث وصف كريس عقب نقاش الحضور وتعليقاتهم وصف القصة الخبرية بالفاشلة لعدم تطابقها مع المعايير الاخلاقية للصدمة.