نازحون بلا حدود.. المعارك تلاحق المواطنين وتدمر حياتهم
كتبت: عافية محمد
عام ونصف من بداية الحرب في السودان قضته اسرة أحمد مصطفى في النزوح من منطقة لاخرى بولاية النيل الأبيض، حيث نزحت داخل الولاية لخمس مرات خلال هذه الفترة، وهو حال آلاف الأسر التي وجدت نفسها في حالة نزوح متواصل من منطقة لأخرى للفرار من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
بدأت معانات أحمد وأسرته منذ دخول قوات الدعم السريع لقرية ود الزاكي وارتكابها لانتهاكات متعددة بدأت بنهب الأسواق، مما أدى الى هجرة أغلب التجار في المنطقة، ثم بدأو باقتحام المنازل وجلد النساء ونهب السيارات وممتلكات المواطنين مما أدى نزوح كافة القرية ومنعتهم قوات الدعم السريع مرارا من مغادرة القرية لكنهم تمكنوامن الخروج فجرا قبل ان تلحق بهم وتطاردهم.
وبحسب أحمد فانهم تمكنوا من الوصول لقرية 24 القرشي بولاية الجزيرة، وقبل ان يستقروا هناك تمت مداهمة المنطقة واضطروا الى النزوح ثانيا لقرية من قرى النيل الأبيض ونسبة بعدك توفر خدمات النت لشقيقته حيث استأنفت الدراسة بجامعتها الكترونيا اضطرروا الى النزوح مرة اخرى لقرية الصفا ومن ثم الكوة.
رحلة نزوح متكررة خاض غمار معاناتها الملايين من الشعب السوداني بسبب انتهاكات الدعم السريع على المواطنين.
ويقول نازحون ان رحلة نزوحهم المتكررة مكلفة اقتصاديا ونفسيا وسببت لهم آلاما ستظل معهم لسنوات.
ويرى مراقبون انه خلال النزوح فقد المواطنون امنهم وسلامتهم واموالهم، ولفتو الى أنهم تفرقوا عن اهلهم وجيرانهم وقبل ان يكونوا علاقات جديدة يتفأجون بأنهم على أعتاب نزوح آخر طلبا لامان مؤقت قد يفقدونه في رحلة البحث عن احد أفراد اسرتهم.
ووفقا لمدافعين عن حقوق الانسان فان معاناة النزوح لا تستثني أحدا ويدفع ثمنها اصحاب الامراض المزمنة وكبار السن والاطفال والامهات الحوامل.
ويقول المواطن ابراهيم ضو البيت انه ظل منذ خروجه واسرته من الخرطوم يهربون من مدينة لاخرى ومن قرية لقرية، وظلت المعارك تلاحقهم حيثما ذهبوا حتى لم يعد لديهم رغبة في الهروب في كل مرة وباتو ينتظرون مصيرهم فقط.
واوضح ضو البيت انهم ما ان يستقرو في مكان ويبدأ في ايجاد عمل وشراء بعض المستلزمات حتى تصل الاشتباكات لموقعهم فيتركون ما أسسوه ويغادروا ليبدأوا من جديد في منطقة أخرى، واشار الى انه لا حل في نظره سوى مغادرة البلاد الى اي دولة جارة حتى انتهاء الحرب.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، مشيراً إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل نزحوا داخل السودان وخارجه منذ بداية الصراع.
وأضاف في تقرير له حول الاوضاع في السودان أن واحداً من كل ثلاثة في السودان يعاني من نقص حاد في الأمن الغذائي.
وقال التقرير ان موجة العنف وانعدام الأمن الحاليةاسفرت عن ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، فضلاً عن النزوح على نطاق واسع.
واشار الى ان أكثر من 7.4 مليون شخص على اجبروا مغادرة منازلهم بحثاً عن الأمان داخل السودان وخارجه، إلى جانب 3.8 مليون نازح داخلياً من الصراعات السابقة. يواجه السودان حالياً أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأهم أزمة نزوح للأطفال.