دارفور تحت الضوء: ليلة تكشف الانتهاكات وتحمل رسالة “لا للإفلات من العقاب”
القاهرة: هانم آدم
في ليلة امتزجت فيها الدموع وترديد الاغنيات الوطنية ورفع اللافتات البيضاء التي تحمل شعارات مثل(عزيز انت ياوطني برغم قساوة المحن)حيث شهد مسرحا نقابة الصحفيين المصريين بالقاهرة تضامنا ضد الإنتهاكات التي حدثت في دارفور لاسيما الصحفيات والصحفيين السودانيين الذين يعانون من القتل والاختفاء القسري والتعذيب والملاحقة بسبب أداء عملهم المهني في مناطق النزاع، خاصة إقليم دارفور. وذلك بتنظيم من لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصريين ، وشهدت الفعالية مشاركة قانونيين وإعلاميين وناشطين وخبراء ، كما شملت الأمسية معرضاً فنياً للصور الفوتوغرافية والفن التشكيلي والكاريكاتير ، تعبر عن الوضع الإنساني السيئ الذي تعيشه دارفور بشكل خاص والسودان عموماً.بجانب عرضا مسرحيا بعنوان ( الخروج ، نساء في زمن الحرب ) قدمته الأستاذة / هند زمراوي ، والفنانة / رحاب ، كما قدمت فرقة عهد الجلاد بقيادة الفنان المبدع شمت محمد نور ، وفرقة كورال أصوات السودان ، فواصلاً غنائية وطنية تفاعل معهما الجمهور.
شهادات حية
إنطلقت الامسية بوقوف الحضور حدادا على أرواح المدنيين الذين استشهدوا فى مدينة الفاشر السودانية ، وتم عرض شهادات حية، تكشف حجم التدهور الإنسانى فى المدينة، وقدّم عدد من الصحفيين السودانيين الذين نزحوا من الفاشر تسجيلات تكشفت حجم المعانة التي واجهتهم وواجهت زملائهم الذين ظلوا بالفاشر حتي اللحظات الاخيرة فمنهم من نجأ بحياته ومنهم من انقطعت اخباره ، واخريين تم أسرهم من قبل الدعم السريع ،ابان سقوط الفاشر بعد حصار امتد لأكثر من (500) يوم.
ولدي مخاطبته إنطلاقة الامسية التضامنية اكد نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشى عن تضامن الصحافيين المصريين مع اشقائھم في السودان خاصة الفاشر داعيا الي توثيق الانتھاكات وفتح تحقيق فوري لما يتعرض لھ المدنيين ، مؤكدا دعم النقابه في كل مايخصھم وتوفير فرص للتدريب والعلاج المجاني للمتضررين.
تشكيل لجنة
من جانبه دعا رئيس هيئة محامي دارفور، الصادق علي حسن في الندوة التي جاءت بعنوان افاق المستقبل ضمن اليوم التضامني مساء امس لتشكيل لجنة مستقلة لفتح تحقيق شامل في الانتهاكات، مؤكدًا أن “المسؤولية جماعية وليست فردية”، وقطع بقوله أن صمت المؤسسات الدولية تجاه ما يحدث في السودان وخاصة الفاشر لم يعد مقبولًا ، وشدد علي ضرورة التوثيق للجرائم والانتھاكات التي تحدث وخاصة الشھادات السماعية لمنع الافلات من العقاب.

حكومة تتحمل المسؤوليات
وفي ذات المنحي قالت الخبيرة في الشؤون الإفريقية، أماني الطويل، أن وقف الحرب لا يعني الاعتراف بقوات الدعم السريع، الذي انهار مع انتهاكاته وممارساته ضد الانسانية وشددت علي ضرورة وجود حكومة قادرة علي تحمل مسؤولياتها تجاه مايجري في الفاشر . وتساءلت اماني اين هم الان السياسين والمثقفين اللذين انحازوا لمشروع تاسيس، وماهو موقفهم ؟ وهل هم راضين عن الذي يحدث لاهاليهم في الفاشر .لافته الي ان رفض المزاج السوداني لوقف الحرب الان بسبب حجم الماسى مبينة بان المزاج ملتهب لكن لابد من وقف الحرب واكدت اماني ان وقف الحروب وبناء شرعية سياسية لكل الأطراف للحفاظ علي حياة اي سوداني لافتة الي ان الدعوة للعقاب وللثار سهل لكن الدعوة لوقف الحرب والسلم والبناء صعب مبينة ان كل الدول اجتازت هذه الماسى الانسانية سوا رواندا او غزة ووقف الحروب لبناء شرعية سياسية لكل الاطراف للحفاظ على حياة الناس.
واشارت د. اماني الطويل الى ان ماجرى في الفاشرلم يكن معزولا عن ما جرى في الخرطوم و في الجزيرة وكل المدنيين على الجغرافيا السودانية يعانون الامرين ويعانون ماساة انسانية يجب ان تقف، ولفتت امانى تقرير مرصد جامعة بيل الذي كشف عن مقابر جماعية جديدة بحسب تقرير لمرصد جامعة بيل الذى نشر اربع مقابر جماعية جديدة مضيفة ان هذا الدعم السريع ولا قيادته صالحة لاى شي ومشروع تأسيس في ضؤ الممارسات التي جرت لا يمكن أن يكون رافعا للسودان جديد مضيفة(لا تتخيلوا لأي شرعية لهذا الدعم السريع).
تحول خطير
ووصف الكاتب الصحفي طاهر المعتصم الوضع بأنه “كارثي”، لافتًا إلى استخدام سلاح الجوع كأداة ضغط، وإلى تحول إنساني خطير يهدد إقليم دارفور والسودان بأكمله ، ودعا إلى هدنة إنسانية عاجلة دون أن تُفهم كمنح شرعية للدعم السريع. وفي ذات الاتجاه طالب الكاتب الصحفي خالد محمود،بضرورة محاسبة قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن السودان يحتاج إلى جيش قومي موحد وأن أي سلطة أمر واقع لن تحظى باعتراف محلي أو دولي، مضيفًا ان الدعم السريع لا مستقبل له في السودان.

يوم ينسي
قدّمت ابتسام الدومة، ممثلة نساء دارفور، شهادة حول أوضاع المدينة، مؤكدة أن “يوم سقوط الفاشر لن يُنسى”، وأن أكثر من 1500 شخص نُقلوا قسرًا خارج المدينة، فيما تم تداول مواد إعلامية “تحت التهديد”. وقالت إن المجتمعين المحلي والدولي يتحملون المسؤولية عما جرى، مشيرة إلى فقدان الأهالي الثقة في الجميع.
وكشفت الصحفية إيمان فضل السيد مسئول الحريات بنقابة الصحافيين السودانيين أن قوات الدعم السريع تطالب بفدية مالية للإفراج عن المواطنين والصحفيين المعتقلين ، مؤكدة أن ما حدث في الفاشر “أكبر بكثير مما يتم تداوله”.
حرب علي النساء
من جانبها، أكدت الدكتورة أميرة أحمد، أستاذة علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن الحرب في السودان “حرب على النساء”، مشيرة إلى أن الانتهاكات تمتد تاريخيًا وتشمل الاتجار بالبشر والعنف الجنسي.
واتفق المشاركون على أن ما يجري في دارفور يمثل واحدة من أخطر الكوارث الإنسانية في السودان، وأن الصحفيين يدفعون ثمنًا باهظًا للحقيقة. وطالبوا بـ وقف الفوري للانتهاكات وحماية المدنيين والصحفيين مع محاسبة جميع الأطراف المتورطة وعدم الافلات من العقاب ، وفتح تحقيق دولي ومحلي مستقل.

