بسبب الحرب.. طبيبة تكشف عن حالات وأرقام صادمة لمعاناة أطفال السودان
نيروبي: مدنية نيوز
تسبب الصراع العسكري على السلطة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في أوضاع كارثية بحق الاطفال السودانيين، وتؤكد منظمات محلية ودولية أن الأزمة الإنسانية للأطفال في السودان تعد من حيث الأرقام، الأكبر في العالم. وإنها أيضًا أزمة إهمال، وتم ارتكاب الكثير من الفظائع التي لا تعد ولا تحصى بحق الأطفال.
وقالت عضوة اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان الدكتورة أديبة ابراهيم، إن الاطفال يعانون للتعرض للتهجير القسري والنزوح والمعانات والقلق والموت والمرض والاغتصاب والتحرش حتى في أماكن الإيواء وزواج القاصرات، بجانب القذف بالطيران والخطف والمجاعة والمرض والموت وابشع الجرائم بعد انهيار كل البنية التحتية تحت ويلات هذه الحرب، وأضافت أنه هناك انيهارا كاملا للتعليم، وهناك اكثر ١٠ ملايين طفل وأكثر حرموا من التعليم واغلبهم يعانون من عدم الرعاية الصحة.
وأشارت الى ان هناك انهيار تام لجميع المرافق الصحية في الحقل الصحي، إذ دمرت الحرب حوالي 85% من المراكز والمشافي خرجت من الخدمة، واغلب المنظمات التطوعية والدولية خرجت من الخدمة حوالي ٥٧ منظمة، والمجاعة عمت كل البلاد وارتفاع حاد في الاسعار وانهيار الوضع الصحي والانتهاكات الجنسية المروعة والجسيمة.
واوضحت اديبة انه حسب الاحصائيات لمنظمة مكافحة العنف ضد المرأه والطفل هناك ١٥٠ الف حالة اغتصاب وتحرش جنسي للاطفال وانتشار الامراض الكوليرا التي حصدت اكثر من ٣١٦ الف من بينهم ١٧٨ الف طفل وحمى الضنك التي حصدت اكثر من ٥٧٦ الف وأكثر، كذلك بينهم ١٧٨ الف طفل انتشار كل أنواع الحميات الملاريات والسل وسوء التغذية، كما يعاني أكثر من ٢٨٦ الف طفل من سوء التغذية، و١٦٦ الف رضيع اي حديثي الولادة ماتو من سوء التغذية، بجانب الامراض المعدية بسبب التكدس وقلة الغذاء وعدم الرعاية الصحية، وقلة الادوية وعدم وجود ممرات آمنة وقلة الكوادر الصحية.
وحسب أديبة تسبب عدم وجود تطعيم للأطفال في انتشار كل الأمراض التي تصيب الأطفال، الحصبة ٤٧٧ الف طفل مصاب، البرجم ٣٥٩ الف طفل مصاب، شلل الأطفال ١١٢ الف طفل، بجانب السعال الديكي.
وتابعت: “احصائياتنا واحصائيات منظمة اليونسيف كل ذلك ادى لتفاقم الوضع الصحي وادى بدوره لكثير من الوفايات للاطفال، 45 الف طفل ماتو من سوء التغذية من بداية الحرب والى الان، وموت طفل او اثنين في ظرف كل ساعة في معسكرات النزوح وكلمة، وادري، وزمزم، وبعض مراكز الإيواء البعيدة من المشافي، وهناك ٦٨٠ الف امرأه حامل اجهضت من عدم الرعاية الصحية وسوء التغذية والقلق والارهاق من النزوح من منطقة لاخرى.. وايضا في حصار جنوب كردفان هناك اكثرمن ٣٤٠ طفل تتراوح أعمارهم ما بين ١٠ الى ١٦ عام يعانون من مرض السل وسوء التغذية والامراض والاوبئة المصاحبة نتيجة لضعف المناعة الناتج من سوء التغذية وعدم وجود رعايه صحية”.
وأكدت أديبة ان المعاناة الأكبر تتمثل في عمليات الاغتصاب وةهي الجريمة الأكبر في البلاد، وأصبحت من ضمن الاسلحة وهي عمل ممنهج يمارس ضد الأطفال والنساء وأغلبهم فتيات في اعمار مختلفة من بين الخامسة الى الرابعة عشر، ومورس من قبل الجيش والجنجويد، في نساء دارفور. مبينة ان اغلب الحالات مورست من قبل الدعم السريع حسب قول الضحايا باشكالهم ولبسهم. وتابعت: “ومعروف انو سلاح لكسر شوكة النساء وممنهج ضد قهر الرجال والاسرة بسبب الوصمة المجتمعية، ولذلك أدى لأكبر جريمة وكل القوانين الدولية ترفضها وضدها خاصة اذا مورست وكان الضحايا اطفال.
وأشارت الى انه منذ بداية الحرب “حصرنا حوالي ٣٧٠ حالة، وكان نصيب الأطفال منها ١٥٦ طفل حسب الحالات التي مرت على المستشفيات والمراكز الصحية المختلفة في كل ارجاء السودان وهم فقط من الذين استقبلوا في الحقل الصحي، وزادت الى ٦٧٩حالة من ضمنهم ١٩٧ طفل في اعمار مختلفة وأغلبهم فتيات حسب الإحصائيات الاخيرة بعد دخول الدعم السريع لولايات الجزيرة وسنار”.
كما تمت حالات ولادة بمستشفى النو ومستشفى شندي والقضارف وتم التخلي عنهم من قبل الضحية واصبحوا مجهولي الهوية، ولابد من البت في أمرهم من قبل منظمة اليونسيف او من القانونيين والمنظمات التي تهتم بالطفولة، وتابعت: “هذه معانات اخرى لاطفال رضع في وضع كارثي وحرب، وكلها حصرت في الحقل الصحي، هذه فقط الحالات التي وصلت الحقل الصحي في المراكز والمشاقي المختلفة وكل الحالات وصلت في حالات صحية مزرية”.
وأشارت اديبة الى ان الحالات تمثلت النزيف الحاد الذي ادى لوفايات اغلب الأطفال الذين وصلوا للمشافي، وتمزق اغشية المهبل وجروح غائرة في عنق الرحم، وتورم الخصي والنزيف للذكور منهم، والتبول الغير إرادي والناسور البولي نتيجة لتعدد الاغتصاب، وحالات إغماء نسبة للجروح المصاحبة لعملية الاغتصاب، مما يؤدي لالتهاب في الدم والاغماء والوفاة.
ونوهت الى ان كل عمليات الاغتصاب تحتاج لبرتكول علاجي للحماية من الأمراض المنقولة جنسيا وايضا الحمل، وتابعت: “للأسف هناك صعوباب قابلتنا في إتمام عملية البرتكول العلاجي، والسبب الرئيسي هو وصمة المجتمع والعار والاسرة التي تفتكر انها فقدت شرفها، وعدم التعاطف مع الضحية والذعر والخوف ما ينتج عنه معاناة نفسية واكتئاب حاد للأطفال وهناك من ماتوا”.
الى جانب عدم التسجيل بالاسماء الحقيقية والتسجيل بأسماء وهمية واحيانا يتم التحفظ والاختفاء الفوري بعد العناية الصحية، وكشف المستشفيات احيانا يختفي بسبب احتلالها من قبل الدعم السريع والقصف من قبل الجيش وهجرة الكوادر الصحية، وعدم وجود ممرات يعرض الضحايا للموت اثناء التنقل للنزيف الحاد.