الإثنين, ديسمبر 22, 2025
أخباراقتصاد

تحالف المزارعين: التغييرات المناخية لا تقل خطراً عن الحرب

كتب: حسين سعد

أكد مقرر تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل عبد الروؤف عمر الانتهاء من المرحلة الأولى من حملة “لازم نزرع”، التي انطلقت في منتصف يناير 2025، رغم ظروف الحرب في مشروع الجزيرة والمناقل منذ أبريل 2023 وما رافقها من تدمير واسع للبنية التحتية ونزوح معظم السكان والمزارعين. وقال إن مواجهة تداعيات خطر التغيرات المناخية لا تقل عن الحرب الحالية، مما يتطلب بذل المزيد من الجهود في ظل الهشاشة التي يعاني منها السودان في ظل التحديات.

وأشار مقرر التحالف إلى أن ما حدث في الجزيرة لا يختلف عما شهدته دارفور عام 2003، مشيراً إلى تقارير أممية عن انتهاكات واسعة ضد السكان والمزارعين وتدمير أصول المشروع. أوضح عمر أنه رغم النزوح والنهب وفقدان البنية الخدمية بالمشروع، أطلقنا حملة “لازم نزرع” التي تهدف إلى البقاء والدفاع عن الأرض، وتوفير الغذاء وتقليل خطر الجوع، وحماية ما تبقى من أصول المشروع، ومعالجة الآثار النفسية للحرب، وتمكين المجتمعات الزراعية المتضررة.

وأوضح أن الحملة استهدفت في مرحلتها الأولى زراعة ثلاثة آلاف فدان بالزراعة الصفرية (من دون مدخلات إنتاج) و1500 منزل بزراعة خضروات منزلية. ووصف مقرر التحالف في ورقته التي قدمها في ختام جلسات مؤتمر الإغاثة نتائج المرحلة الأولى بالمشجعة، حيث شملت الحملة 9 أقسام و42 قرية، استفادت منها 2540 أسرة، بواقع 20 ألف مستفيد، وبتمويل بلغ 16.655 مليار جنيه سوداني. ومن نماذج النجاح المحلية: قرية ود بهاي في إنتاج البيوجاز، وإدخال أسمدة طبيعية، ودراسة لإنتاج الدواجن عبر الفقاسات، بينما كانت قصص النجاح في قرية مناقزا بمحلية الحصاحيصا في إنشاء مشتل لإنتاج الشتول، وتطبيق الزراعة المدرسية.

وفي وقت تمثلت فيه النجاحات في قرية تنوب من خلال نشاط مجتمعي واسع، ووصول عدد المستفيدين إلى 270 أسرة، أوضح عمر أن المرحلة الثانية من حملة “لازم نزرع” بدأت منتصف أغسطس وحتى نهاية 2025، بعد عودة الحياة تدريجياً للقرى والكنابي. وتهدف إلى رفع عدد المستفيدين إلى 10 آلاف أسرة، وصيانة قنوات الري، وتنفيذ ورش للنساء والشباب، وإنشاء ثلاثة مشاتل، وإدخال 3 فقاسات لدعم تربية الدواجن، ودعم الزراعة المدرسية، وتأسيس بنك للبذور المحلية.

قال مقرر التحالف إن منظمات إعلامية مثل “سلام ميديا” ومنصة “السودان للزراعة والأمن الغذائي” ساهمت في التدريب وإعداد تقارير وتغطية الحملة. وشملت الجهود الإعلامية إصدار بوسترات تعريفية، وتنظيم ثلاث ندوات عبر الإنترنت، ونشر بيانات متعددة حول تقدم الحملة. وأكد التحالف أن إنجازات المرحلة الأولى، رغم شح المياه وضعف الإمكانات، واجهت معوقات كبيرة شملت انعدام المياه في القرى وقنوات الري، وضعف الوعي بالزراعة المنزلية.

من جهتها، قالت الدكتورة مواهب الطيب، الخبيرة في الطاقة البديلة، إن التركيز على التعاونيات الزراعية والزراعة المنزلية توجه مهم ويساعد على تحقيق الإنتاج للمزارعين والمزارعات. من جانبه، أشار الأستاذ محمد يوسف إلى ضرورة الانتباه للتغيرات المناخية والسيول والأمطار التي حدثت في العام 2024، مثل السحابة السوداء التي لم تحدث منذ نحو 50 عاماً والتي تسببت في هطول أمطار بمعدلات غزيرة.

وفي المقابل، تساءلت الدكتورة نعمات كوكو عن تكوين جمعيات بالجزيرة، بينما شددت الدكتورة إيمان أحمد على ضرورة تكوين جمعيات تعاونية للمزارعين وكشفت عن تقرير لهم بصدد نشره قريباً خاص بتضمين النازحين في السودان، لا سيما النساء، لدعمهن للإنتاج وكسب سبل العيش. وفي رده على أسئلة المتداخلين في المؤتمر، قال الأستاذ عبد الروؤف إن مواجهة تداعيات خطر التغيرات المناخية لا تقل عن الحرب الحالية، مما يتطلب بذل المزيد من الجهود في ظل الهشاشة التي يعاني منها السودان. وأكد أن التغيرات المناخية تتطلب انعقاد ورشة خاصة بها لمعرفة خطرها ووضع الاحتياطات الضرورية. وبشأن الجمعيات، أشار مقرر التحالف إلى وجود جمعيات في عدد من أقسام مشروع الجزيرة والمناقل مثل قسم ود حبوبة والمسلمية وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *