صديق عبد الهادي: شبكة الري والتمويل في قمة أولوياتي وهذه رسالتي للمزارعين
(مدنية نيوز) تحاور رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة والمناقل صديق عبد الهادي:
تأهيل شبكة الري والتمويل في قمة أولوياتي ولابد أن يتفرغ المزارع للعملية الإنتاجية
قال رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة والمناقل صديق عبد الهادي، إن أولوياته العاجلة في شيخ المشاريع الزراعية تتمثل في العمل الفوري لإعادة تأهيل شبكة الري، وكذلك إصلاح أمر التمويل، وأضاف (هاتان قضيتان لهما علاقة آنية ومباشرة بالإنتاج الآن وفي هذه اللحظة). وأشار إلى أهمية تفريغ المزارع تفريغاً كاملاً لعملية الانتاج وألا يكون مهموماً بغيره، وخاصة التمويل، وأوضح أن هذه المهمة هي من مهام الإدارة والحكومة كأطراف في شراكة المشروع.
ووصف صديق في حوار مع (مدنية نيوز) عبر تطبيق (واتساب) من أمريكا، قضية المفصولين بأنها قضية إنسانية وقضية حقوق إنسان، وذكر: لا يمكن سقوط جانبها الانساني وهي جريمة ترتبت على خطيئة التمكين).
حوار: حسين سعد
*كيف تلقيت نبأ تعيينك رئيساً لمجلس إدارة مشروع الجزيرة؟
بحكم علاقتي بتحالف المزارعين طيلة العقود الماضية، وكذلك بالمزارعين طرح علي الإخوة في التحالف قبل ما يقارب العام تقريباً أمر ترشيحي لمنصب قيادي في إدارة مشروع الجزيرة، رفضت رفضاً باتاً وظللت ولفترة طويلة رافضاً بل اقترحت عليهم وأعطيتهم بعض الأسماء من الذين أعتقد أن لديهم القدرة كذلك على القيادة، ولكني في نهاية المطاف رضخت لرغبتهم بعد أن تواصل ضغطهم وضغوط بعض الأشخاص الأعزاء فاستجبت لرغبتهم.
*لماذا قبلت بالمنصب والمشروع تم تحطيمه وتدميره تماماً؟
لم يفاجئني القرار، ولكن اعتقد انه تأخر وذلك نظراً لما يجري في المشروع من خراب وتحديات، وهناك أولويات عاجلة واجبة السداد، لذلك قبلت لسبب واحد هو علاقتي بالمشروع فوق أنني ابن مزارع وابن للمشروع، ولدي إيمان صميم وهموم كبيرة فيما يتعلق بقضايا المشروع، فضلا عن أنني أنفقت (34) عاما بالتمام والكمال في البحث في قضايا المشروع انتجت فيها ثلاثة مؤلفات وكم أنا سعيد بذلك وفخور، والحمد لله وجدت قبولاً واسعاً عند الذين يهمهم أمر المشروع، أي مواطني الجزيرة لدرجة أن واحدا من الكتابين تمت طباعته مرتين، بهذه الخلفية أقدمت لقبول التحدي فالوضع الراهن للمشروع لا يقل عن ذلك، ومن جانب أخر لدي ثقة كبيرة وإرادة لا تعرف التردد تؤمن بأن لدي ما أقدمه.
*ما هي أولوياتك في شيخ المشاريع الزراعية؟
أولوياتي هي بدء العمل الفوري لإعادة تأهيل شبكة الري، وكذلك إصلاح أمر التمويل، هاتان قضيتان لهما علاقة آنية ومباشرة بالإنتاج الآن وفي هذه اللحظة، كما أنني اؤمن إيمانا قاطعا بضرورة تفريغ المزارع تفريغاً كاملاً لعملية الإنتاج، وألا يكون مهموماً بغيره وخاصة التمويل.
هذا الهم وهذه المهمة هي من مهام الإدارة والحكومة كأطراف في شراكة المشروع، وبإذن الله سيكون ذلك هو همي الأول وانشغالي الأول، يجب ألا يكون المزارعون مشغولين لا بالتمويل ولا بمدخلات الانتاج، هذه هي قناعتي.
*قضية المفصولين في المشروع ماهي الخطط بشأنهم؟
قضية المفصولين هي قضية إنسانية أو قضية حقوق إنسان، صحيح تطاول عليها الزمن ولكن ذلك لا يعني سقوط جانبها الإنساني، والمتعلق بكونها جريمة ترتبت على خطيئة التمكين، وحديث النظام البائد وتبرريه بأن هذه القضية فرضتها حجة خفض المنصرفات، إنما هي دعاوى حق أريد بها باطل، وعلى من يقول غير ذلك عليه فقط النظر إلى أرتال الرأسماليين الطفيليين الذين تكاثروا في المشروع، واتسعت ثرواتهم من خلال تجيير موارد المشروع لصالحهم، ما جمعه الرأسماليون الطفيليون أكثر بمرات ومرات مما كان سيكلفه المفصولون للمشروع، إن أقل ما يمكن فعله للمفصوليين ظلما هو الاعتذار لهم ولأسرهم وأنا فخور بأنني قمت بذلك وبكل شجاعة لأني مقتنع بأن ذلك حق مستحق بالنسبة لهم، وسنلتقي بهم إن شاء الله ونستمع إليهم ونستأنس بآرائهم وبخبراتهم، وذلك لردم الهوة التي حدثت في التواصل الطبيعي لأجيال المهنيين والموظفين في المشروع.
*في تقديرك ماهي أزمات المشروع وتحدياته والقيادة؟
أزمات المشروع متعددة وعلى مستويات المشروع بدءا فيما يتعلق بمظالم المزارعين وانتهاء بالقمة الإدارية في المشروع، وكما ذكرت أننا في حاجة ماسة لتغيير الفلسفة الإدارية التي يقوم عليها، إذا كان ذلك فيما يخص انفتاح العقل فيما يخص استيعاب مستجدات التطور التكنلوجي أو فيما يخص خلق قيادة حقيقية تقف حاجزا لمنع تكرار المآسي التي لحقت بالمشروع، حيث تم التخريب المتعمد ولا تجد قائدا إدارياً فذا للوقوف بصلابة ضدها، صحيح أن هناك إداريون ناجحون في المشروع دون شك، ولكنا أيضاً نحتاج قادة ناجحون كذلك.
*قضية التمويل والتقاوى والري والتسويق ماهي الخطط حولها؟
التسويق والمدخلات هذه من مهام الإدارة، وليست من مهام المزارع كما أسلفت، وعلى الإدارة أن تتحمل مسئولياتها الكاملة، وبعد ذلك يمكنها أن تسأل المزارع، ما أفهمه كابن مزارع وكذلك من واقع واجبات الشركاء في المشروع أن المزارع عليه أن ينتج فقط، ويجب أن يصله التمويل ومدخلات الإنتاج إلى عنده، أي (لحدي العشرين وبعدها هو يدخل حواشته لينتج).
* قانون ٢٠٠٥م المرفوض وتعديلات ٢٠١٤م الخاصة بقانون جمعيات أصحاب الانتاج الزراعي والحيواني، كيف ترى مستقبل المشروع في ظل هذه القوانين المعيبة وماهي المقترحات القانونية التي تراها جيدة؟
بالنسبة لقانون ٢٠٠٥ وتعديلاته، كما ذكرت ذلك من قبل هذا القانون عصي على الترقيع، وإنما يجب الغاؤه، هذا القانون يمثل خطرا حقيقيا على حاضر ومستبقل المشروع ونخطط ونعمل من أجل إستبداله بقانون ديمقراطي، بدلاً من التهديد المستمر ببيع حواشة المزارع هذه الحواشة حق مقدس للأسرة ولابد من حمايته، في القانون الجديد وباذن اللهه سيكون هناك ولأول مرة في تاريخ المشروع ضمان اجتماعي للمزارعين، بمعنى سيتقاعد المزارع وهو مصون الكرامة في كبره بعيداً عن العوز والحاجة، وهذا حق للمزارع وليس منحة أو مكرمة من أحد، أي لا من الحكومة ولا من الإدارة.
* ما هي رؤيتكم حول ملف الفساد في المشروع، الهندسة الزراعية والأصول وقوز كبرو والمحالج؟
في كل ذلك سنتعاون مع لجنة إزالة التمكين واللجان الشبيهة التي تم تكوينها، لجهة التحقيق في أصول ونهب المشروع من أجل تحقيق العدالة فيه وتقديم من أسهم في خراب المشروع وتدميره إلى العدالة.
*ما هي الرؤية للتطوير؟
من جانبي طرحت برنامجا متكاملا لإصلاح المشروع وتطويره، وهذه لأول مرة في تاريخ المشروع حسب علمي، أن يتقدم مرشح لمنصب في الإدارة العليا للمشروع ببرنامج وينشره على أهل المشروع لتتم محاسبته عليه، وقد فعلت ذلك حتى نصنع ثقافة الرقابة الفعلية بواسطة أصحاب المصلحة الذين نتولى إدارة أمورهم.
*رسالة أخيرة، ماذا تريد أن تقول للمزارعين؟
رسالتي للمزارعين، أرجو أن تطالبونا برد مظالمكم التاريخية فهذا المشروع لن تقوم له قائمة ما لم يحس ويشعر المزارعون فيه بالإنصاف، وكذلك كل أطرافه، كما أرسل رسالة للجميع بأن يقفوا في وجهنا وإسداء النصح لنا إذا ما رايتم أن عملنا قد طاله التسييس، هذا المشروع هو ملك الجميع، ويجب أن تعود فائدته على الجميع.