برنامج الغذاء العالمي يفوز بجائزة نوبل للسلام
الخرطوم: حسين سعد
فاز برنامج الغذاء العالمي بجائزة نوبل للسلام للعام ٢٠٢٠م ومنحت الجائزة للبرنامج العالمي لجهوده في مكافحة الجوع وانعدام الامن الغذائي في جميع انحاء العالم،وسيتم تسليم الجائزة التي تتألف من ميدالية ذهبية وشهادة ،ومبلغ عشرة مليون كورون سويدي حوالي (950 الف يورو) رسميا في العاشر من ديسمبر القادم يوم ذكري وفاة الصناعي ألفريد نوبل (1833-1896) في العاصمة النرويجية أوسلو.
السلام والجوع..
وفي أول تعليق له علق برنامج الأغذية العالمي على نيله جائزة نوبل في تغريدة مؤكدا أن “السلام والقضاء على الجوع متلازمان، وقال الناطق باسم البرنامج تومسون فيري خلال مؤتمر صحافي في جنيف بعد ثوان على إعلان نيل البرنامج هذه الجائزة العريقة: “من إيجابيات نشاطات برنامج الأغذية العالمي هو أننا لا نكتفي بتوفير الطعام لليوم وغدا، بل نمد الناس أيضا بالمعارف الضرورية لتلبية حاجاتهم في الأيام التالية”. وأكد أن نيل جائزة نوبل للسلام مصدر فخر، وتابعت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في تغريدتها: “الشكر الجزيل للقيمين على جوائز نوبل الذين منحوا برنامج الأغذية العالمية جائزة نوبل للسلام 2020م وأوضح الناطق في جنيف أن “مسألة سوء التغذية الحادة ليس فقط مسألة نقص في الأغذية. ففي الدول التي تشهد نزاعات، ثمة حاجة إلى السلام والاستقرار. عندما يكون السلام متوافرا، يتراجع الخوف من الأمور الأخرى”، مشيرا إلى جنوب السودان وسوريا واليمن وأفغانستان، وقدمت المنظمة المساعدة لحوالي 100 مليون شخص في 88 دولة حول العالم العام الماضي.
عاجز عن الكلام..
وفي الأثناء قال رئيس برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي لوكالة أسوشيتد برس من النيجر،أعتقد أن هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أكون فيها عاجز عن الكلام، لقد صُدمت وفوجئت للغاية. وقال بيزلي إنه علم بالجائزة من مسؤول إعلامي في برنامج الأغذية العالمي أبلغته وكالة أسوشيتد برس. ويشغل بيزلي المنصب منذ عام 2017 ديفيد بيسلي. وأعرب بيزلي عن
أمله في أن تشكل الجائزة مصدر إلهام لنا لمزيد من العمل وأضاف أتمنى، حقيقة، أن توقظ هذه الجائزة الكثيرين في العالم ليدركوا أن هناك أشخاصاً لا يزالون يذهبون إلى الفراش ليلاً وهم يتضورون جوعاً”. وأعرب عن قلقه إزاء الأوضاع في اليمن وسوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي ضمن عشرات الدول الأخرى تواجه خطراً محدقاً بسبب كورونا والتدهور الاقتصادي ووصف بيذلي الفوز بالجائزة بأنه شرف عظيم وعرفان مدهش بتفاني أسرة برنامج الأغذية العالمي وعملها يومياً للقضاء على الجوع في أكثر من 80 دولة
الجوع..
وفي المقابل أعلنت رئيسة اللجنة النرويجية، بيريت ريس أندرسن، اسم الفائز للعام الحالي في قاعة معهد نوبل في أوسلو، وقدمت برنامج الغذاء المساعدة لحوالي 100 مليون شخص في 88 دولة حول العالم العام الماضي.وقالت لجنة نوبل إن جائحة كورونا زادت من الجوع الذي يواجهه ملايين الأشخاص حول العالم، ودعت الحكومات إلى ضمان حصول برنامج الأغذية العالمي ومنظمات الإغاثة الأخرى على الدعم المالي اللازم لإطعامهم وقالت ريس أندرسن، رئيسة لجنة نوبل: “من خلال جائزة هذا العام، ترغب (اللجنة) في توجيه أنظار العالم إلى ملايين الأشخاص الذين يعانون أو يواجهون خطر الجوع يلعب برنامج الأغذية العالمي دورًا وقالت ان برنامج الغذاء العالمي يساهم يوميًا في تعزيز أخوة الدول المذكورة في وصية ألفريد نوبل،وأوضحت أن قائمة المرشحين هذا العام، حيث تم ترشيح (211) فردا و(107) منظمات قبل الموعد النهائي الاول من فبراير.
تمويل البرنامج..
يمول برنامج الغذاء العالمي برامجه وأنشطته من تبرعات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومنح الأمم المتحدة نفسها وبعض التبرعات من الأفراد ومن أكبر المتبرعين هي الولايات المتحدة، وتأتي المانيا في المتبة الثانية، بينما تحتل بريطانيا المرتبة الثالثة وكان البرنامج قد تلقي في عام 2019 تبرعات بقيمة 8 مليار دولار. ويعتبر البرنامج من المؤسسات الخيرية الرئيسية في مكافحة الفقر حول العالم. حيق تأسس عام 1961م
يعمل في البرنامج حوالي 17 ألف موظف، أكثر من 90 بالمئة منهم في البلدان المستهدفة بالمساعدات ويراقب مجلس تنفيذي من 36 عضواً أداء البرنامج ويتعاون بشكل وثيق مع المنظمتين الأمميتين، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية.
١٣٥ فائز بالجائزة..
تم منح جائزة نوبل للسلام على مدار تاريخها 101 مرة إلى 135 فائزًا في الفترة بين عامي 1901 و2020، تضمنت 107 أفراد و28 منظمة، وقد مُنحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جائزة نوبل للسلام ثلاث مرات (في أعوام 1917 و1944 و1963)، ومُنحت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين جائزة نوبل للسلام مرتين في عام 1954 و1981. وفيما يتعلق بجائزة نوبل للسلام فهي تتضمن مجالات: العمل الإنساني، حركات السلام المنظمة، مفاوضات السلام، سياسة المصالحة، الدفاع عن حقوق الإنسان وتتولى “لجنة نوبل النرويجية” التي تتكون من خمسة أعضاء يعينهم البرلمان النرويجي، اختيار المرشحين لجائزة السلام.
٣١٨ مرشح..
بلغ عدد المرشحين لجائزة نوبل للسلام هذا العام (2020) إلى 318 مرشحًا منهم 211 فردًا و107 منظمات. وهو رابع أكبر عدد من المرشحين؛ إذ تم الوصول إلى الرقم القياسي البالغ 376 مرشحًا في عام 2016. وبحسب المعايير الأساسية للاختيار، فقد نصت الفقرة العامة في وصية نوبل على وجوب منح الجوائز لأولئك الذين “في العام السابق منحوا العالم أكبر فائدة”. وفيما يتعلق بجائزة السلام يتم منحها للذين “قاموا بأكبر قدر أو أفضل عمل للتآخي بين الأمم، من أجل إلغاء أو تخفيض الجيوش الدائمة، ومن أجل الحفاظ على السلام وتعزيزه”.وتمنح الجائزة بالأساس إلى رؤساء الدول والحكومات والسياسيين وفي بعض الأحيان للمنظمات، تقديرًا لجهودهم في تعزيز السلام والتعاون بين الشعوب في سياق التدخل في حل أزمة ما أو تهدئة صراع بين أطرافه، ومنحت الجائزة الي ألبرت جون لوتولي عام 1960 لجهوده في إنهاء التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا، وترتكز الجائزة على عدد من المعايير، منها: تحقيق الأخوة بين الأمم، أو عقد مؤتمرات للترويج للسلام، أو إنشاء هيئات تدعم السلام، أو إلغاء أو تقليص الجيوش الدائمة، فضلًا عن نزع السلاح. ووفقًا لهذه المعايير فقد مُنحت الأمم المتحدة ووكالاتها وموظفوها جائزة نوبل للسلام لما يقرب من 11 مرة، فيما حصلت المفوضية الدولية لشئون اللاجئين على الجائزة مرتين في عام 1954 و1981. ومنح الاتحاد الأوروبي الجائزة في عام 2012م وحصل “باراك أوباما” على الجائزة في 2009، ومنح رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” جائزة نوبل للسلام لمبادرته لحل النزاع الحدودي مع إريتريا في 2019م وكذلك الرئيس الفلسطيني “ياسر عرفات” ورئيس الوزراء الإسرائيلي “إسحاق رابين” ووزير الخارجية الإسرائيلي “شيمون بيريز” الجائزة عام 1994 بعد اتفاقية أوسلو.