لماذا يريدون سرقة الثورة السودانية؟
| مساهمات حرة |
بقلم: مصطفى عبد الفتاح
سلمية سلمية ضد الحرامية.. كان هتاف بداية الثورة فأصبح طريقها ومنهجها، كانت المواكب مليئة بالحب والتآخي فنشأت فيها علاقات نبيلة وسامية مبدأها حب الله والوطن. وحقيقه كانت مدرسة بها كل الإبداعات الفنية والأدبية. فنجد بعض الهتافات والأشعار كانت ترتجل في المواكب وأثناء مواجهة العسكر وهم لا حياء لمن تنادي.
كانت هناك قيادة جماعية ملهمة في التخطيط والتربيط والتشبيك. والكل يعمل بجد وتفاني قبل الموكب فكان بعون الله لا بد من التوفيق.
زغرودة البداية ودق النحاس مستبدلاً بالطرق على قوارير المياه الفارقة وبعض آلات الإيقاع كانت تشعل القلوب إحساساً وحماساً.
الكل يهتف ويتوجه نحو المستحيل والقناعة والإيمان كانت في (الليلة تسقط بس رص العساكر رص) و(يا عسكري مغرور كل البلد دارفور).
توحدت الصفوف وكل الطوائف لإزالة النظام العقدي الذي يجهل لشرع الله وطبيعة الإنسانية.
الكل يتحدث ويترقب المواكب التي أبهرت العالم بثقافة شعبنا وأخلاقه الجميلة حقيقة كانت ملحمة تكافلية ثقافية.
وجدت الدعم الإلهي والمجتمعي ففتحت أبواب المنازل لإيواء الثوار من بطش العساكر وصدحت المآذن للأنذار بتوخي الحذر بعد سقوط عدد من الشهداء كانوا شعلةً أنارت لنا الطريق لهم الرحمة والمغفرة وجنات تجري من تحتها الأنهار بإذن الله.
تغيرت الأوضاع بعد سقوط عدد من الشهداء فكان الهتاف المؤلم (شهدانا ما ماتوا عايشين مع الثوار).
فأصبحت الثورة فعل وثقافة وعهد إلى أن توجها الله بنصر مبين.
ولكننا الآن في غاية الإحباط والحذر من سرقت الثورة وكل أحلامنا وأحلام من ضحوا بأنفسهم الطاهرة من أجل بناء هذا الوطن.
ونقول: كيف لا تُسرق والجزائر ولبنان كانت تهتف بهتافات ثورتنا العظيمة؟
كيف لا تسرق والشباب الأمريكي انتهج في احتجاجاته ما سطرناه على جدار الحرية؟
كيف لا تسرق ودول مجاورة حولنا لا تؤمن بمبدأ الديمقراطية؟
ختاماً نحن نراهن على جيل واعي قد أدمن رائحة البمبان وصوت الرصاص، وقد ترعرع ونشأ في ظل دولة بوليسية أفسدت الحياة السياسية ومزقت النسيج الاجتماعي، فكفر بها وبكل الأحزاب التقليدية النمطية وردد بصوت جهور (حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي… وطن شامخ وطن عاتي… وطن خير ديمقراطي… وطن مالك زمام أمرو ومتوهج لهب جمرو). إذا لن نخاف على ضياع الثورة وهي محمية بميثاق (الشهداء والثوار).
والمجلس التشريعي (الثوري) هو الحل السياسي الوحيد في ظل هذه الأزمة، ونحسب أنه سيكون امتداداً واستكمالاً وتصحيحاً للثورة (المقدسة).
للتذكير دوماً تفجر الثورات عندما تفشل أنظمة الحكم في تلبية أبسط متطلبات الشعوب. ونحن على يقين على الرغم من كل العقبات التي تواجه ثورتنا لن تأكل، لأننا من أوائل صانعي الثورات في العالم وأصحاب عزيمه ويمكن أن نفجر ثورة في أي لحظة من اللحظات إذا صارت الأمور ضد إرادتنا ووحدتنا.
المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية وعاجل الشفاء للجرحى وعوداً ميموناً للمفقودين.