مجلس شركاء الفترة الانتقالية.. انقلابٌ على حلم الثورة في التغيير
بقلم: كومان سعيد
انتابني شعور بالغثيان تارة والغضب واللامبالاة تارة أخرى فور صدور بيان مجلس شركاء الفترة الإنتقالية. قبل صدور هذا البيان بفتره تم استضافة مني اركو مناوي في منتدى كباية شاي، ما أثار انتباهي من إستضافة هذا الرجل هو حديثه العدائي جد تجاه قوي الحرية والتغيير ، بغض النظر عن الاختلافات السياسية لابد أن يكون الإحترام متبادل بين الحاضنة السياسية للفترة الإنتقالية ولابد من وضع أهمية الانتقال الديمقراطية كأولوية للأحزاب السياسية والحركات الموقعة على إتفاقية جوبا للسلام.
لكن المثير للجدل في هذا الأمر أن أغلبية هذه الحركات التي وقعت اتفاقية جوبا للسلام تبدو وكأنها لا تكترث للتحول الديمقراطي ولا تحقيق شعارات الثورة المجيدة، كل مافي الأمر هو تقاسم السلطة والثروة مع أي من يكن في السلطة ولتذهب الديمقراطية إلى الجحيم. الميول الفاضح تجاه العسكر في الموازنة السياسية لهذه القوى يكشف ويفضح ما تخفيه.
إن بناء سودان ديمقراطي لا يمكن أن يكون إذا لم نضع مصلحة السودان قبل كل شي. يخيفني جدا أن تكون بعض هذه القوى التي لطالما كانت تنادي بالنضال والثورة على الإسلاميين غير الديمقراطيين، يخفيني جدا أن نفس هذه المجموعات هي مجموعات لا تؤمن بالديمقراطية وان الإسلاميين لم يكونوا سوى شماعة للوصول إلى السلطة.
بيان رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك فيما يتعلق بتكوين مجلس شركاء الثورة بيان محترم جداً، الدكتور عبدالله حمدوك يعلم جدآ أن هذه الثورة خلفها من يحميها وانه هو ووفقا الوثيقة الدستورية مفوض لتحقيق السلام الشامل العادل. أنا أشك أن واحد من أهداف تكوين مجلس شركاء الفترة الانتقالية هو متعلق بتجريد الدكتور عبد الله حمدوك من الصلاحيات التي أعطتها له الوثيقة الدستورية وبذات فيما يتعلق بتحقيق السلام الشامل والتفاوض مع الحركة الشعبية شمال.
أعداء السلام والديمقراطية لا يزالون يتربصون بالثورة ويحيكون الألاعيب دون الوصول إلى سودان يعمه السلام الشامل، الديمقراطية والحرية. وان اعدء النور لن يسمحو له أن يشع طالما لديهم المقدرة على ذالك، لأنهم لا يستطيعون العيش إلا في الظلام.