النيل الأزرق تناقش التطوير الزراعي وقضايا المهندسين
النيل الأزرق: هويدا من الله
تُعتبر الزراعة من الأنشطة التي مارسها الإنسان بطريقة فطرية منذ القدم لأهميتها في حياته لتأمين غذائه؛ لذا كان لا بدَّ من تطوير هذا النشاط بطرق متعددة وأساليب مختلفة وآليات حديثة لرفع الإنتاج الزراعي الذي بدوره يؤدي إلى رفع الاقتصاد السوداني الذي يعتبر المؤثر الأول في التحول الديمقراطي والسلام المجتمعي.
وتحت شعار (من أجل مهندس زراعي مهني فاعل منتج متطور)، عُقد لقاء تفاكري للمهندسين الزراعين بمباني وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بولاية النيل الأزرق أمس الأول؛ وتحدث المختصون والمهتمون عن كيفية التطوير الزراعي. وقال المدير العام لوزارة الزراعة (السابق) عبد الله عيسى زايد، إن ولاية النيل الأزرق لديها ميزة نسبية ويعتمد اقتصاد السودان على الزراعة لأن 80% من سكان السودان يحترفون الزراعة بشقيها المطري والمروي، والميزة الثانية لسكان إقليم النيل الأزرق هي الخبرة العملية في الزراعة لارتباط السكان بالأرض، إضافة إلى وجود مهندسين زراعيين في السابق نقلوا جميع خبراتهم إلى المزارعين، وهذه الميزة جعلت من العمال والمهندسين الزراعيين بالنيل الأزرق مميزين ومطلوبين للعمل في الولايات الأخرى. وفي ختام حديثه أشار إلى الموراد الزراعية التي تم إهدارها في السنوات الفائتة.
وأعرب زايد عن تقديره لثورة ديسمبر المجيدة التي جاءت باتفاقية السلام التي شدَّدت في بنودها على ضرورة المصالحات الاجتماعية وجبر الضرر لأن أكبر المظالم التأريخية كانت بسبب النزاع على الأرض لذلك لا بد من العمل على توزيع الموارد خاصة الزراعية على أساس المواطنة ولا شيء غير ذلك.
عبد الحليم أحمد محمد الحسن من جمعية تنظيم المحريب النوعي تحدث لـ(مدنية نيوز)، وذكر أن مثل هذه اللقاءات التفاكرية تتيح لصغار المزارعين الأمّيّين البسطاء الفرصة لعرض المشكلات التي تواجههم في وجود مسؤولين ومختصين، وأضاف أيضاً أن المهندس الزراعي هو الذي يستطيع تقديم الحلول لصغار المزارعين وتدارك المشكلات التي قد تتسبب في عدم نجاح الموسم الزراعي.
أما فاروق محمد عبد الرحمن ممثل تجمع المزارعين، فذكر لـ(مدنية نيوز) أن التجمع يتحمل مسؤولية الاقتصاد السوداني نسبة لتوفر الموارد الزراعية التي يجب على التجمع تفجيرها بتطوير المهندس الزراعي عبر الدورات التدريبية والورش المتخصصة، وأشار إلى أن التدهور الزراعي بدأ في نهاية ثورة مايو عندما كونت جمعيات المهندسين الزراعيين والتي كانت تفتقر إلى إدارة رشيدة وحكيمة لذلك دعا المهندسين الزراعيين لأن يغتنموا هذه الفرصة وهذا التغيير الذي حدث بأن يكونوا أكثر ترابطاً وقوة لأنهم يمثلون تجمع السودان الأخضر.
وزيرة الزراعة والثروة الحيوانية ممثلة الوالي رحاب أحمد موسى قالت إن وزارة الزراعة وزارة حساسة لتعاملها اللصيق مع المجتمع لذا لا بد أن يكون المهندس الزراعي في مستوى رفيع عند تقديم الخدمات، ووعدت بإقامة ملتقى تفاكري يجمع الوزارة والشركاء والمستفيدين لقياس ومعرفة مدى رضا المستفيدين من الخدمات المقدمة ومدى مواءمة الخدمة لاحتياجاتهم والاستماع إلى رؤيتهم في تطوير الخدمات الزراعية بالطريقة المثلى والمرضية لهم، وكذلك حتى تصل الوزارة إلى الرضا التام عن خدماتها، وقالت إن كل ذلك يحتاج إلى وقفة كبيرة ويحتاج إلى بعض التغييرات الهيكلية والإدارية للوصول إلى مسار القضية الزراعية، لذا اعتبرت أن مثل هذه اللقاءات تعمل على تقريب وجهات النظر وتضييق الفجوات بين المهندسين والمزارعين، مشيرة إلى أن رفع السودان عن قائمة الدول الراعية للإرهاب فرصة كبيرة لا بد من استثمارها خاصة في الصناعات التحويلية وإيقاف تصدير الموارد الزراعية الخام حتى للمنتج الزراعي والحيواني.