آدم إبراهيم.. قصة المعاناة مع النزوح بالنيل الأزرق ورسائل تحقيق الاستقرار
النيل الأزرق: هدى مكاوي
(آدم إبراهيم) الذي تجاوز السبعين من العمر، اضطرته ظروف الجفاف لمغادرة موطنه في كردفان والنزوح إلى ولاية النيل الأزرق ليقيم في (قنيص غرب) بمدينة الدمازين قرابة (50) عاماً.
ولم يجد (آدم إبراهيم) مهنة تناسبه فعمل حمّالاً (عتّال)، فهو يخرج من منزله باكراً في صباح كل يوم إلى السوق (قدح النبي) ليعمل من أجل الحصول على قوت يومه ومن يعول، حيث تنتظره زوجته و(5) من الأبناء، إضافة إلى ابن أخيه وأخيه العاطل عن العمل.
وعقب نزوحه مع آخرين إلى الدمازين، تفرقت بهم السبل، فمنهم من توجه إلى الرصيروص والجزيرة ومنهم من عاد إلى مسقط رأسه في كردفان.
وكان (آدم إبراهيم) يأمل أن تمضي الحياة كما يحب، لكنه حصل على عكس ما كان يتمنى، فأحد أبنائه مصاب بمرض خطير يعاني منه أرقده طريح الفراش لأشهر، ومع ذلك زادت همومه لأن ابنه الأكبر الذي كان سنده ويتحمل معه المسؤولية ويقتسم معه مشقة العيش تم قتله أمام منزله، الأمر الذي أدى إلى معاناة مستمرة لزوجته من اضطرابات نفسية، هذا بجانب منزله المنهار من كل الجوانب وفصل الخريف قادم بغزارة أمطاره، فضلاً عن معاناته في تعليم (3) من ابنائه الذين يدرسون في مرحلة الأساس.
وقال (آدم إبراهيم) لـ(مدنية نيوز) اليوم إنه يتكبد المشاق في سبيل توفير العيش الكريم لزوجته المضطربة نفسياً وابنه المريض وأخيه العاطل عن العمل، وأبنائه الصغار الذين يدرسون وهم لا يزالون بحاجة لرعاية خاصة.
ويرى (آدم إبراهيم) أن الحياة أذاقته مرها ولم يتذوق حلاوة طعمها في ظل معاناته، غير أنه ظل يسعى في العمل الحلال، وأرسل رسائل بضرورة إيقاف الحروب وتوفير خدمات الصحة والتعليم وتحقيق التنمية المتوازنة في كل أنحاء السودان لإيقاف عمليات النزوح، وأضاف أنه ظل يعمل حتى انحنى ظهره ويعمل حالياً في حمل ما يتناسب مع عمره وطاقته، وأنه يقضي حياته يكابد دون كلل أو ملل، وتابع: (أنا راضٍ بنصيبي وهكذا هي الحياة تعطي وتأخذ).