الانتخابات مرة أخرى
| الركيزة |
بقلم: أيمن سنجراب
ما يزال الانقلابيون يكررون أحاديثهم عن أنهم لن يسلموا الحكم إلا عبر التوافق أو الانتخابات، وهم في ذلك يرسلون رسائل لقوى التسوية لتهرول نحوهم فيتقاسمون معها السلطة لكن على طريقة (صحبة راكب)!!.
والانقلابيون بحديثهم عن الانتخابات أو التوافق يبعثون برسائل مفادها إن لم تتوافق القوى السياسية فسنجري انتخابات مبكرة وفي ذلك يلوحون بدلالات أن الانتخابات ستعيد (الكيزان) وهي الورقة التي يودون بها إرهاب قوى الهبوط الناعم لتسرع خطاها نحو أحضان (العسكر)، والرسالة الصريحة (إما الشراكة أو عودة الكيزان)!!.
والعسكريون والمدنيون من قادة ومؤيدي (الانقلاب) يصمون آذانهم عن مطالب الثورة السودانية بالتغيير الجذري ومفارقة طريق الانقلابات والحكم الدكتاتوري والتأسيس للدولة السودانية، وقوى التغيير الكامل تسعى لتحقيق التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات الحرة النزيهة بعد القيام بمطلوباتها وفي مقدمتها السلام العادل والشامل فلا يمكن أن تقام الانتخابات والحرب تدور في مناطق عزيزة من السودان (جنوب كردفان، دارفور، والنيل الأزرق) ولا يعقل أن تكون هناك مناطق واسعة خارج نطاق الانتخابات وأعداد ضخمة في تلك المناطق تشكل نسبة مقدرة من السكان السودانيين مستبعدين عن العملية الانتخابية (نازحون ولاجئون) وغيرهم من سكان في مناطق خارج نطاق السيطرة الحكومية.
ويتحدث (الانقلابيون) عن الانتخابات والأجهزة التي يمكن أن تساهم في العملية الانتخابية هي ذات الأجهزة التي تأثرت بعبث النظام المخلوع (أجهزة عدلية وقضائية وشرطة وقوى نظامية أخرى)، وفي ظل الأوضاع الانقلابية لا يمكن الحديث عن مؤسسات مستقلة يمكن أن تقوم عليها العملية الانتخابية (المفوضية القومية للانتخابات ولجان الانتخابات).
وكلما أعادوا الحديث عن الانتخابات أعدنا التذكير بمطالب الثورة، وأعدنا ما ذكرناه سابقاً عن مطلوبات الانتخابات ومن بينها استعادة الأموال المنهوبة من قبل عناصر النظام المخلوع وإحكام سيطرة الدولة على الاقتصاد، أما الانتخابات على طريقة الصناديق المعبأة معلومة النتائج فلا أحد من (الكنداكات والثوار) ينظر إليها ولا ينتظر نتائجها وستعتبر امتداداً للانقلاب وتواجه بالمقاومة اللازمة.
أهل الثورة ماضون في طريق اسقاط الانقلاب، وتحقيق إرادة الجماهير ومهما حدثتكم أنفسكم الأمارة بالسوء للشعب وحكمه رغم أنفه رددنا لكم وعد الجماهير بالخروج للشوارع شاهرة هتافها بالحق لإسقاط السلطة الباطلة التي بنيت على باطل الانقلاب، أما بلوغ غاية الدولة المدنية الخيّرة فهو معقود بنواصي السعي الدؤوب وهو عهد الوطنيات والوطنيين الأخيار والطرقات تردد صدى هتافهم (ثوار أحرار وحنكمل المشوار)!!.