الجمعة, ديسمبر 13, 2024
مقالات

لا للعنصرية نعم للسلام والتسامح والتعايش (3)

بقلم: حسين سعد

في حلقتنا الثالثة والاخيرة من من سلسلة مقالات لا للعنصرية نعم للسلام والتسامح والتعايش نتابع جهود المؤسسات الدولية، وبعض المؤسسات الاعلامية في محاربة العنصرية ،والخطاب الكراهية،ونقف علي نصوص القانون الدولي والعنصرية وخطاب الكراهية.

جهود المؤسسات الدولية 

وبحسب أسامة الرشيد في دراسة له بعنوان (محاربة خطاب الكراهية في الاعلام ..الجهود وحدها لاتكفي) نشرها معهد الجزيرة للعلام تبذل مؤسسات دولية جهودًا عديدة في سبيل التصدي لظاهرة خطاب الكراهية، وتتجلى هذه الجهود في عدة أشكال. فقد أصدرت اليونسكو في الثامن والعشرين من نوفمبر 1978 إعلانًا بشأن المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام والتفاهم الدولي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض على الحرب. وتضمن هذا الإعلان العديد من المواد التي من شأنها التصدي لخطاب الكراهية في وسائل الإعلام. وتنص المادة على “أن دعم السلام والتفاهم الدولي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية والفصل العنصري، والتحريض على الحرب، يقتضي تداول المعلومات بحرية ونشرها على نحو أوسع وأكثر توازنًا، وعلى وسائل الإعلام الجماهيرية أن تقدم إسهامًا أساسيًا في هذا المقام، وعلى قدر ما يعكس الإعلام شتى جوانب الموضوع المعالج، يكون هذا الإسهام فعالًا”. كذلك أوردت المادة الثالثة ما يلي: (على وسائل الإعلام أن تقدم إسهامًا هامًا في دعم السلام والتفاهم الدولي وفي مكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض على الحرب) أيضا أكد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر عن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/ 1966، في مادته العشرين على الحظر القانوني لأي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف .

جهود المؤسسات الإعلامية  

عملت العديد من المؤسسات الإعلامية على تبني العديد من المبادرات والتي تسعى من خلالها إلى الحد من تنامي ظاهرة خطاب الكراهية. وكان من بين هذه المبادرات، إطلاق معهد الجزيرة للإعلام دليلًا لتجنب التمييز وخطاب الكراهية في الإعلام. وهذا الدليل، والذي يقع فيما يقارب 40 صفحة، يسعى إلى تسليط الضوء على الممارسات المهنية، والحدود القانونية الهامة، التي من شأنها مساعدة الصحفيين على تفادي ممارسة التمييز، أو الحض على الكراهية، أو الترويج للتمييز العنصري بغية المساعدة في إنتاج مادة موضوعية تكون بعيدة كل البعد عن التحيّز ولم يكن معهد الجزيرة للإعلام هو الوحيد من بين المؤسسات الإعلامية التي عملت على التصدي لخطاب الكراهية؛ إذ أطلق معهد الإعلام الأردني بالتعاون مع شبكة الصِّحافة الأخلاقية، قاموسًا ودليلًا إرشاديًا، موجهًا للعاملين بوسائل الإعلام. ويتضمن هذا القاموس أبرز المفردات التي إنْ تغير سياق استخدامها (بحسب وصف البيان)، أدَّت لخطاب كراهية وتحريض كبيرين. ويهدف القاموس إلى إرشاد العاملين في وسائل الإعلام والناشرين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى مراعاة استخدام المفردات في سياقها الطبيعي فقط، وعدم استخدامها كمفردات تؤدي إلى الانتقاص من صاحبها أو من يمثلها. وأضاف عميد المعهد الدكتور زياد الرفاعي، أن الدليل يُسهم في تنبيه الصحفيين والإعلاميين للحذر في استخدام المفردات ضمن سياقاتها الصحفية والإعلامية السليمة، لافتًا إلى أن القاموس يؤكد جهود الأردن في الحد من انتشار خطاب الكراهية .

مكافحة العنصرية 

ويدعو إعلان المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام والتفاهم الدولي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض علي الحرب الذي أصدره المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة(اليونسكو) في دورته العشرين نوفمبر 1978،للمساهمة في صون السلم والأمن وبالعمل علي توثيق عري التعاون بين الأمم عن طريق التربية والعلم والثقافة بغية ضمان احترام الجميع للعدالة والقانون وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية” (الفقرة 1 من المادة 1)، وبأن المنظمة طلبا لهذه الغاية، ستعمل علي “تسهيل حرية تدفق الأفكار عن طريق الكلمة والصورة” الفقرة 2 من المادة 1، وإذ يذكر بمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة كما حددها ميثاقها،وإذ يذكر بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1948 ولا سيما المادة 19 منه، التي تنص علي أن “لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلي الآخرين، بأية وسيلة ودونما اعتبار للحدود”، وبالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1966 والذي يعلن نفس هذه المبادئ في المادة 19 ويدين في المادة 20 التحريض علي الحرب وإثارة البغضاء الوطنية أو العنصرية أو الدينية وأي شكل من أشكال التمييز أو العداء أو العنف، وإذ يذكر بالمادة 4 من الاتفاقية الدولية للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1965، وبالاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصري والمعاقبة عليها، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973، اللتين تعهدت فيهما الدول المنضمة إليهما باتخاذ تدابير فورية إيجابية للقضاء علي كل ما يشجع التمييز العنصري وعلي أي عمل من أعمال هذا التمييز، وقررت الحيلولة دون أي تشجيع علي جريمة الفصل العنصري وما يماثلها من سياسات التفرقة أو مظاهرها،وإذ يذكر بالقرار 110 (د-2) الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 والذي يدين الدعاية التي تستهدف إثارة أو تشجيع، أو يحتمل أن تثير أو تشجع، أي تهديد للسلم أو خرق للسلم أو أي عمل من أعمال العدوان

القانون الدولي وخطاب الكراهية

لقد تم تحديد المعايير الدولية بشأن مسألة “خطاب الكراهية” من خلال التوازن في المادتين 19 و20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. والضمانات السابقة هي الحق في حرية التعبير ويشمل ها الحق الحرية في التماس المعلومات وتلقيها ونقلها والتماس الافكار من جميع الانواع. تحدد المادة 19 القيود التي يمكن أن ترتبط بهذا الحق، بما في ذلك احترام حقوق الآخرين أو احترام سمعتهم. وتنص المادة 20 على ما يلي:1_تحظر أية دعاية للحرب بموجب القانون.2_تحظر أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف.

خاتمة:

الكراهية والعنصرية هي البديل الدامي لروح التسامح والمحبة وكافة قيم الأرض والسماء على امتداد التاريخ، وبالوقت الذي نجد فيه مجتمعات أخرى قد تعلمت من تجاربها المؤلمة، وغدت مجتمعات متحضرة يسودها الاحترام المتبادل والسلام وقبول الآخر.في ذات الوقت تنطلق صحف ووسائل اعلام جماهيرية في اثارة العنصرية والفتنة والجهوية بشكل واضح في حياتنا اليومية. ويلاحظ بأن ثقافة الكراهية التي أينعت خلال الفترة الاخيرة بشكل واضح الامر الذي أجج نيران الفتن والاضطهاد هي المسيطرة على واقعنا السياسي وواقعنا الاجتماعي والنموذج الصارخ لذلك هو تمدد خطاب الكراهية والقبيلة وزرعها بين فئات المجتمع وممارسة الاقصاء. فهذه الثقافة المدمرة لديها متخصصون في غرس كل أشكال الكراهية والبغضاء بين الناس ومع ذلك يدعون انهم يدافعون عن حرية الرأي وحرية التعبير.فهذه المجموعة لاتحتمل الراي الاخر وهي اقصائية الشاهد ان خطب الكراهية مليئة بالأوصاف والإتهامات المرسلة كالتخوين والتكفير والتحقير والعملاء والعلمانيون وغيرها).. (انتهي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *