الجمعة, ديسمبر 13, 2024
تقاريرسياسة

شرق الجزيرة.. الحرب تخاض على أجساد النساء (4-5)

التحرش بالنساء أمام رجالهنّ إزلال وحسرة
كتبت: صافية محمد

لم يكن يتوقع الجميع أن هذه الحرب هذه الحرب اللعينة ستصل لكل هذا التطرف، أو أنها بساطتنا وثقتنا في السودانيين جميعا، لم نتوقع أن يدير سودانيين حربهم على أجسادنا وعلى عُزل لا يملكون من الأمر شيئاً، كل الجرم الذي ارتكبوه أنهم بقوا في منازلهم لأن الخروج من مناطق سيطرة أي طرف أو الدخول إليها بحد ذاته قصة!!… يتساوى المواطنين في نوعية الانتهاكات لكن من المؤكد أن الرحلة أقسى والانتهاكات أعظم على النساء، فعندما يتم استخدام النساء لإزلال الرجال والعكس فإن هذا أقسى أنواع العنف المُمارس ضد النساء.

تقول: خرجنا نحن نساء القرية جميعنا عندما علمنا باجتياح التتار لشرق الجزيرة، خرجنا من القرية ومعنا الأطفال خوفا من الاغتصابات والانتهاكات الجنسية لأنهم فور دخولهم أي قرية وبعد النهب والسرقة، يتوجهون للنساء ويأخذون أرواحهنّ وهن أحياء.. خفنا من ذلك لذلك هربنا ولأن التهديد المستمر لكل القرى بعد أن ينهبوا كل شئ ( عندكم لي بكرة لو ما مرقتو بنجي نشيل النسوان) وقد حدثت.. نذهب منذ الصباح الباكر نختبئ في المزارع (الحواشات والبِلدات) نحن والثعابين والعقارب وسط الزراعة والحشائش، نعود ليلا لنتزود ثم نعود، وحتى يجبروننا على إخلاء القربة قاموا بتجفيف مصادر المياة وسرقة ألواح الطاقة الشمسية، سرقة المحاصيل وحتى الزاد في البيوت. بدأنا رحلة الموت البطئ خرجنا نحمل الماء، بعض من دقيق الذرة والحطب وتوجهنا بأطفالنا نحو صحراء خاوية وقرى هجّروا كل سكانها.

بدأنا الرحلة ليلاً وما أن اجتزنا مسافة 5 كيلو حتى هطلت أمطار غزيزة حالت دون حركتنا أمطار تحمينا منها قدرة الله فقط، مات أطفال في الطريق، وثلاث حالات ولادة لأمهات قطعنا خمسة كيلو سيراً على الأقدام وضعن أطفالهن بلا قابلة ولا سرير، انتظرنا حتى الفجر وملابسنا تبللها مياه الأمطار ، ليظهروا علينا يحملون (سيطان عنج) ويأمرون الرجال بأن يستلقوا أرضا على بطونهم ويضربونهم ويركلونهم بأحذيتهم وأسلحتهم في رقابهم والجزء الآخر منهم يقومون بتفتيش النساء في كل الأماكن ويدخلون أياديهنّ في أجساد النساء بحثاً عن الذهب ولمال كما يدعون، اعترضت مجموعة من النساء قاموا بقتلهنّ أمام أطفالهنّ وأزوجاهنّ، اعترض المسنيين فقاموا بتصفية ثلاثة منهم، ربطوا بقية الرجال وفتشوا النساء أمامهم بطريقة مهينة، كمموا أفواههم وقاموا بتصفية حتى من يحرك جسده معترضاً، (وصلنا ناقصين شديد رجال ونسوان والنجوا مننا أرواحن مهزومة ومكسورين من الزلة وانتهاك النسوان قدامن رجالنا هسي قاعدين صورة ساي لكن روح ما في).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *