ختان الإناث.. ھل أفلحت الجھود في انخفاض نسبة الممارسة؟
الخرطوم: ھانم آدم
في 20 ديسمبر 2012، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 146/67 الذي دعت فيه إلى الاحتفال بيوم 6 فبراير بوصفه اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقا إزاء تشويه الأعضاء التناسيلة للإناث، والتي تنتھك حقوق الفتیات، حیث تتعرض اكثر من اربعة ملایین إمراة وفتاة لخطر البتر والتشویھ على مستوى العالم.
ویشیر تقریر صادر من الیونسیف بمناسبة هذا الیوم إلى أن معدل إنتشار تشویھ الإعضاء التناسلیة للإناث في إنخفاض، والقبول الإجتماعي لھذه الممارسة بشكل كبیر ایضا في انخفاض،
غیر أن العدید من الفتیات لاسیما في المناطق النائیة مازلن معرضات للخطر، وفي كل عام یحتفل العالم بھذه المناسبة المھمة، للتوقف عندھا للمراجعة والتقییم، ومعرفة التقدم المحرز في التشریعات، وقوانین الحمایة، الى جانب مراجعة مجھودات الشركاء في مجال التوعیة ونشر ثقافة إیقاف العنف ضد الفتیات.
والسودان لیس بمعزل عن العالم، فقد درج على الإحتفال سنویا بھذه المناسبة. وھناك العدید من المجھودات والمبادرات التي سعت لتخفیف الممارسة، من بینھا مبادرة سلیمة التي تم إطلاقھا في 2008، ومبادرة إعلان توتي خالیة من ختان الاناث، والتي أكدت خلو المنطقة من الممارسة.
وبحسب رئیس مبادرة توتي خالیة من ختان الإناث إقبال، محمد عباس، فانھم درجوا على الإحتفال سنویا بھذا الیوم بإعتباره نوع من المناصرة والإستمراریة لمراجعة الشراكات مع الجھات الفاعلة وضمان إستمرارھا في التخلي، وحتى لا تحدث إنتكاسة، مشیرة إلي أنھم أعلنوا توتي خالیة من ختان الإناث ومن ثم إنتقلوا في العام 2018 إلى أربع مجتمعات أخرى لتطبیق نفس التجربة والخطوات وھي مجتمع واوستي، كرري والفتح، وشرق النیل في منطقة البان جدید.
وذلك عبر تنفیذ برامج توعویة وجلسات حواریة وسط المجتمع، ومع قادتھ بجانب حوار الاجیال، فضلا عن نقل تجربة توتي في المكافحة (حبوبات لأجل البنات) من خلال جلسات (الجبنة).
وتشیر الى نجاح نقل تجربة توتي خاصة في منطقة واوستي، حیث اصبح ھناك وعي مجتمعي عال، واستفاد من تجربة توتي. وتضیف (حالیا اصبح مجتمع واوستي یدعونا لأنشطتھم التي تھدف للتخلي عبر المجتمع (وجلسات الجبنة)، والجلسات الحواریة بین الشباب.
واوضحت إقبال في حديث مع (مدنیة نیوز)، (الیوم لدینا إحتفال ضخم بھذه المناسبة بمشاركة تلك المجتمعات تشتمل على معارض ودراما وفنون شعبیة، وجلسات حواریة لمناصرة التخلي عن بتر وتشویھ الأعضاء التناسلیة للأنثى. وتختتم حدیثھا بقولھا انھم يتجهون للوافدین للمنطقة عبر لجان الحمایة المجتمعیة، وذلك من خلال استقطابھم عبر جلسات الحوار حتى
ینقلوا التجربة بدورھم للمجتمعات التي سینتقلون إلیھا.
ووفقا لبیان صادر عن المجلس القومي لرعایة الطفولة، فإن احتفال ھذا العام یاتي تحت شعار (رجالنا وأولادنا شركاء في تغییر الأعراف الإجتماعیة السالبة لإنھاء بتر وتشویھ الأعضاء التناسلیة للانثى)، واشار البیان للواقع السیاسي والاجتماعي المعقد الذي تمر بھ البلاد. مؤكدا في ذات الوقت أھمیة الإستفادة من كل الخیارات المطروحة للحوار، وكسب الوقت من أجل تحقیق أھداف التنمیة المستدامة. وخلق واقع افضل للأطفال، بجانب تضافر الجھود للنھوض بالطفولة في السودان. ووضع الحلول لقضایا التعلیم والصحة والحمایة، وسن التشریعات والقوانین الوطنیة الرادعة لمنتھكي حقوق الأطفال واكد البیان وجود حوجة لإحكام التنسیق للجھود المبذولة، والاستفادة من التجارب الإقلیمیة، وتفعیل دور اللجان الفنیة الخاصة بالأعراف الإجتماعیة وذلك لأجل تعزیز الجھود المبذولة للقضاء على هذه العادة.
المدافعات عن حقوق المرأة كن من قبل قد ناھضن تشویھ الأعضاء التناسلیة للمرأة واعتبرنھ جریمة، ویجب ان یحاسب القانون علیھا، وقد خرجن یطالبن بإقرار قانون رادع یحمي الإناث من عملیة الختان، وبالفعل فقد أجرت الحكومة الإنتقالیة تعدیلا على المادة 141 من القانون الجنائي المعدل في العاشر من شھر یولیو 2020، ونصت على عقوبات تتضمن السجن والغرامة وسحب ترخیص العمل للمتورطین في جریمة ختان الإناث.
وفي ھذا السیاق تؤكد القابلة توحیدة عز الدین ل(مدنیة نیوز) علي انحسار الظاھرة وبشكل ملحوظ، والتزام القابلات بعدم إجراء عملیة الختان، واشارت الى وجود نظام جدید لمتابعة الفتیات الصغیرات وذلك عند تسجیل الطفلة في الروضة، حیث یتم اخذ كل البیانات المتعلقة بھا، ومن ثم الكشف علیھا إن كانت مختونة ام لا، او اذا تم ختنھا اثناء فترة الإجازة في المناطق البعیدة، ومن ثم إتخاذ القرار المناسب.
وتضیف أن الختان سُمي بتشویھ الأعضاء لانھ بالفعل تشویھ، كما ان الله سبحانھ وتعالي خلق الناس في أحسن تقویم، لذلك يطبقون قرار سلیمة دعوھا سلیمة.
وتوافقھا في الرأي القابلة لیلى فضل والتي تعمل بمنطقة طیبة الكبابیش، وتقول (لقد اقسمنا على عدم الممارسة).
مسئول ملف الحمایة بمجلس رعایة الطفولة نجاة الاسد تقول ل(مدنیة نیوز) ان فعالیات الاحتفال بھذا الیوم بدأت بالخرطوم وولایة نھر النیل في الاجتماع الاول لمجموعة العمل الولائیة، حیث قدمت من خلالھ الكثیر من المحاضرات التوعویة في محلیات الدامر والشعدناب ومنطقة ام الطیور، وفعالیات اخرى ھدفت لتغییر المفاھیم وإنھاء الأعراف الاجتماعیة السالبة
ضد الفتیات وتحدیدا بتر وتشویھ الاعضاء التناسلیة.
وتوضح قائلة بان احتفال الیوم بالتعاون مع منظمة بلان العالمیة بالمجلس یشتمل على منتدى تنویري للشركاء بما تم إنجازه في ھذا الملف والتي من اھمھا اصدار المادة 141 في القانون الجنائي تعدیل 2020، واجازة الخطة الوطنیة لإنھاء تشويه وبتر الأعضاء التناسلیة والتي بدأوا في تنفیذھا بالتدریب
وبناء القدرات والعمل الاعلامي التوعوي، وإنتاج الكثیر من المواد
الإعلامیة المتمثلة في الدراما والمشاعل والرسائل المكتوبة ولوحات صممت من قبل طلاب كلیة الفنون بجامعة السودان تعبر عن اھمیة إنھاء ھذه الممارسة.