السبت, ديسمبر 14, 2024
تقاريرمجتمع

بعد إصابة ابنتها في قصف الطيران بمليط.. الحاجة رضية واستجداء العلاج

كتبت: عافية محمد

تفترش الحاجة رضية الأرض أمام ساحة المستشفى القطري بمنطقة تنقسي بالولاية الشمالية برفقة ابنها، بينما ترقد ابنتها المصابة في قدمها إثر قصف الطيران لمدينة مليط بولاية شمال دارفور على سرير مؤجر باليوم لعجزهم عن سداد قيمة التنويم بالمستشفى القطري المقدرة ب25 الف جنيه لليوم الواحد.

منذ اكثر من شهر اضطرت رضية واسرتها للنزوح من مليط لعلاج ابنتها لكنها اصطدمت بتكاليف العلاج المرتفعة.

وتتشارك رضية وابنها الصغير مع مرافقي المرضى من أهل المنطقة الوجبات طيلة النهار لكنها تواجه البرد القاسي وحدها ليلا في انتظار ان تتمكن من جمع مبلغ عملية ابنتها المقدر ب500 الف جنيه، بجانب تكاليف الاقامة بالمستشفى.

الحاجة رضية اقتصرت احلامها على علاج ابنتها ولا تفكر حاليا الى اين ستذهب بعد ذلك، فهي التي تركت موطنها بسبب الحرب وجاءت الى مدينة لا تعرف بها احد، تتكئ على طفل لا يتجاوز 15 عاما يجلس الكثير من أقرانه هنا في قاعات الدراسة، لكنه استقر به الوضع بعد الحرب أمام مستشفى ينتظر على أمل ان يتم علاج شقيقته.

فقدت رضية واسرتها مصدر رزقهم ومسكنهم بفعل الحرب ووقعت عليهم انتهاكات متعددة ولازالت مستمرة مثلهم مثل الآلآف من السودانين الذين هجروا منازلهم وديارهم بسبب حرب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ليست وحدها حاجة رضية التي تبحث عن علاج ابنتها، المصابة، بل هناك الآلآف من المدنيين المصابين في الحرب يعيشون مأساة حقيقية بسبب عدم قدرتهم على الوصول الى المستشفيات، أو بسبب عجزهم عن سداد تكاليف العلاج بعد نهب كل مدخراتهم من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات العاملة معها.
ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود فإنه منذ اندلاع الصراع في السودان في أبريل 2023، سعى أكثر من 500 ألف شخص للحصول على الرعاية الطبية في المستشفيات والمرافق الصحية والعيادات المتنقلة التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود في جميع أنحاء السودان.

وتقول المنظمة انه مع نزوح أكثر من 11 مليون شخص، أصبح السودان أكبر أزمة نزوح في الذاكرة الحديثة.

ونوهت الى أنه ما زال المدنيون عالقين في القتال العنيف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وان فرق المنظمة تعالج جروحًا ناتجة عن الانفجارات والأعيرة النارية والطعن.
وقد نزح نحو 8 ملايين شخص داخليا، بينما فر نحو ثلاثة ملايين آخرين بحثًا عن الأمان خارج حدود السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *