الجمعة, نوفمبر 22, 2024
مقالات

الجيش الأبيض في حربه ضد (كورونا) وذكرى الشهيد د.علي فضل

دمك صعب يا علي زولك وراك صنديد

والشارع اليغلي ساعة يسل الإيد

لا بنفع الصهلي .. لا حي ووب بتفيد

بقلم: حسين سعد

مرت علينا يوم الثلاثاء المواف 21 أبريل 2020م الذكرى الثلاثون لاستشهاد المناضل الدكتور علي فضل أحمد فضل، تحت التعذيب الوحشي في أحد بيوت الأشباح التي أقامها زبانية النظام البائد لتصفية وقهر الشرفاء.

وجاءت ذكري الشهيد علي فضل، في وقت يخوض الجيش الأبيض حرباً ضروس ضد جائحة (كورونا) وهم يتقدمون الصفوف.

شرارة الثورة:
أطلت علينا هذه الذكرى وجماهير شعبنا قد أنجزت في انتفاضتها الباسلة إسقاط رأس النظام الفاشي للجبهة الإسلامية ولا زالت تناضل من أجل استكمال مهام ثورة ديسمبر المجيدة وعلى رأسها مبدأ العدالة.

وحيا قطاع الأطباء الشيوعيين في بيان له بمناسبة ذكرى اغتيال الشهيد علي فضل، حيا جميع العاملين بالمهن الصحية الذين سجلوا ملاحم تاريخية في مقاومة نظام الإنقاذ منذ استيلاء عصابة الجبهة الإسلامية على مقاليد السلطة في وطننا الحبيب، حيث أشعلوا أول شرارة للمقاومة بإضرابهم في نوفمبر 1989م، الذي مثل الشهيد علي فضل ورفاقه الأماجد رأس الرمح فيه واستمرت مقاومة الأطباء الشرفاء من بعده لنظام الإخوان المسلمين جنباً إلى جنب جماهير شعبنا حتى توجت تلك المقاومة الباسلة بهزيمة ذلك النظام الفاشي في أبريل 2019م.

حماية الأطباء:
ودعا البيان جميع العاملين بالقطاع الصحي للانخراط في جهود درء كارثة الوباء في جميع ربوع السودان، وطالب البيان بتوفير كل المعينات التي تساعد على حماية العاملين من العدوى في مواجهة حالات الإصابة بهذا الـ (فيروس)، وحماية الأطباء والعاملين في المهن الصحية من الاعتداءات التي تكررت في الآونة الأخيرة، ودعا لإرجاع المفصولين تعسفياً منذ العام 1989م وما بعده للخدمة بالقطاع الصحي حتى يساهموا مع زملائهم في دحر هذا الوباء والمساهمة في إعادة بناء القطاع الصحي الذي تعرض للتدمير الكامل خلال العهد البائد.

سوف ننتصر:
وأكد قطاع الأطباء الشيوعيين ثقته في أن جماهير شعبنا سوف تنتصر في هذه المعركة وقال: سنخرج منها أكثر قوة وقدرة على استكمال بناء السودان الذي عبرت عنه شعارات ثورتنا المجيدة كوطن خير ديمقراطي التقط مشعل تحقيقه زميلنا الشهيد علي فضل من شهداء الثورة السودانية عبر التاريخ وحملته مواكب المناضلين وارتال الشهداء في انتفاضة ديسمبر المجيدة.

وشدد قطاع الأطباء الشيوعيين: في سبيل تحقيق مطلب العدالة كمبدأ من مبادئ ثورتنا العظيمة يظل القصاص لدم شهيدنا وبقية الشهداء من أبناء شعبنا أولوية وسنعمل على متابعة إجراءات التقاضي والتحقيق في جريمة الاغتيال البشعة التي تعرض لها الشهيد، وملاحقة كل من شارك فيها وتقديم الجناة للمحاكمة بدون تسويف.

نتعلم منكم:
شكراً القطاع الطبي فأنتم الذين قلتم للشعب السوداني (دمك صعب يا علي زولك وراك صنديد)، فالقطاع الطبي من كل التنظيمات لم تزحزحه الرياح والعواصف، بل ظل ثابتاً كالطود الشامخ، كنتم أكثر قطاعات شعبنا نضالاً وشجاعه بل أنتم مدرسة للقيم والصمود والتضحية حملتم الرسالة في النضال والعلاج والحياة لم تحيدوا عنها، مهما كلفكم ذلك يستشهد بعضكم وهم مصرون على انجازها، لذلك خوفتم الطغاة وزلزلتم عرشهم الذي هوى بجسارتكم، نعم نتعلم منكم أن اليوم هي معركة (كورونا) وغداً معركة بناء السودان البنحلم بيهو يوماتي.

الصفوف الأمامية:
القطاع الطبي من كل التنظيمات ظل ومازال يقدم لنا الدروس والعبر لعلنا ننتعظ فها هم الأطباء يتحدون تحت راية واحدة ومظلة واحدة متناسيين خلافاتهم السياسية والأيدلوجية من أجل حماية الثورة وتحقيق الانتقال الديمقراطي، كما ظل القطاع الطبي يمدنا بقوة لا تعرف أنصاف الحلول وظل قابضاً على جمر القضية ومتمسكاً بالمبادئ والمبادئ هي الحقيقة لا مساومة في المقاومة، سلاحهم في هذه المعركة غير المتكافئة هو كمامات وقفازات ومعاطف بيضاء تدل عند ارتدائها على الأمل والحياة والتحدي والشجاعة، سيظل شعبنا يتذكر تضحايتهم ونضالاتهم.

وأيضاً يقف القطاع الطبي في الصفوف الأمامية في المعركة ضد (كورونا)، فالقطاع الطبي ظل يواجه الجائحة دون كلل أو ملل وعيونهم من طول السهر تلبس وشاح حرقة وألم، فالمهمة التي بذلوا أنفسهم لها هي مهمة شاقة في ظل سرعة انتشار المرض الذي يفرض عليهم اً إضافياً يجعلهم يعملون لساعات طويلة، وفي مناوبات غير منتظمة، وبالتالي قلة النوم والشعور بالإرهاق حتى وإن حظوا ببعض الوقت للراحة والعودة لمنازلهم، فغالباً ما يقضونها في عزلة دون التواصل مع أحبائهم خوفاً على حياتهم.

معركة واحدة:
شارف الحظر الذي أصدرته الحكومة بخصوص جائحة (كورونا) على إكمال أسبوعه الأول، في وقت فرضت السلطات الصحية قرارات صارمة لمحاربة (كورونا) التي أصابت أعداداً كبيرة في العالم بعضهم استعاد عافيته وبعضهم لفظ أنفاسه بسببه، والأغلبية ما زالت تصارع الجائحة التي حبست الناس في المنازل وأقعدتهم عن العمل والإنتاج، فالعالم اليوم يخوض معركة واحدة ضد عدو غير مرئي يجتاح الكرة الأرضية حيث حدود تغلق، وقارات بأكملها تعزل، ومدن بأكملها تعيش الحجر الصحي، والمؤسسات تغلق أبوابها والكل مشغول بقراءة أعداد الإصابات والوفيات بالـ (فيروس) المستجد، فخط الدفاع الأول بتصدي العاملين في الحقل الطبي بجسارة كما وقفوا من قبل في الثورة وسددوا فاتوروة التضحية والنضال بشرف وتم الزج بهم في المعتقلات لكنهم صمدوا صموداً مشرفاً، وها هم الأطباء اليوم يتصدون لـ (فيروس كورونا) ويعرضون حياتهم للخطر وهم في قلب المراكز الصحية والمستشفيات فرسان مرتدين معاطفهم البيضاء ضحوا بحياتهم الاجتماعية يبذلون نضالات من أجل مكافحة الوباء في ظل أوضاع صحية مدمرة بسبب سياسات النظام البائد الصحية والذي حطم كل شئ.

نضال القطاع الطبي:
وكما كتب زميلي الراكز مدير تحرير (مدنية نيوز) الأستاذ أيمن سنجراب، أنه على طول مسيرة النضال الوطني، كان القطاع الطبي بكل مكوناته من (الأطباء والصيادلة ومختصي التمريض والتخدير والمعامل) وغيرهم حاضراً ولا يزال، وقد أبرزت جهود مكافحة (فيروس كورونا) الذي يجتاح العالم في الوقت الراهن قيماً مضافة لكوادرنا الطبية التي لم تتردد وارتدت القفازات و(الكمامات) وظلت تقف على خطوط الخطر تدافع وتكافح وتتواجد على عنابر الحجر وغرف العناية المكثفة، وخلال الثورات المختلفة وآخرها ثورة ديسمبر الظافرة كان للكوادر الطبية الدور المؤثر في اقتلاع نظام المؤتمر الوطني الذي أفسد الحياة ودمر القطاعات وفشل في كافة المناحي وسقط أخلاقياً قبل كل شئ، وبعد ظهور وباء (كورونا) لم يكن القطاع الطبي قد ارتاح من رهق معركة إسقاط النظام المخلوع الذي من خطره وسوئه أطلق عليه البعض (كوزونا)، حيث لم تهدأ الأنفاس بعد من العمل الشاق لإنهاء حكم (الكيزان)، ولم تتحجج كوادرنا الطبية بتعب تلك المعارك وحققت المقولة (إذا تعبت خطوة إرتاح خطوتين) فتقدمت الصفوف بلا تردد واقتحمت ساحات المكافحة كما تقدمت ساحات النضال ضد دكتاتورية النظام الذي أطلق على نفسه (الانقاذ) زوراً وادعاءً.

عاش متزناً ونبيلاً:

وأخيراً كما قال الشاعر الراحل محمد الحسن سالم حميد، في رثاء الشهيد علي فضل:

عاش متزن و نبيل…زيو وزي أي زميل…قابض على الإصرار…على يوم حياتي جميل

كالخضرة في الأشجار…و الموية جوه النيل…عاش متقد زي نار…زول لي طريقو اختار

إختارو دغري عديل…غير الغبش ما اختار..جيهة عليها يميل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *