المجتمع المدني السوداني بعد الحرب: بحثٌ عن توازن جديد وسط الركام والانقسام
كتب: حسين سعد
قال المتحدثون في الجلسة الحوارية الثامنة التي نظمها المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام ضمن مشروع السلام والشباب تحت عنوان :المجتمع المدني بين التشرزم والتكامل : نحو أرضية مشتركة للعمل الجماعي في السودان اليوم ببيت حقوق الانسان بكمبالا قالوا إن المشهد الراهن للمجتمع المدني في السودان بعد الحرب به تعقيدات حيث وجد المجتمع المدني السوداني نفسه أمام تحديات عديدة فقد تضررت بنيته المؤسسية، وتشتّتت كوادره بين النزوح واللجوء، كما توقفت أنشطته الميدانية في معظم المناطق.
إذ وجد نفسه في قلب العاصفة، يواجه أسئلة الوجود والدور والمستقبل. فالحرب لم تفتت فقط مؤسسات الدولة، بل اخترقت النسيج الاجتماعي والمدني، فعمّقت الانقسامات، وأعادت تعريف مفاهيم “النشاط المدني” و”العمل الإنساني” و”الالتزام الوطني” في ظل الفوضى والسلاح والانهيار، ومع ذلك، ظلّ المجتمع المدني أحد أهم الفاعلين في حفظ الحد الأدنى من التماسك الاجتماعي، خاصة عبر المبادرات الإنسانية المحلية وشبكات الدعم الأهلي ، وأشاروا الي ظهور ومبادرات وكيانات جديدة، بعضها شبابي أو نسوي الطابع، تعمل في بيئات غير تقليدية، وتستند إلى أدوات رقمية وتطوعية، في مقابل مؤسسات تقليدية ما زالت تعاني من الجمود والارتباط بالمركزية السياسية القديمة، وترأست الجلسة الحوارية الدكتورة هنادي المك ثم دفعت بمحاور الجلسة الحوارية والتي تمثلت في الاتي : المشهد الراهن للمجتمع المدني السوداني بعد الحرب وعن اسباب التباعد والإنقسام داخل المجتمع المدني ودور الشباب والمنظمات الجديدة وفرص بناء ارضية مشتركة وماهي خارطة الطريق العملية وبعد ذلك أوضحت : هذه الجلسة الحوارية هي الثامنة ضمن مشروع المركز الافريقي وأضافت ان دور المجتمع المدني تراجع كثيرا بسبب الحرب كما ان العمل المنعزل لن يصنع فرقاً حقيقياً وأوضحت إن الالتحدي الاكبر هو كيف نخلق الأرضية المشتركة وكيف نوازن بين الموقف الوطني الجماعي والفردي مع قراءت المشهد الراهن بصورة نقدية وكشف ادوار الشباب ورسم ملامح خارطة طريق مشتركة.
ومن جهتها قالت الاستاذة اسماء عثمان هنالك اشكالية في التمويل وبعض التكايا وغرف الطؤاري اغلقت بسبب هذه المشكلة بينما تناول المحامي شوقي يعقوب التحديات الامنية والسياسية التي واجهت المجتمع المدني مستعرضاً في فذلكة تاريخية صناعة الاخوان المسلمون لمجتمع مدني بديل يدافع عن سياساتهم امام اجتماعات حقوق الانسان فضلاً عن إنخراط بعض قوي المجتمع المدني في الحكومة الانتقالية وهي مشكلة ساهمت في الانقسام بحسب تعبيره وواصل شوقي حديثه بقوله عقب الحرب الهجمة علي المجتمع المدني كانت اكبر حيث اتجه طرفي الحرب لتأسيس مجتمع مدني خاص بهما وفي المقابل قال الصحفي خالد احمد ان مشاكل المجتمع المدني واضحة لكنها تحتاج الي شجاعة لمواجهتها وشدد علي ضرورة مواجهة ذلك بحسم وجسارة حتي لا يتسبب في (لخبطت الكيمان) و(تشويش) اما الناشط الحقوقي والمدني الاستاذ احمد التوم فقد قال ان المجتمع المدني يعاني من هشاشة لافتاً الي ان مشاركة بعض مكونات المجتمع المدني في السلطة هي واحدة من مؤشرات تلك الهشاشة وفي الاثناء قالت الاستاذة الحقوقية امنة امير ان ملامح المشهد الراهن تتركز في الصعوبات الامنية واللوجستية وقيود الحركة للتدخل الميداني والاستهداف والتهديات التي تطال الناشطين في المجتمع المدني.

