الفاشر تنزف وسط صمت دولي.. قتل واعتقالات وفدية واعتداءات على المستشفيات
نيروبي: مدنية نيوز
تعيش مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ السودان الحديث، حيث تتصاعد الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين ، في ظل غياب شبه كامل للحماية الدولية أو حتى الإقليمية، وسط واقعٍ إنسانيٍ متدهور بلغ حدّ الكارثة، وكان عدد من الناشطين والمدافعين عن حقوق الانسان والمتطوعين في غرف الطؤاري قد عقدوا مؤتمر صحفي عصر اليوم عبر الزووم في تدشين مجموعة مناصرة دارفور، بدعمٍ من شبكة نساء القرن الافريقي (صيحة) لا يمكننا أن نصمت بينما تجري أمام أعيننا جريمة إبادة جماعية، الكارثة الإنسانية التي تمزّق السودان، وخصوصًا إقليم دارفور، تستدعي تحرّكًا جماعيًا عاجلًا، وأطلق المتحدثون قد كشفوا عن تقرير لهم خاص بالوضع الراهن بالفاشر ، ويسعي التقرير إلى إبراز أصوات من يعيشون وسط جرائم الإبادة الجماعية في شمال دارفور، ورصد واقعٍ مأساويٍّ يزداد قتامةً يومًا تلو الآخر، وقال المتحدثون خلال المؤتمر الصحفي إن قوات الدعم السريع الي إجتاحت الفاشر الفاشر الاحد الماضي تمارس إنتهاكات مروعة بحق السكان، تشمل القتل خارج نطاق القانون، والاعتقالات التعسفية، ومطالبة الأسر بدفع فدية مالية مقابل إطلاق سراح ذويهم. كما شهدت الفاشر في الأسابيع الأخيرة هجمات متكررة على المستشفيات والمراكز الصحية، حيث تم الاعتداء على الكوادر الطبية ونهب المعدات، مما أدى إلى إغلاق عدد من المرافق الحيوية وتوقف خدمات الطوارئ. وأكدت تقارير إنسانية أن مستشفى الفاشر التعليمي والمستشفى العسكري تعرضا لانتهاكات متكررة، بينها اقتحامات مسلحة واعتقالات لمتطوعين ومسعفين، بل ووُثقت حالات قتل لعاملين في المجال الإنساني أثناء أداء مهامهم،.
وقالوا : لدينا شهادات موثقة من قبل شهود وناجيات وصفن الوضع الامني والانساني بالكارثي قتل واعتقال علي أساس العرق واللون والهوية ، وتحولت الفاشر التي كانت مدينة للحب الي رمزا للجوع والمرض والمعاناة ، وأضافوا إن الناس يعيشون في رعبٍ دائم، لا يعرفون من أين يأتي الخطر، من رصاصة طائشة أم من مداهمةٍ ليلية، أو من نقطة تفتيش تطلب منك دفع ثمن حريتك، وأوضحوا إن ما تعيشه الفاشر ظلت تعاني منه منذ العام 2003م تجويع متعمد كسلاح حرب حتي أضطر المدنيين لاكل الامباز فضلا عن قتل المرضي بالمستشفيات الأمر الذي دفع المدنيين للهرب الي مدينة طويلة لكنهم ايضا تعرضوا للقتل والتعذيب والاعتقال ومطالبة اسرهم بسداد فدية مالية تصل الي مبلغ 50 مليون جنيه حتي وصف الطريق اليها بطريق الموت ، وكشفوا عن قتل ثلاثة من المتطوعين واعتقال أخرين لا يعرف مكان أعتقالهم ومصيرهم اذا كانوا علي قيد الحياة ، مشيرين الي تحويل أثنين من الاحياء بالفاشر الي معتقلات كبيرة وإنتقد المتحدثين صمت المجتمع الدولي والاقليمي وتخاذله وكشف عن معاناة النساء الحوامل والمرضعات والاطفال الذين فقدوا أسرهم وتعليمهم ، وقالوا إن منظمات المجتمع المدني السوداني وجّهت نداءات متكررة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد، مطالبةً بالتدخل العاجل لحماية المدنيين ووقف الانتهاكات، غير أن الاستجابة لا تزال (خجولة) وغير موجودة علي ارض الواقع فقط بيانات أدانة وشجب ورفض ، واوضحوا أن تخاذل المجتمع الدولي والإقليمي ساهم في تفاقم المأساة، حيث تُركت الفاشر تواجه مصيرها وحدها، في وقت تتراجع فيه الخدمات الأساسية وينتشر الخوف والمجاعة والمرض وفي ظل استمرار الصمت الدولي وتدهور الأوضاع الأمنية، يخشى سكان الفاشر من أن تتحول مدينتهم إلى (رماد جديد للإبادة)، كما حدث في مناطق أخرى من دارفور لاسيما الجنينة ، بينما تبقى المطالب بالعدالة والمساءلة مجرد صدى يتلاشى وسط دخان الحرب والخذلان، من جهتها أكدت المديرة الاقليمية لشبكة نساء القرن الافريقي (صيحة) هالة الكارب موقفنا لن يتراجع في فضح الانتهاكات التي طالت المدنيين والنساء والاطفال في دارفور منذ أكثر من 20 سنة وذكرت الكارب الموجودين في المؤتمر الصحفي بالتضامن مع أهالي مدينة بارا بولاية شمال كدرفان الذين يتعرضون ايضا الي انتهاكات مماثلة وعنيفة.

