السبت, ديسمبر 20, 2025
أخبارسياسة

شبكة إعلاميات: تصاعد مخاطر العنف ضد الصحفيات بعد الحرب وتقلص مساحات العمل الميداني

(40%) من الصحفيات تعرضن لأكثر من نوع من أنواع العنف

نيروبي: مدنية نيوز

كشفت شبكة اعلاميات فى تقرير صدر “بمناسبة حملة ال16يوم لمناهضة العنف ضد المرأة “عن إزدياد كبير فى المخاطر التى تتعرض لها الصحفيات بسبب الحرب، والبيئة الإعلامية التي لم تكن يوماً صديقة للنساء الصحفيات، فتعرضن للقتل وللاعتقال والتعذيب والعنف الجنسي والتشريد، والمنع من السفر، والحرمان من الحصول على الأوراق الثبوتية، بالإضافة الى الزيادة الواضحة لتعرضهن للعنف الاجتماعي والأسري، والتنمر واشانة السمعة، خاصة علي مواقع التواصل الاجتماعى والتهديدات الإلكترونية وا لتهديدات المتكررة عبر الهاتف ومواقع التواصل، واقتحام منازل الصحفيات فى مناطق النزاع، ومصادرة معدات العمل من هواتف ذكية ، وكاميرات، إضافة إلى حملات التشهير المنظمة تجاه بعض الصحفيات.

ونبهت الشبكة الىتقلّص حضور النساء الصحفيات فى العمل الميدانى ، خاصة المناطق التى تشهد عمليات عسكرية ، أو الأعمال التى تتطلب عبور عدد من مناطق التفتيش ، والتى تزداد فيها نسبة التحرش الجنسي تجاه النساء، مما حد من التغطية النوعية التى كن يقمن بها قبل الحرب من تغطية القضايا الجندرية والإنسانية، ، ومعاناة النساء ، وعكس صوت ضحايا العنف الجنسي والنزوح والانتهاكات من النساء والفتيات.كما اوضح التقرير الفجوة الكبيرة فى خدمات الدعم النفسي التى تقدم للنساء الصحفيات حيث لم يتجاوز عدد الصحفيات اللاتى تلقين دعم نفسي بعد الحرب40% فقط .وكشف الاستبيان الذي أجرته الشبكة عن توزيع الصحفيات المتأثرات بالأزمة، حيث أظهرت النتائج أن 52% من الصحفيات لا زلن داخل السودان، بينما 48% منهن انتقلن إلى دول أخرى. في المقابل، أظهرت البيانات أن 32% من الصحفيات قد تعرضن للنزوح داخل البلاد، في حين أن 48% منهن يعتبرن لاجئات في دول الجوار أو خارج الإقليم. أما الـ 20% المتبقية، فقد أكدن أنهن ما زلن في مناطقهن الأصلية رغم المخاطر والتحديات التي تواجههن.

وأوضح تقرير شبكة اعلاميات أن هنالك تحسن طفيف فى وضع الصحفيات وعزت الشبكة ذلك الى قدرتهن السريعة على التأقلم ، والتزامهن المهني فزادت نسبة الصحفيات اللواتى واصلن العمل الصحفى الى 72% بدلاً من 10% فى الأشهر الأولى من بداية الحرب، و حسب احصاءات سابقة للشبكة فى الأشهر الأولي للحربإذ وجدت أنذاك أن90% من الصحفيات فقدن فرصو العمل،وأن 89% منهن انتقلن الى أماكن سكن اخري داخل وخارج السودان وذكرت الشبكة فى تقريرها “ على الرغم من المعاناة والظروف القاهرة التى تواجهها النساء الصحفيات إلا أن عدد مقدر منهن تمكن من مواصلة العمل بدرجات متفاوتة. وأوضحتأن من الصحفيات72% اللاتى أدلين بآرائهن من خلال الاستبيان ، أو المقابلات، والنقاشات المركزة أنهن ما زلن يمارسن العمل الصحفي سواء بشكل جزئي 40% . كما كشفن عن تدهور سوق العمل ، وأستغلال الظروف التى أفرزتها الحرب لخفض رواتب وأجور المواد الصحفية.

ووفقا للتقرير المفصل ، يمثل الهاجس المالي أزمة ثانية مباشرة تهدد استمرارية العمل، بجانب انقطاع الكهرباء والانترنت وغياب معدات العمل، حيث أشارت (56%)من المستجيات إلى فقدان الوظيفة أوانخفاض الدخل لهن ولأسرهن ،خاصة مع ارتفاع تكلفة المعيشة سواءً فى مناطق النزوح أو بلاد اللجوء ، يمثل أبرز الصعوبات. وتتفاقم هذه المشكلة مع حقيقة أن أكثر من نصف الصحفيات 56% هن المعيل الرئيسي لأسرهن، مما يضع ضغطًا ماليًا إضافيًا على كاهلهن.

كذلك كشفت التقرير أن 40% من الصحفيات تعرضن لنوع من أنواع العنف، كانت أبرز أنواعه هي العنف النفسي واللفظي والتهديد. وعلى الرغم من هذه المخاطر المتزايدة، أظهر التحليل وجود فجوة كبيرة في التدريب المتخصص إذ ان 72% من الصحفيات أقررن بأنهن لم يتلقين أى تدريب حول تغطية الأزمات والصراع أو تدريب على السلامة على السلامة خلال الحرب.بالمقابل ذلك، بالرغم من أن 56‎%‎فقدن وظائفهن، العديد من المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان والمدافعات وأوضاع الصحفيات، فقد أظهرت اهتمامًا متزايدًا بتوفير الدعم النفسي والمالي للصحفيات المتأثرات بالحرب، من خلال تقديم برامج تدريبية متخصصة على السلامة في مناطق النزاع، بالإضافة إلى توفير الموارد اللازمة لتأمين بيئة عمل آمنة وساعدت منهن إلى السفر خارج البلاد. وتشير الشبكة إلى أن هذه الجهود تعد خطوة مهمة نحو توفير شبكة أمان للمجتمع الصحفي، خاصة في ظل تزايد المخاطر التي تواجه الصحفيات مثل العنف الجسدي والنفسي، والتهديدات المستمرة عبر الإنترنت.

ونبهت الشبكة الى أن البيانات ووجهات نظر الصحفيات تؤكد أن الصحفية السودانية اليوم لا تكافح فقط من أجل نقل الحقيقة فقط ، بل تكافح من أجل بقائها الشخصي والمهني في ظل تآكل الدعم المالي والنفسي. وتؤكد البيانات الحاجة الفورية والعاجلة لتدخلات تستهدف توفير فرص عمل ودعم شبكات الأمان النفسي والاجتماعي، وتوفير التدريب المتخصص على السلامة لسد الفجوة التي كشفت عنها الحرب.

واوصت الشبكة فى ختام تقريرها على أهمية الاستجابة للحاجة الملحة للنساء الصحفيات من فرص عمل جيدة ، ورفع قدرات فى مجالات الحماية والسلامة ، وتوفير بيئة عمل آمنة، وعلى أهمية التزام المؤسسات الصحفية بوضع سياسات تعزز من حمايتهن داخل تلك المؤسسات وتضمن المساواة وعدم التمييز
الجدير بالذكر أن التقرير شمل قصص وتجارب الصحفيات وعلى تحليل نوعي موضحاً أثار هذه الأوضاع على العمل الصحفى المستقل وعلى محتوى العمل الإعلامى من منظور نوعى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *