النيل الأزرق.. فرحة منقوصة وآمال في السلام الشامل
النيل الأزرق: هويدا من الله
شهد مدخل محلية التضامن بولاية النيل الأزرق، تجمع المئات من المواطنين لاستقبال وفد المقدمة الخاص بالتبشير باتفاق السلام الذي تم توقيعه بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية –شمال بقيادة مالك عقار، بعاصمة جمهورية جنوب السودان جوبا في (3) أكتوبر الماضي.
ورغم الخلافات السياسية وانقسام الحركة، خرجت جماهير إلى مدخل منطقة أقدي يوم الخميس الماضي للتعبير عن رغبتها في السلام، وإظهار الترحيب بالقادمين الذين أجبرتهم ظروف الحرب ليكونوا خارج دائرة التواصل.
وشددت الجماهير على ضرورة إنهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل، ووقف معاناة السكان الناتجة عن التشرد واللجوء والنزوح، وأن الفرحة ستظل منقوصة دون انضمام بقية حركات الكفاح المسلح للسلام الشامل.
ورأى مشاركون في احتفال الاستقبال أن السلام مختلف في النيل الأزرق باختلاف المرارات التي ذاقها أهل الولاية من فقدان للأزاوج والاخوان والابناء في الحروب، وأشاروا إلى أنه رغم كل ذلك تراص أولئك المواطنين متانسين كل الانتماءات الضيقة، آملين في سلام يرد المظالم إلى أهلها ويحقق العدالة أينما حل.
وخاطب رئيس وفد المقدمة الشيخ الدود، الحشد، وأشار إلى أنهم حضروا للولاية لتمليك اتفاقية السلام لمواطني النيل الأزرق، واعتبر أن التنفيذ هو مهمة مشتركة بين كل مكونات الولاية.
ورأى رئيس الوفد أن الاتفاق حقق مكاسب كبيرة للنيل الأزرق، أهمها الحكم الذاتي بتشريعات واسعة، وذكر أن بالاتفاقية (٦١) سلطة حصرية للنيل الأزرق و(٤١) سلطة مشتركة، بجانب مكاسب أخرى وصفها بالعظيمة لم تحقق طيلة حكم السودان، ودعا الجميع لنبذ القبلية والجهوية للمحافظة على الاتفاقية.
ومن جانبه اعتبر عضو الوفد عباس كارا، أن الاتفاقية ملبية لآمال وطموحات إنسان النيل الأزرق، خاصة الحكم الذاتي الذي قال إنه كان مطلباً شعبياً في العام 2010 عبر المشورة الشعبية، وذكر: (الاتفاق أزال كل أشكال وأنواع التهميش الذي تعرض له مواطن النيل الأزرق).
وأضاف أن معالجة التهميش الثقافي تمت بالإبقاء على اللغات الأصلية وتدريسها في المراحل الأولية، ولفت إلى أن الاتفاق أقر بإعادة تاريخ السودان في المنطقتين، وقال: (سوف تعاد تسمية النصب التذكارية والمؤسسات بأبطال وأعلام النيل الأزرق تخليداً لهم).
وتابع أنه في مجال المشاركة السياسية فقد تم تحديد نسبة مشاركة على المستوى القومي والولائي للحركة الشعبية والأحزاب الأخرى، وأن كل أنظمة الحكم في النيل الأزرق من نصيب الأحزاب والتنظيمات السياسية بالولاية.
وأشار كارا، إلى أن الاتفاق عالج التهميش الاقتصادي بتقسيم ثروة باطن الأرض بين الحكومة القومية (60%) والنيل الأزرق (40%)، وأن الاتفاق خصص للولاية كثيراً من الموارد المالية.
ومن جهته شدد مستشار الوفد يوسف الهادي يوسف، على أن السلام هو أهم المكاسب التي تحققت، باعتباره عصب الاستقرار والتنمية، وأوضح أن الاتفاقية حققت مكاسب مشتركة لكل مكونات الشعب السوداني كالمواطنة بلا تمييز واحترام المعتقدات الدينية.
وذكر مستشار الوفد، أن الاتفاقية تطرقت لقضايا كانت منسية في الفترات السابقة كقضايا الأرض، التعدين، الرعاة، الرحل، بجانب قضايا المرأة وتهميشها وعدم مشاركتها في السلطة والمؤسسات التنظيمية، وقضايا المهجرين قسرياً وتعويضاتهم وتأثير تعلية خزان الرصيرص على المهجرين في جوانب مختلف.
ودعا يوسف، مواطني النيل الأزرق، للاطلاع على كل بنود الاتفاقية والتبشير بها.
وكانت جماهير ولاية النيل الأزرق في أشد أوقات الحرب ترى السلام حلماً بعيد المنال، وها هي تستقبل وفد المقدمة، ورغم ذلك أشار متابعون لـ (مدنية نيوز) عن ضرورة السلام الشامل وانضمام الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو والقائد بالنيل الأزرق جوزيف تكا، للعملية السلمية لتجنب الارتداد للحرب، باعتبار أن السلام الشامل والدائم هو أساس التنمية والتقدم، وأن الأنظار تتجه إلى طاولات التفاوض بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية لإكمال السلام في النيل الأزرق وجنوب كردفان، بجانب انضمام حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، لإكمال السلام في دارفور.