الجمعة, نوفمبر 22, 2024
حوارات

الأمين العام لمجلس عموم النوبة: نعمل لتحقيق السلام ومعالجة مشاكل الأطفال المشردين

حاوره بجبال النوبة: الواثق تبيسة

السودان وطن متعدد الأديان والثقافات، وللمجموعات السكانية المختلفة خصوصياتها التي تجب مراعاتها في الإطار القومي، وأية محاولة لإنكار التعدد والتنوع وفرض ثقافة بعينها على أخريات ستجد المقاومة والرفض.

وخلال وجودها في جبال النوبة (الريف الشرقي لكادقلي) التقت (مدنية نيوز) بالأمين العام لمجلس عموم النوبة بجمهورية السودان العمدة الشريف حسين كافي، وأجرت معه حواراً حول أسباب ودوافع تشكيل المجلس والأهداف، فإلى مجريات الحوار:

الأمين العام لمجلس عموم النوبة دعنا أولاً نتعرف على مجلسكم، من أين نبعت فكرة التأسيس وما المهام؟

أولاً نشكركم على هذه الفرصة، وعند التعريف بمجلس عموم النوبة لابد من الرجوع للوراء قليلاً إبّان عهد الرئيس المخلوع عمر البشير وخطابه الشهير بالقضارف بعد انفصال جنوب السودان في العام 2009م أعلن أن السودان أصبح دولة عربية إسلامية، ناكراً تماماً التعدد والتنوع، وأثار ذلك حفيظتنا بأننا أصل السودان ويجب أن نرد عملياً على ذلك الخطاب، فكانت مبادرة اللجنة العليا للمهرجان الثقافي لتراث النوبة، والتحية لجميع أعضاء هذه اللجنة ولعموم الذين قادوا هذا العمل في ظروف عصية وقاهرة، ونترحم على كل من فارق الحياة، وتمتد التحايا لكل من ساهم في هذا العمل الكبير أفراداً وشيوخاً وعمداً ومكوكاً وأمراء وشباباً وطلاباً وجميع مكونات شعبنا الأبيّة.

وفي الحقيقة لولا تلك الجهود لما كان هذا النجاح الكبير، وكنا نرى أن السودان بلد متعدد الثقافات والأعراق والأديان واللغات، ومن هنا جاءت فكرة تكوين لجنة تمهيدية لمجلس عموم النوبة، وعلى رأسها المك محمد نواس ونائبيه المك محمد علي جيلي والمك داؤود كمبجو، وعضوية آخرين فاعلين سنفصل ذلك في لقاءت قادمة.

كيف كان عمل تلك اللجنة؟

دام عمل هذه اللجنة (8) سنوات، وهي فترة طويلة من العمل المتواصل المحفوف بالمخاطر والتحديات، كانت تجوب القرى والحضر و(الكراكير) ومعسكرات النازحين وجميع مجموعات النوبة العشر بكل القبائل والعشائر، حتى بلغت (75%) من مجموع قبائل شعب النوبة الـ (82) قبيلة، حتى تكللت المساعي بالنجاح في (16) أكتوبر الماضي بمؤتمر تأسيسي تمخض مجلس عموم النوبة المنتخب في عملية ديمقراطية حرة ونزيهة وشفافة.

لهذا المجلس العديد من الأهداف والبرامج، دعنا نتعرف على ترتيب ذلكم المجلس، مم يتكون؟

يتكون مجلس عموم النوبة من (3) مستويات هي الجمعية العمومية والمجلس المفوض، ثم المكتب التنفيذي الذي يضم عدداً من الأمانات المتخصصة، على سبيل المثال الأمانة الاقتصادية والقانونية والثقافة والتراث واللغات والإعلام، وعدد من المجالات الحياتية.

ما هي أهدافكم القريبة في ظل التحول المجتمعي والاستلاب الثقافي للمجتمعات؟

أولاً الأهداف هي صون المجتمع من التشتت والضياع والارتقاء بشعب النوبة ليكون في مصاف الشعوب والمجتمعات، بعد أن عانى ويلات الحروب والهجرة والنزوح واللجوء، ونعمل على أن يكون مجتمعاً آمناً ومستقراً، وكذلك المساهمة في بناء مشروعات تنموية جاذبة للسكان الأصليين للعودة من دول اللجوء والمدن التي نزحوا إليها، ليعودوا إلى مناطقهم الأصلية، وأيضاً من أهدافنا معالجة مشاكل الأطفال المشردين جراء آثار الحروب بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني الداعمة للمجلس، ورفع القدرات التنموية والذاتية في المجتمع، وأولاً وأخيراً تحقيق السلام الشامل العادل بين المجتمع ومكوناته، وهو السلام الذي ينشده الناس، ولذلك يجب أن يكون السلام أولاً.

بعد أن تعرفنا على الأهداف ما هي أولياتكم الآنية؟

بحمد الله وعونه بعد أن تم المؤتمر التأسيسي في منتصف أكتوبر الماضي، بدأنا في ترتيب البيت من الداخل على المستويات كما ذكرت سالفاً حتى وصلنا لتشيكل المكتب التنفيذي والضباط الثلاثة على النحو التالي: فخامة البروفيسور شمسون خميس كافي رئيساً ونائبيه كل من السيد المك داؤود كمبجو والسيد المك سعيد جلفور، ولا زلنا في ترتيب الكثير من الملفات بغية الوصول إلى التبشير بذلك المجلس في ربوع الوطن الحبيب.

ما هي خططكم المستقبلية؟

لدينا العديد من الخطط، أولاً مجلس عموم النوبة سيساهم في عملية السلام المجتمعي والتعايش السلمي، وأن يكون الوعاء الجامع لكل شعب النوبة والمظلة والحاضنة الاجتماعية لكل مجموعات شعب النوبة، وأن يكون لنا دور في بناء وطن متماسك متعدد ثقافياً ودينياً ولغوياً، وأن يكون المجلس فاعل كمنظمومة ضمن منظمات المجتمع المدني الداعمة لشعب النوبة في السراء والضراء.

هل لديكم أية فروع في الولايات؟

هذه رؤيتنا المستقبلية، ونأمل أن تكون لنا أفرع في القريب العاجل في ربوع الوطن الحبيب، بالتنسيق مع مجتمع شعب النوبة.

هل لديكم أي دور سابقاً في عملية السلام المجتمعي والتعايش السلمي؟

بالطبع نعم، كان لنا تحرك بعد أحداث شرق السودان في كل مناطق الشرق خلال أحداث بورتسودان، القضارف، كسلا، سنار وعطبرة، وكل مناطق النزاع لتهدئة النفوس وممارسة دور إيجابي لنزع فتيل الفتنة.

كلمة أخيرة، نترك لك المساحة الأمين العام لمجلس عموم النوبة العمدة شريف، فماذا تريد أن تقول؟

أولاً نتمنى أن يعم السلام الشامل ربوع الوطن الحبيب، وأن يكون الاستقرار هو الوضع الطبيعي، وأن تكون العدالة الاجتماعية واقعاً معاشاً في وطن يسع الجميع على المحبة والتعاون، وأن يظل الإنسان آمناً في بيته، وشكراً جزيلاً لفريق العمل في (مدنية نيوز) وهي أول استضافة لنا داعين الله أن يوفق الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *