الأجسام المطلبية.. الإعلام الثوري
الخرطوم: حسين سعد
يُعتبر الإعلام من أهم مرتكزات الثورة السودانية المجيدة، وما كان لهذه الثورة المدهشة أن تصل غاياتها لو لا تلك الأقلام الحرة التي ظلت تجهر بالحق رغم عنفوان الأنظمة الشمولية المتجبرة والباطشة.
لكن رغم هذه الصورة الزاهية، إلا أن الإعلام السوداني يُعاني من مشكلات عظيمة أقعدته من أداء دور أكبر كان منوطا بالقيام به، وقد عالجت لجنة العمل الإعلامي بتجمع الأجسام المطلبية هذه المشكلات عبر توصياتها المقدمة للمؤتمر الأول للأجسام المطلبية.
فالجسم الإعلامي في السودان من أكبر الأجسام المنتهكة حقوقها، وتحتاج إلى عمل كبير وجبار، وهنا نورد توصيات مؤتمر الأجسام المطلبية بخصوص الإعلام التي قدمها السكرتير الإعلامي الأستاذ خالد طه حيث دعا إلى تشبيك الرؤية الإعلامية مع بقية قوى الثورة، باعتبار مهمة تثوير الإعلام الرسمي قضية مطلبية والعمل عليها، بحيث تصبح المنصات الإعلامية مجالا لتوصيل صوت الثوار، حتى لا يضطروا للاستعانة بالإعلام البديل، والاشتغال على الدعوة والمواكبة لعملية الانتقال الديمقراطي، وفق عمل احترافي يقدم مواقف الجماهير ويسهم في تشكيل اتجاهات الرأي.
وأوضح خالد أن ذلك يأتي إسهاما في تحقيق ديمقراطية الاتصال، والحث على توسيع رقعة الاتصالات، وتحويلها للتعبير الحر عن كافة الآراء، والاتجاهات والمشروعات الفكرية والسياسية،
عملا على تحقيق الوحدة الاجتماعية والتنمية الثقافية العامة مشتركة، عن طريق تقاسم ومشاركة المعرفة، والعمل في مجالات حقوق المواطنة والحقوق الثقافية، وكل الحزمة المصنفة ضمن عبارة ( المسكوت عنه ).
وشدد طه على ضرورة الإسهام في تحقيق المشاركة السياسية العادلة، عبر إتاحة المعلومات اللازمة لضمان مشاركة الجميع، وافتراع وطرح وإدارة النقاش المجتمعي الحر، بين جميع المكونات والتوجهات والإفكار بغرض الوصول لافضل الحلو، والاشتغال على قضايا التعايش السلمي والسلم المجتمعي وتجريم خطاب الكراهية والعنصرية والتمييز .
وأوصى خالد كذلك بالرقابة على مؤسسات المجتمع وحمايتها من الفساد وإساءة إستخدام السلطة،
والمشاركة في عملية صنع القرارات وقياس ردود الأفعال لدى الجماهير، والعمل على تأسيس منصة إعلامية تعبر عن آراء وتطلعات قوى الثورة الحية وأصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير، عبر إنشاء شركة مساهمة عامة وإستقطاب الدعم والتمويل لها، بحيث تكون أول شركة إنتاج فني وإعلامي شعبية أهلية تنشأ بمساهمة شعبية .
إعلام الأجسام المطلبية..!
أما بخصوص العمل الإعلامي الخاص بالاجسام المطلبية، فقد أوصى خالد طه بتوسيع إعلام – تام – وتعزيزه بكفاءات صحفية ومهنية في مختلف التخصصات الإعلامية، مع تأهيل الكوادر في مجال الإعلام، لإتاحة فرص التناول الإعلامي لكل مكونات – تام – بالتساوي المنصف، ونقل الإعلام إلى مواقع المجتمعات لتوصيل صوتها لبقية إنحاء السودان والعالم.
وشدد على ضرورة العمل على إبراز ومعالجة قضايا النوع الإجتماعي ( نساء، رجال، أطفال، شباب، كبار السن، ذوي إحتياجات خاصة، الخ .. ) .
والتركيز على الجانب الميداني وربطه بالجانب الإسفيري ، مع إعتماد المهنية والشفافية والمصداقية في كل الأداء الإعلامي.
كما دعت توصيات اللجنة التي قدمها خالد طه إلى تحديد آّلية تجميع الأخبار الخاصة بأنشطة – تام – و ترقية المشاركة الجماعية من كل الأجسام، والعمل القاعدي في جمع المواد والتوثيق والبحوث، وكل مراحل العمل الإعلامي ( تقصي، توثيق، نشر)، والاستفادة من الانتشار الجغرافي للأجسام المطلبية وتوظيف ذلك في تحقيق المتابعة والمشاركة والتشبيك فيما بينها ومع التشكيلات الثورية الاخرى فيما يتعلق بالعمل الإعلامي.
إضافة إلى التزام كل الأجسام بإعداد تقارير راتبة حول المستجدات في القضايا التي يعملون عليها وتفعيل الرصد للأحداث اليومية، والحث على رفع درجة المتابعة والمشاركة في صفحة – تام – الرسمية، وفي كل الصفحات والمجموعات، هذا مصحوبا بإنشاء موقع إسفيري / website رسمي لتجمع الاجسام المطلبية ، بالإضافة الى الصفحة الموجودة على فيس بوك الأن، و تصميم شعار ” لوغو” جديد ومعبر عن رؤى – تام . و الاستفادة الكاملة من كل المساحات الإعلامية المتاحة، وفتح قنوات مباشرة تعين على إستقاء المعلومات والأخبار من مصادرها المباشرة ( رسمية / شعبية )، وإنشاء إرشيف إعلامي شامل لكل القضايا المطلبية.
وطالب بتوفير المعينات الفنية والمالية لإتمام المهمة الإعلامية واختتم خالد في تقديمه توصيات اللجنة بضرورة العمل العمل على مراجعة العلاقة بين أجهزة الدولة والأجسام المطلبية بخصوص التعاطي مع الخطاب الإعلامي، وتهيئة المناخ القانوني وحماية الحركة المطلبية .
وكان مؤتمر القضايا المطلبية التي استمر على مدى يومي الخميس والجمعة، قد تناول العديد من القضايا النوعية والمناطقية، ولكن قضية الإعلام هي القضية الأكبر، وذلك للدور الكبير الذي يقوم به، وكانوا قديما يقولون: “الناس على دين ملوكهم”.. ولكن في هذا العصر صار الناس على دين إعلامهم.
(يتبع)