توزيع التقاوى المحسنة بجنوب كردفان.. (57600) مستفيد وتفاؤل بتحقيق السلام الاجتماعي
كادقلي: رقية عيسى
أكملت منظمة الزراعة والأغذية العالمية (فاو) الأسابيع الماضية مشروع توزيع التقاوى المحسنة للمزارعين النازحين والعائدين بولاية جنوب كردفان.
وكانت ضربة البداية للمشروع بحي (مرتا) ومنطقة الشعير بكادقلي.
استفادة (57600) فرد
وقال رئيس فريق منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) إبراهيم أبوبكر في تصريح صحفي إن المشروع يستهدف (1600) أسرة بمحليتي كادقلي والريف الشرقي، كما يمتد إلى عدد من محليات الولاية ليصل (9600) أسرة مستفيدة بما يعادل (57600) فرد.
وأضاف أن المشروع يحتوي على البذور المختلفة مثل (الذرة، السمسم، اللوبيا، البطيخ والبامية)، بالإضافة إلى المعدات اليدوية المتمثلة في (الحشاش والطورية والكرك)، وأبان أن المشروع يشمل الأسر الفقيرة المتضررة من الكوارث الطبيعية والحروب والنازحين والعائدين والمجتمعات المستضيفة الذين يمارسون الزراعة والرعي كحرفة أساسية، كما يؤسس لمدارس المزارعين الحقلية في المحلية التي تقوم بنقل وتطوير الزراعة.
تقليل حدة الفقر
وأوضح رئيس فريق منظمة الأغذية والزراعة العالمية أن التقاوى المحسنة تم الإعداد لها بواسطة شركات متخصصة في المجال الزراعي من أجل إعانة المستفيدين على كسب العيش وتقليل حدة الفقر، دعماً لعمليات الإنتاج وتحسين الوضع المعيشي وتمكينهم اقتصادياً، وأكد تقديرهم للمنظمات الدولية الداعمة لهذا البرنامج، ودعا المواطنين للاستفادة من هذه المدخلات في تحسين مستوى الأوضاع المعيشية وزيادة الإنتاج والإنتاجية.
كما دشنت ذات المنظمة بالتعاون مع مركز أرياف للتدريب والتنمية مشروع توزيع البذور المحسنة والمعدات اليدوية وتطعيم الماشية وإعادة الفاقد من قطيع الأغنام بمحلية (دلامي).
دور إيجابي
وأشار المدير التنفيذي بالإنابة لمحلية (دلامي) محمد يوسف آدم، لدى مخاطبته ضربة البداية لمشروع توزيع التقاوى، للدور الذي وصفه بالإيجابي لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) في تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين والعائدين والمجتمع المضيف، وذكر أن التقاوى الزراعية وصلت في الوقت المناسب وأنها ستذلل للمواطن الكثير من أعباء المعيشة، ولفت إلى هدوء الأحوال والاستقرار الأمني الأمر الذي رأى انه يبشر بموسم زراعي ناجح مع هطول الأمطار الغزيرة.
استعداد مبكر
ومن جهته أبان المدير التنفيذي لمحلية (أبو كرشولا) صديق بابكر رحّال، أن المحلية قامت بالتحضير والاستعداد للموسم الزراعي للعام 2022-2021م منذ وقت مبكر، من خلال ترسيم (المسارات والمراحيل وتحديد المخارف ووضع البواكم لفض النزاع ومنع الاحتكاكات بين الرعاة والمزارعين).
ترتيبات أمنية
وخاطب المدير التنفيذي لمحلية (أبو كرشولا) تدشين مشروع توزيع التقاوى المحسنة للنازحين والعائدين بإدارية (أم بركة) الذي تنفذه منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) بالتعاون مع مركز أرياف للتدريب والتنمية ووزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية.
ونبه رحّال، لهدوء الوضع الأمني، خاصة بعد الصلح الذي تم برئاسة المحلية بين المكونات السكانية، سوى الجزء الغربي المحازي لشمال كردفان الذي أشار إلى أنه ما يزال يشهد نوعاً من التفلتات الأمنية، وكشف عن إجراء ترتيبات خاصة بمحليتي (الرهد وأبو كرشولا) لعقد اجتماع مشترك للبحث عن أحكام التنسيق لضبط المتفلتين.
المناطق المتأثرة والمستفيدة
كما شهدت بعض القرى بمحلية (العباسية تقلي) توزيع التقاوى المحسنة والبذور وشملت منطقة (الدادوري، دار السلام ، أم مرح) بإدارية (الموريب)، بالإضافة إلى مناطق (السنادرة)، كاليندا، (مندراية) بإدارية (تبسة) وقريتي (مهلا، جروايات)، وأكدت مديرة إدارة الإرشاد الزراعي ونقل التقانات الزراعية المهندسة إيمان الريح رشاش، اهتمام إدارتها بالحقول وتقديم الدعم للمستفيدين بالطرق السليمة للاستفادة من فرصة المشروع لتحقيق النماء والازدهار بدلاً من سياسة المعونات الجاهزة.
وأشارت إيمان، إلى أن المناطق المختارة أكثر انتاجاً وأكثر حاجة لمدخلات الإنتاج لتأثرها بالنزوح بسبب الحرب، ونوهت لدور منظمة الأغذية والزراعة العالمية فى توفير البذور والتقاوى في وقتها مع بداية الموسم، مما يضمن فرص نجاح العملية الزراعية بشقيها الزراعي والحيواني.
تعهد بالتدريب
ومن جانبه أكد ممثل إدارة نقل التقانة والإرشاد الزراعي جلال مطر، تقديرهم لمجهودات (الفاو) الرامية نحو تحقيق الأمن الغذائي بالبلاد، ونقل استعدادهم لتدريب المواطنين على الحقول الزراعية وتزويدهم بالجرعات الإرشادية وتمكينهم من الاستفادة من التقاوى المحسنة في تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.
مطالبة بالتوسع في الخدمات
ومن ناحيته قال رئيس تنسيقية الحرية والتغيير بمحلية (أبو كرشولا) عامر عبدالله عبدالرحيم رشاش، إن توزيع التقاوى المحسنة للنازحين والعائدين يعتبر إضافة حقيقية لسد حاجة الإنسان في تلك المناطق التي عانت من النزوح والتشرد لفترة طويلة، وطالب المنظمات الأخرى بالمزيد من الدعم والتوسع في المشروعات التنموية لتقليل حدة الفقر.
مدخلات مكلفة
وفي السياق عبر عدد من المستفيدين طبقاً لمتابعات (مدنية نيوز) اليوم، عن حاجتهم للمشروع مؤكدين أنه جاء في الوقت المناسب مع بداية هطول الأمطار التي وصفوها بالمبشرة، كما لفتوا لدور منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) والشريك الوطني في توفير المدخلات الزراعية التي أصبحت مكلفة، خاصة للأسر الفقيرة المتأثرة بالكوارث.
وأشار مستفيدون إلى مساهمة ذلك الدعم في إنجاح الموسم الزراعي، الأمر الذي ينعكس على السلام الاجتماعي بين المكونات السكانية المختلفة.