تحية إجلال للمرأة السودانية في عيدها العالمي
بقلم: حسين سعد
يحتفل العالم عامة والسودانيون والسودانيات خاصة اليوم الأحد باليوم العالمي للمرأة، دعما لبطولاتها واحتفاء بانتصاراتها الكبيرة التي تحققها في معترك الحياة وتخفيفا للمعاناة التي تتلقاها في سبيل ذلك، وتعبيرا عن مساندتها ورفضا لكل أشكال التمييز والجرائم التي ترتكب بحق المرأة التي لا تزال تقيد بقيود وسلاسل العرف الاجتماعي والتشريعات المهينة والمذلة للمرأة كما كان يفعل النظام البائد.
كانت المرأة السودانية على مر العصور عماد الأسرة وقلبها النابض لا تهاب الموت وعنصرا فعّالا في تركيبة المجتمع، لقد خاضت المراة السودانية نضلات جسورة وواجهت صعابا كبيرة لكنها حققت في كل المعارك الانتصار (تلو) الانتصار، لذلك نحن في (مدنية نيوز) في العيد الأول لثورة ديسمبر الظافرة وبالتزامن مع العيد العالمي للمرأة، نحني هاماتنا إجلالاً وتقديراً لمواقف المرأة السودانية في العاصمة والأرياف ومعسكرات النزوح واللجوء، سجل تاريخ المرأة السودانية يدون في صفحاته تضحيات كبيرة دفاعاً عن الحقوق والواجبات، باذلة في سبيل ذلك كل ما يمكن أن يُبذل من نفيس إزاء قهر وظلم النظم الإستبدادية.
لم تعرف المرأة السودانية الانكسار أو الخنوع، خاصة أمام السياسات الظالمة ومآلاتها والإجراءات الآثمة من قتل وقصفٍ ونزوح وسجن وإغتصاب وجلدٍ وإعتقال، لكن للأسف هذه المرأة الجسورة وذات الأدوار المتعددة لم ينصفها العرف الاجتماعي ولم يعطها حقها كاملاً، وكانت ولا تزال حتى الوقت الحالي في بعض المناطق شخصية مهمشة محرومة من التعليم والصحة، ويُمارس عليها تمييز وإقصاء من المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية.
لذلك وفي مثل هذا اليوم يجب الإصغاء لأنين المرأة المضطهدة، وألا يعلو صوت فوق أهزوجة المرأة المنتصرة، وندعو الجميع لوقفة إجلال وإكبار واحترام لدورها في المجتمع، واعترافاً بحقوقها وأن يكون هذا اليوم مناسبة لتنفيذ كل القرارات الرسمية وغير الرسمية الصادرة والمتعلقة بتعزيز دور النساء في مختلف مجالات الحياة، وتحويلها إلى واقعٍ ملموس يساهم في تحسين ظروف حياتهن وتحصينهن من الاستغلال أياً كان نوعه أو مبرره، وتحقيق مشاركة سياسية عادلة للمرأة للإسهام بقوة في بناء بلادنا التي تمر بمنعطف خطير وتواجه تحديات غير مسبوقة بعد نجاح ثورة باهرة أدهشت العالم كله، قدمت من خلالها المرأة السودانية كما قلنا جسارة كبيرة، وهو الأمر الذي يستلزم منا جميعاً تضافر الجهود وأن نقف صفاً واحداً وأن نكون يداً واحدة لدعم وتحقيق مطالب المرأة السودانية، فاليوم وغداً لن نلتفت إلى الوراء أبداً بل سنواصل طريقنا بعزم، وتصميم نحو المستقبل لبناء وطن آمن مستقر يتسع للجميع وينعم فيه جميع السودانيين بحقوقهم كاملة غير منقوصة خاصة النساء.
ختاماً.. نردد مع شاعر الشعب محجوب شريف.. صباح الخير مساء النور ست البيت
ست المكتب الفاتح على الجمهور.. تحت الشمس في الحواشة بين الحبة والزرزور
ونغني أيضاً مع الفنان عبد الكريم الكابلي.. أي صوت زار بالأمس خيالي.. طاف بالقلب وغنى للجمال.. إنه صوتي أنا..