الجمعة, نوفمبر 22, 2024
مقالات

مشاهد من حراك الجماهير

| الركيزة |

بقلم: أيمن سنجراب

ظلت قوى الثورة وفي مقدمتها لجان المقاومة تقدم ملاحم بطولية في مقاومة سلطة العسكريين وانقلاب (25) أكتوبر المنصرم، وتواصلت التضحيات في موكبي (19) و(25) ديسمبر الجاري حتى تمكن الثوار والثائرات من الوصول لمحيط القصر الجمهوري مرتين خلال أسبوع واحد.

ولوصول القصر الجمهوري مرتين توالياً دلالات عظيمة على العزيمة والإصرار في رفض أية محاولات للحكم الجبري فقد قالها المشاركون والمشاركات في كل المواكب (الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات)، ولا يمكن لأية جهة أن تفرض نفسها كسلطة دون إرادة الشعب السوداني وقواه الحية المتطلعة إلى حكم مدني ديمقراطي.

وكانت فئة الشباب من الجنسين (شفاتة وكنداكات) هي الغالبة في الموكبين كما العهد بهم، ويلاحظ مؤخراً تنويع وسائل المقاومة من مليونيات قاصدة للقصر الجمهوري أو مواكب دعائية لتلك المليونيات، أو مواكب احتجاجية رافضة للانتهاكات خلال المواكب وعلى الأخص جرائم الاغتصاب في موكب (19) ديسمبر، ومع تلك الانتهاكات لم تلن للثوار والثائرات عزيمة فكان الرد أبلغ في مليونية (25) ديسمبر حيث المشاركة النسائية الفاعلة مما يبرهن على تنامي الوعي والإيمان العميق بقضية التحول الديمقراطي وتحقيق شعارات الثورة في (الحرية والسلام والعدالة).

وخلال هذين الموكبين كانت هناك إشارات بتقدم ملحوظ في عملية التنظيم وأن لجان المقاومة تتعلم من تجاربها وتمضي نحو الأفضل بالاستفادة من كل فعالية وأنها تتقدم تجاه بلورة مشروع وطني للتحول الديمقراطي، كما أن المشاركات والمشاركين كانوا على قدر عالٍ من البسالة وتطورت وسائل مقاومة البطش، وكثر استخدام النظارات الواقية للعيون من أثر عبوات الغاز المسيل للدموع المستخدمة بغزارة، بجانب استخدام أدوات تقليدية الصنع لحماية العيون والأنف.

ورغم تعدد وسائل العنف لدى القوى النظامية (الغاز المسيل للدموع، المياه الآسنة الملونة، القنابل الصوتية، والرصاص)، إلا أن قوى المقاومة لم تتراجع، وتمكنت من الوصول لوجهتها النهائية المحددة (القصر)، ومع تصاعد القمع في كل النقاط التأمينية في شارع القصر كانت الهمة تعلو واليقين يزداد بالوصول للوطن الحلم الذي يسع الجميع ويفيض خيره على سكانه لينعموا بالحرية والسلام والعيش الكريم بعدالة بين الكافة.

والرسالة القوية التي ينبغي أن يدركها الانقلابيون (عسكريون ومدنيون) من خلال الحراك السلمي، هي أن سلطتهم لن تدوم وأن عليهم الكف عن ارتكاب المزيد من الجرائم فكل جريمة ترتكب في حق الثوار والثائرات تولّد إصراراً غير عادي على مواصلة المسيرة وترفع المطالب بالمساءلة والمحاكمة فلا إفلات من العقاب لأن دولة الظلم إلى زوال، وهذا من دروس التاريخ وتجارب البشرية.

خلاصة المتابعة لحركة الجماهير تجعلنا أكثر تمسكاً حد اليقين بأن السلطة الانقلابية ساقطة وزائلة، وأن العنف والقتل لن يوقف تقدم السيول البشرية المقدامة التي يحدوها الأمل والمتصفة بالعمل الجاد الدؤوب نحو الأحلام المشروعة لدرجة أذهلت العالم الذي يقف مشدوهاً أمام التجربة الثورية السودانية ولسان حاله يلهج (من أي طينة أنتم أيها السودانيون والسودانيات)!!، والجماهير الثائرة تدرك أنها يوماً ما ستبلغ هدفها، كيف لا والهتافات تتعالى في كل موكب بما قاله الشاعر حميد (واصلين الما بتأجل اليوم الشمشو قوية)؟!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *