الثورة ومرحلة العقدة
| الركيزة |
بقلم: أيمن سنجراب
المواجهة آخذة في التصاعد، بل وصلت مرحلة الذروة تماماً بين الجماهير الثورية المطالبة بالمدنية والانقلابيين من العسكر والمدنيين.
بلغت البلاد مبلغ العقدة في الصراع فالجماهير تزيد وتيرة فعلها الثوري وتنوع فيه ما بين المواكب منها ما هو قاصد للقصر الجمهوري رمز السيادة المنتهكة بواسطة قوى الانقلاب، ومنها ما له وجهات أخرى مثل موكب (٢٠) يناير الجاري الذي دعت له لجان المقاومة بأحياء الخرطوم شرق لتتم الاستجابة بأعداد مقدرة في شارع الستين.
وبينما تراهن الجماهير الرافضة للانقلاب على التصعيد الثوري ويقوى إيمانها بالعمل السلمي يوماً بعد يوم لإسقاط الانقلاب والوصول للدولة المدنية، تراهن قوى الانقلاب على العنف والاستعانة بالقوى الخارجية الداعمة لها، وآخر ما شهدناه هو زيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم الأربعاء الماضي.
ومن أجل البقاء في السلطة والتمتع بالامتيازات وضع الانقلابيون وقائدهم عبد الفتاح البرهان، السودان على طاولة التنازع الدولي وعبثوا بالإرادة الوطنية والسيادة وأصبحنا من الهوان ما جعلنا مطمعاً للقاصين والدانين.
وتقع المسؤولية الكبرى لتلك الهشاشة على عاتق الانقلابيين وسيشهد التاريخ بأن قائداً في القوات المسلحة صعد على فوهات البنادق ومارس مع معاونيه أبشع أنواع الانتهاكات على المواطنين ووضع السودان بفعل ممارساته على حافة الانهيار، بدلاً عن الوفاء بقَسَم حماية البلاد والمواطنين.
وفي مقابل القتل والانتهاكات المتصاعدة تتزايد قناعات المواطنين الطالبين للحكم المدني والتحول الديمقراطي والانعتاق من دوامة الانقلابات وقبضات الدكتاتورية بحتمية الوصول لهدفهم لأن أحلام التحرر تكسر قيود التجبر!!.
والمشهد السوداني يعج في الوقت الراهن بالتحركات الدولية، ورسالتنا هنا للمجتمع الدولي هي أن السودانيات والسودانيين الراغبين في تحقيق التحول الديمقراطي لا يرفضون مساعدة المجتمع الدولي، لإدراكهم أن هناك العديد من القضايا التي تتطلب المساعدة، منها عمليات صناعة السلام وبنائه وتعزيزه، وإعادة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم وعمليات الدمج والتسريح وإعادة الدمج في المجتمع لمنسوبي الحركات المسلحة، بالإضافة إلى المساعدة في الانتخابات بدءاً من التعداد السكاني، والمراقبة الموثوقة للعمليات الانتخابية حتى إعلان النتائج.
كل تلك القضايا وغيرها يرحب السودانيون المتطلعون للديمقراطية بمساعدة المجتمع الدولي فيها، والمرفوض هو فرض الحلول الجاهزة والمعلبة بهدف الوصول لتسوية تحافظ فيها النخب على الامتيارات، لا وضع معالجات جذرية للمشكلات السودانية ما يجعل كل الجهود والتضحيات النضالية عرضة للهدر والضياع، ووضع سيادة السودان ومصيره وعائدات موارده في جيوب الانتهازيين!!.