مدير جامعة الجزيرة: مبادرة المديرين تهدف لوضع ميثاق لوحدة قوى الثورة
الخرطوم: حسين سعد
قال مدير جامعة الجزيرة وعضو مبادرة مديري الجامعات لحل الأزمة السياسية، بروفيسور محمد طه، إن أهم الدوافع التي حدت بهم للدفع بهذه المبادرة؛ هي أن هؤلاء المديرين جاءت بهم الثورة المجيدة لهذه المناصب، فضلاً عن أن المبادرة تمثل امتداداً لأدوار كبيرة لعبتها الجامعات السودانية منذ فجر الاستقلال.
وأوضح طه في تصريح لـ(مدنية نيوز)، أن المبادرة ذهبت في اتجاه تجميع للصف المدني في ظل حالة التشظي التي تعتري المكونات الثورية، لذلك جاءت المبادرة لتشكل وسيطاً لجمع هذه الجهات حول رؤية موحدة، وميثاق وخارطة طريق موحد، للخروج من الأزمة، مبيناً أنه تم طرح مبادرات عديدة في الساحة السياسية تتفق في عدد من المحاور، غير أنها لا زالت حبيسة الجهات التي طرحتها.
وأكد أن توحيد هذه المبادرات من شأنه خلق جبهة سودانية عريضة، تستطيع إحداث اختراق كبير تجاه حل المشكل السوداني، وأضاف: (إن خروج السودان من هذا المأزق يتطلب وعياً كبيراً جداً، وجهداً وطنياً خالصاً للوصول للأهداف المنشودة، للتأسيس لواقع ديمقراطي حقيقي ومستدام، مشيراً إلى أن الجامعات بها الكثير من مراكز البحوث والدراسات والأساتذة والباحثين، بما يمكن المساعدة في طرح القضايا ووضعها في نصابها وإدارة الحوار.
وأعلن مدير جامعة الجزيرة، أن المبادرة تحركت للوصول لكل الأطراف في الساحة السياسية السودانية، وقال انهم تواصلوا مع عدد كبير من منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية ولجان المقاومة، وذكر أن المبادرة تعمل في هذه المرحلة على تناسي الخلافات والوصول لمعادلة سياسية تعبر بالبلاد إلى بر الأمان، ونوه إلى أن المبادرة بصدد عقد منتدى تفاكري بمشاركة كل الأطراف لطرح محاور نقاش علمي ومدروس، معلناً استجابة العديد من الجهات للمشاركة في المنتدى، ونفى أن يكون لمديري الجامعات أي رؤى يطرحونها في المنتدى، إنما هم فقط سيديرون حواراً للوصول للحد أدنى من التوافق للخروج بميثاق وخارطة طريق لحل الأزمة.
وحول سؤال عن اعتبار المبادرة مضيعة للوقت، قال: (إن كل المحاولات الجادة والوطنية سيكتب لها النجاح، لأن هناك أهداف ورؤى واضحة للوصول لحالة استقرار سياسي ومرحلة انتقالية ناجحة، للتأسيس لحكم مدني كامل وديمقراطية مستدامة. وأشار إلى أن المبادرة تقوم على تجميع المبادرات المطروحة التي حوت كل ما من شأنه تحقيق الاستقرار في السودان.
ودعا طه، للوصول لمعادلة سياسية توقف العنف فوراً، واحترام حق التظاهر، مؤكداً تقديره للدور الكبير الذي تقوم به لجان المقاومة التي طرحت رؤاها، لذلك فإن مشاركتها مهمة في المنتدى المزمع عقده لإعادة تشكل الوضع السياسي، وقطع بعدم تأثر مبادرة مديري الجامعات بمشكلة الهيكل الراتبي لأساتذة الجامعات، والذين يعيشون في متاهة حقيقية في ظل ضآلة المرتبات، محذراً من تفاقم مشكلتهم بما يدفعهم للهجرة للخارج، بما يضر بالجامعات السودانية، وطالب بالنظر لهم كفئة خاصة لها دور خاص ونوعي، وتمنى أن تنظر للدولة للهيكل الراتبي لأستاذة الجامعية بطريقة جادة بما ينصفهم ويمكنهم من أداء رسالاتهم، وشدد على عدم تنازل أساتذة الجامعات عم دورهم الوطني رغم ما يعانونه بسبب ضعف المرتبات.
ونوه إلى أن الأزمة الحالية أزمة معقدة تمظهرت في مشكلات متعددة، منها الظروف الاقتصادية السيئة، لذلك فإن الوصول لحلول سياسية سيوجد انفراج اقتصادي يساهم في حل مشكلة الهيكل الراتبي لأساتذة الجامعات، مشيراً لمشكلة نهب الموارد الاقتصادية السودانية، وطالب الدولة بالتدخل لتنظيم عملية الصادرات والسيطرة على الموارد بما يمكن من الوصول لوضع اقتصادي جيد.