الخميس, نوفمبر 21, 2024
تقاريرسياسةمجتمع

كشفتها جلسات تشاورية.. أوضاع صادمة للنساء في غرب دارفور

الجنينة: مدنية نيوز

شكت مجموعة من نساء منظمات المجتمع المدني والنازحات بولاية غرب دارفور من تزايد التوترات الأمنية بالولاية وتصاعد حالات العنف بأشكاله المختلفة، ومنها الاختطاف والتحرش والضرب وحالات الاغتصاب بالمعسكرات، وتهديد النساء خاصة في أطراف المدينة عند عودتهن من المزارع وكمائن الطوب، وسرقة مقتنياتهن الشخصية دون تدخل من قبل السلطات النظامية للحماية بحجة عدم تلقيها تعليمات بالتدخل، أو فتح بلاغات دون جدية في المتابعة.

وعقدت جمعية نساء غرب دارفور للسلام والتنمية جلسات تشاورية استمرت (3) أيام متتالية بمقر الجمعية ومعسكر الرياض، ومعسكر أردمتا مستهدفة (90) امرأة من المجتمع المدني ومعسكرات النزوح ومراكز إيواء النازحين للتعرف على أوضاع النساء والتحديات التي تواجههن بالولاية، خاصة ما بعد انقلاب (25) أكتوبر المنصرم، وهدفت الجلسات للتفاكر حول كيفية إدارة الأزمة وتقليل المخاوف، وخلق الثقة بين الجمعية والنساء في القواعد.

وكشفت النساء المشاركات في الجلسات التشاورية التي اختتمت الأربعاء الماضي عن أوضاع صادمة تواجهها النساء البالغات والطفلات على حد سواء خاصة النازحات، منها زيادة عدد المتسولات في الأسواق والشوارع من الفتيات اللائي في سن المدرسة، وارتفاع ظاهرة زواج الطفلات لرفع المسئولية عن كاهل الأسرة والتفكك الأسري بسبب هجر الأزواج، ولجوء معظم النساء للأعمال الهامشية وتجارة الوقود وبيع المخدرات.

الاغتصابات وتعقيد الإجراءات

واتفقت عدد من المتحدثات على ارتفاع عدد حالات الاغتصاب وانخفاض معدل فتح البلاغات المتعلقة بها نتيجة تعقيد الإجراءات، ولمخاوف إلحاق الضرر المجتمعي بالناجية بما يعرف بـ (وصمة عار)، وأشرن إلى أن عمل النساء بالكمائن يعرضهن للإجهاض والنزيف.

ونبهت (أ. ع) ممثلة إحدى المنظمات إلى استغلال الطفلات دون سن العاشرة في الخدمة بالمنازل، وتكليفهن بأعباء لا تتناسب مع أعمارهن من غسيل وطبيخ وغيره، واستغلالهن وضربهن في أحيان كثيرة إن عجزن عن تلك الأعمال، بالإضافة إلى وجود حالات حمل خارج إطار الزوجية.

تفكك أسري

ومن جانبها أشارت إحدى النازحات إلى التفكك الأسري داخل دور الإيواء، وانعكاسه سلباً على تربية الأبناء، لوجود العديد من الممارسات السالبة التي تكون أمامهم، وأوضحت أن وجود كبار السن والصغار في مكان واحد أفرز سلوكاً غير مقبول، بجانب عدم وجود المراقبة حيث تخرج الأم منذ الصباح الباكر للبحث عن عمل، ولفتت إلى لجوء الأبناء لتناول المسكرات ومن ثم السرقة، وتساءلت: (ماذا نفعل؟).

تدهور أمني

وأكدت ذات النازحة ضرورة رجوع النازحين لمواقعهم الأصلية رغم صعوبة الأوضاع هناك، واتفقت معها النازحة (ح. أ) من معسكر الرياض بوجود حالات اغتصاب لطفلات، وكشفت أن الأيام الماضية شهدت (3) حالات اغتصاب، وقالت إنهم يلجأون لتتريس الشوارع بسبب هشاشة الوضع الأمني، وأمنت عدد من المتحدثات على أن هشاشة الوضع الأمني أفرز حالات سرقة وسكر وتجارة مخدرات لزيادة الدخل.

ومن جهتها وصفت إحدى ممثلات لجان المقاومة بمدينة الجنينة الوضع الأمني ما بعد (25) أكتوبر بالكارثي، ونبهت لوجود تراجع في كل الجوانب ومضايقات في الشارع العام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتهديدات تطالهن بعدم المشاركة في المواكب، وطالبت المنظمات بلعب أدوار أكثر فعالية، ودعت النساء لعدم الاستسلام ولعب دور الضحية.

ومن ناحيتها نوهت النازحة بمعسكر معسكر أردمتا (ب. أ) إلى تأزم الأوضاع الأمنية بصورة ملفتة خلال الأشهر القليلة الماضية بسبب الأحداث التي شهدتها منطقة أزرني وكرينك، وأشارت لتدهور الأمن داخل المعسكر وسماع أصوات سلاح من كل الاتجاهات، بجانب وجود أفراد يستغلون المواتر ويقومون بالسرقة تحت تهديد السلاح.

وانتقدت (ب. أ) عدم وجود استجابة في حالة الاستنجاد بالجهات الأمنية، وأبانت أنه في بعض الأحيان يكون هناك فرد واحد فقط متواجد بالمقر للحراسة، وقالت: أحداث أزرني وكرينك أدت لتدفق أعداد كبيرة من النازحين إلى الداخل خاصة الأطفال، وأشارت إلى استقبال عدد (٥٠) طفلاً نازحاً من منطقة أزرني في الفترة الماضية، بالإضافة إلى وجود أطفال مشردين لا يوجد من يسأل عنهم.

حمل غير شرعي

وتابعت: لدينا ما بين (٢٠-٣٠) حالة حمل غير شرعي، وهناك من تعرضن للاغتصاب، وفي هذه الحالة فإن البنت تتعرض للطرد من المنزل دون أن يتم سؤالها عن من هو الفاعل، وتساءلت: (إلى أين تذهب؟)، وأردفت: (مؤخراً هناك من يأتوا ويطرقوا الأبواب وهم يرددون “نريد بنات، أين بناتكم؟”).

وبدورها أفادت إحدى النازحات بأن النازحين الجدد عندما وصلوا للداخل لم يتذوقوا طعاماً لمدة يومين، ولكن تم دعمهم من قبل المتواجدين، ولم يقدم لهم دعم بعد ذلك.

التوصيات وضرورة المناصرة

وخرجت الجلسات التشاورية بعدد من التوصيات في المحاور الاقتصادية والأمنية والسياسية، منها عمل مجموعات مناصرة لمشاركة النساء في جميع مستويات صنع القرار مع التمييز الإيجابي للمرأة النازحة، دعم وتمكين النساء بمشاريع سبل كسب العيش (ماكينات خياطة، تصنيع غذائي، أعمال يدوية وصناعة العطور وغيرها)، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل النساء في شتى المجالات الحياتية، والتوعية المستمرة للمطالبة القانونية واللجوء للعدالة عند التعرض للانتهاكات، وتكوين مجموعات الدعم القانوني للمعنفات، والتوعية بمخاطر تجارة الوقود وترويج المخدرات.

وأمنت التوصيات على أهمية التوعية بمخاطر زواج الطفلات وتوفير الدعم الاقتصادي المادي والعيني لمجابهة الظروف وتقوية النساء، تكوين اتحادات لبائعات الخضر والشاي والأعمال الصغيرة، تنظيم أماكن تواجد بائعات الشاي والخضر، توفير الوجبة المدرسية لضمان تواجد الفتيات في المدارس خلال ساعات الدراسة، توفير التمويل الأصغر للنساء، ودعم ذوات الإعاقة الحركية بوسائل تمكنهن من الحركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *