كادقلي و الدلنج ….بين نيران الحصار وندرة السلع
تقرير / منى النور
منذ أكثر من عامين تعيش مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان ومدينة الدلنج أوضاعا إنسانية مأساوية جراء الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات الدعم السريع وحليفتها الحركة الشعبية – جناح الحلو. حيث أفضى هذا الحصار إلى منع دخول المواد الغذائية والطبية، إلى جانب إغلاق الطريق القومي الرابط بين الأبيض و الدلنج ، مما تسبب في تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية و تهديد لحياة آلاف المواطنين العزل خاصة الاطفال والمسنين
حصار خانق
وقال عضو في غرفة طوارئ كادوقلي في تصريح سابق أن المدينة تشهد إنعدام تام للمواد الغذائية الأساسية، مثل السكر والدقيق والزيت مضيفا إن المدينة تعيش تحت حصار خانق بعد قطع طريق الدلنج كادوقلي، الذي يعد الشريان الأساسي للتموين وتوقع أن استمرار إغلاق الطريق سيقود إلى مجاعة وكارثية انسانية مضيفا بالقول أن الحصار يشتد وانعدام الإنترنت يزيد الأزمة مشيرا الي انقطاع شبكات الإنترنت في كادوقلي بعد مصادرة أجهزة “ستارلينك”، و جمع هواتف الناشطين بحجة التواصل مع الحركة الشعبية، مما زاد من عزلة المدينة عن العالم الخارجي وقال ان
الوضع في كل من كادقلي والدلنج يتطلب إستجابة سريعة وفعالة من قبل جميع الأطراف المعنية، لإنقاذ حياة المواطنين وتخفيف معاناتهم حيث لا يمكن السكوت عن هذا الوضع الإنساني المأساوي ودعا الي تحرك المنظمات والحكومة لإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة للمتضررين وحث المجتمع الدولي على التدخل العاجل والفعال لتخفيف هذا الحصار وتقديم المساعدة الإنسانية للمواطنين في كادقلي والدلنج بما يحفظ حقوق الإنسان وكرامته.
نداءً انساني
اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان أطلقت في بيان لها نداءً إنسانيًا عاجلًا للمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان والإغاثة، دعت فيه إلى التدخل الفوري لوقف التدهور الكارثي الذي تشهده مدينة كادوقلي، حاضرة ولاية جنوب كردفان، نتيجة الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عامين.
وأكدت اللجنة أن مدينة كادوقلي تعيش عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، مع شح في المواد الغذائية وإنعدام الرعاية الصحية وغياب الأدوية والمستلزمات الأساسية للحياة، مما أدى إلى تفشي الجوع وارتفاع معدلات سوء التغذية خاصة وسط الأطفال والنساء، إلى جانب انعدام أدوية الأمراض المزمنة لكبار السن.
ولفت البيان إلى التدهور في الأوضاع الصحية والبيئية وغياب أي ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات، مما يعرض حياة الآلاف للخطر تحت وطأة الجوع والمرض في ظل صمت دولي. وناشدت النقابة عددًا من الجهات للتحرك الفوري من أجل تقييم الوضع الإنساني في كادقلي.وطالبت بالضغط على الأطراف المعنية لرفع الحصار والسماح بدخول المساعدات، بجانب فتح ممرات إنسانية آمنة لنقل الغذاء والدواء إلى السكان المحاصرين، وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون في المدينة. واختتمت النقابة بيانها بالتشديد على أن الوضع “لم يعد يحتمل التأخير”، وأن أرواح المدنيين تُزهق بصمت في ظل الحصار المستمر وتدهور الظروف المعيشية والصحية.
تكرار السيناريو
فيما قال الصحفي عبد الوهاب ازرق لمدنية نيوز أن المحليات الغربية لمدينة الدلنج الكبري التي تضم محليات الدلنج الكبري و دلامي و هبيلة التي تقبع تحت سيطرة الدعم السريع والحركة الشعبية فيما تقف محلية دلامي صامدة في وجه العدوان الغاشم والتصدي لكل العدوان و تعاني محلية الدلنج من حصار محكم منذ مايقارب العامين قال إن هذا الحصار انعكس
على الوضع الاقتصادي و المعيشي للمدينة مما قاد إلى ندرة الكاش و السلع وغلاء الأسعار مشيرا إلى أن العام الماضي شهد العديد من الوفيات وسط شريحة الأطفال والمسنين نتيجة لانعدام الأدوية وانتشار مرض سوء التغذية َمشيرا الي تكرار ذات السيناريو هذا العام حيث لازال طريق الدلنج الأبيض مغلقا عند منطقة الدبيبات التي تقبع تحت سيطرة المليشيا مضيفا بانه منذ العام الماضي تعيش مدينة الدلنج حصار شامل حيث لا يمكن ان تدخل إليها البضائع والسلع الا نادرا عبر (تكاتك ) بالخفاء بعد خوض سلسلة من المغامرات مشيرا الي ان الكثيرون لقي حتفهم دون رحمة على يد الدعم السريع وحلفائه
ويري ازرق ان الوضع يزداد سوء مع قدوم فصل الخريف مشيرا الي وجود فرق شاسع بين التعامل بواسطة التطبيقات المصرفية والتعامل بالكاش حيث يبلغ سعر السلعة ثلاث أضعاف المبلغ مشيرا الي ان سعر ملوة الذرة بالكاش تتراوح ما بين (7_10) جنيه فيما تبلغ عبر التطبيق من (٢٥_٣٠) الف مؤكدا ان الوضع الاقتصادي يحتاج الي تدخلات عاجلة من قبل الحكومة وقال ان المواطن يتطلع ببصيص امل الي فتح الطريق لدخول البضائع والسلع وانقاذ مايمكن انقاذه من حياة المواطنين الأبرياء َ.
وحول الاوضاع في كادقلي قال ان المدينه تعيش اوضاع اسواء من الدلنح وارجع ذلك لانقطاع البضائع التي كانت تمدها بها ولاية غرب كردفان عبر سوق النعام في الحدود مع دولة جنوب السودان مضيفا بالقول ان قوات المليشيا عملت على اغلاق هذا الطريق مما أحكم الخناق على مدينة كادقلي.
مطالبات بالتضامن
وناشد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي المنظمات الإنسانية بتقديم المساعدة العاجلة للمواطنين في كادقلي والدلنج خاصة دخول فصل الخريف واستمرار ندرة السلع وارتفاع الأسعار وتفاقم الأوضاع الإنسانية وطلبوا تدخلًا فوريًا وفعالًا لإنقاذ المواطنين من هذه المعاناة الخانقة.
وطالب الناشطون بضرورة بالتضامن مع السكان ومشاركة معاناتهم على وسائل التواصل الاجتماعي تحت شعار : فلنتحد جميعًا لتقديم الدعم والمساعدة للمواطنين المحتاجين في كادقلي والدلنج . وتوقع الناشط في العمل الطوعي سالم علي تفاقم الأزمة في حال استمرار اغلاق الطريق الرابط بين الدلنج والأبيض مشيرا الي تسببه في ندرة حادة بالسلع الأساسية، مع وجود ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار منذ أسابيع طويلة الامر الذي ارهق كاهل المواطن وساهم في انتشار أمراض سوء التغذية وسط شريحة الأطفال