حريكة: حكومة الثورة ورثت اقتصاداً مأزوماً وسنعبر الصعاب
الخرطوم: حسين سعد
توقع الخبير الاقتصادي د. آدم حريكة، المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، اتساع دائرة الصعوبات الاقتصادية في العام الحالي بالسودان والعالم كله، بسبب مرض (كورونا) الذي انتشر بشكل كبير.
وقال حريكة في الدورة التدريبية التي تنظمها مؤسسة طمسون فاونديشن بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني بمقر (سونا) وانطلقت اليوم الأربعاء، إن الاقتصاد السوداني يعاني من تحديات كبيرة بجانب الانكماش، وارتفاع معدل البطالة بنسبة (22%) والفقر، وتدهور العملة المحلية أمام الأجنبية ووجود تشوهات عديدة واختلالات تشجع على الفساد والتهريب.
وأوضح حريكة، أن حكومة الثورة ورثت اقتصاداً مأزوماً، وأبدى في الوقت ذاته تفاؤله بحل الأزمات الخانقة، وذكر (أنا متفائل رغم الضيق الشديد والخراب الممنهج الذي طال كل شئ)، وأضاف: (لدينا إمكانيات كبيرة يجب ألا نحبط)، وبرر تفاؤله لوجود موارد ضخمة وفرص واسعة للمضي بالبلاد للأمام وإصلاح الأوضاع الاقتصادية ووقف التدهور والتضخم.
وشدد الخبير والمستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء على أهمية إجراء إصلاحات ضرورية تتمثل في الإصلاح المؤسسي وولاية وزارة المالية على المال العام ووجود علاقات واضحة بين المركز والولايات.
وقال حريكة، إن الإعلام بعد الثورة يعيش مرحلة حياة جديدة وإنه يؤدي دوراً كبيراً في الانتقال الحالي بالبلاد، كما يساهم في عكس معاناة الجماهير نتيجة الأسباب الاقتصادية التي وصفها بالخانقة والتركة الكبيرة والمثقلة التي ورثتها الحكومة الانتقالية عقب الإطاحة بالنظام المخلوع.
ووصف حريكة، الاقتصاد السوداني بالمأزم، ولفت إلى ما نعته بالدمار الكبير لمؤسسات الدولة والفساد، كما أن وزارة المالية لم تكن لديها ولاية على المال العام، وزاد (طوال الثلاثين سنة الماضية البلاد كانت في فوضيى ولا توجد مؤسسات حكم فعالة، بجانب غياب التخطيط ودمار الخدمة المدنية).
واعتبر الخبير الاقتصادي أن السودان خسر فرصة الإصلاح والنهوض إبان عائدات النفط الكبيرة، وأشار إلى أن عائدات البترول كانت نحو (6) مليارات دولار، بينما بلغ الاحتياطي حوالي (7) مليارات دولار، وأرجع نقص الوقود وشح الدقيق لعدم وجود الاحتياطي اللازم، ونوه إلى أن التضخم بلغ أكثر من (70%).
واستبعد حريكة، انسياب دعم كبير في الوقت الراهن، وقال إنهم يعتمدون على الموارد الذاتية، وأضاف (الإصلاح الاقتصادي يجلب تدفات نقدية كبيرة من المانحين والمغتربين)، وأوضح أن هناك جهات كثيرة على استعداد لدعم المناطق المتأثرة بالحرب بملايين الدولارات حال إجراء إصلاحات اقتصادية راشدة.
وكشف المستشار الاقتصادي، عن قيامهم بوضع برنامج وطني تنموي يلتف حوله الناس للدخول به في حوار مع المانحين وأصدقاء السودان والمؤسسات الدولية، وأردف (ليس لمساعدة السودان فقط، وإنما لمعالجة الديون وغيرها من القضايا الرئيسية).
وأشار حريكة إلى إمكانية انتعاش الاقتصاد حال تم رفع العقوبات وتوقيع اتفاق سلام شامل ودائم.