موكب (الثوب الأبيض) يندد بجرائم الإنقلاب ويؤكد اقتراب الخلاص
مدنية نيوز: آيات مبارك
شاركت مئات النساء أمس السبت في موكب (الثوب الأبيض) بشارعي العرضة والشهيد عبد العظيم (الأربعين سابقاً) بمدينة أمدرمان، والذي يعد موقفاً وإعلاناً دعائياً للمشاركة في موكب 30 يونيو المقبل، لإسقاط سلطة الإنقلاب العسكري تحت شعار (الطريق إلى 30 يونيو لتسليم السلطة للمدنين)، ورفعت المحتجات شعار (قاتل ولدي ما بيحكم بلدي) رفضاً لانتهاكات سلطة الانقلاب واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المتظاهرين السلميين، بجانب شعارات أخرى تُطالب بالحرية والعدالة والديمقراطية، والقصاص للشهداء.
وشارك في الموكب الذي دعت له كتلة كنداكات أمدرمان أكثر من 20 تنظيماً نسوياً مناهضاً لسلطة الإنقلاب العسكري، وكانت نقطة إنطلاقه من مستشفى وعد حتى مستشفى الأربعين اللذين يمثلان رمزية للمؤسسات الطبية التي تعالج مصابي الثورة مجاناً، ورفعت المشاركات رايات الشكر للأطباء، ورددن (شكرا شكرا جيشنا الأبيض) (شكرا شكرا مركز وعد).
وعند ملتقى انطلاقته تحدث ممثل الأطباء عن مستشفى، عن مدى خطورة الإصابات التي يتعرض لها الثوار، لاسيما إصابات (الرصاص المتناثر)، مؤكداً أنهم يواجهون مشاكلا كبيرة نسبة لتضاعف عدد الإصابات بسلاح الخرطوش الذي يعد سلاحاً قاتلاً يؤدي إلى الأذى الجسيم، والإصابات المزمنة والوفاة عند إصابته للصدر والدماغ، وذلك في حالة إنطلاق الرصاصة من حدود 30 إلى 30 متراً، مؤكداً أن قيمة السلاح لا تتعدى حدود الدولار، وهي ذخيرة رخيصة الثمن وتستخدم للصيد والتدريب على الرماية للمبتدئين، ويمكنها أن تصيب أكثر من شخص في وقت واحد.
وأمام منصة مستشفى الأربعين، أبانت الأستاذة إشراقة عثمان، الانتهاكات التي تمت ابتداءً من الإنقضاض على الوثيقة الدستورية وإعلان حالة الطوارئ، والطريقة التي تمت بها، ثم الإنتهاك الذي يتمثل في اللجنة الأمنية، وقالت: (يقابل ذلك المرارات التي تعرض لها الثوار من أجل حكم مدني واسترداداً لحقوق الشهداء، والذين يتم اعتقالهم من الشوارع وإيداعهم الحراسات حتى يتم تصديق الضمانات بسبب بلاغات يتم فحتها عقب اعتقالهم)، مضيفة أن البعض يقدم لمحاكمات حتى يتم شطب البلاغ، وعندما انتبهت اللجنة الأمنية لخطورة الأمر صارت ترحلهم إلى السجون بموجب استمارة أمر الطوارئ، وهناك يتعرضون لأسوأ أنواع المعاملة من ضرب وإساءة وإهانة بالألفاظ النابية، وهذا قبل إيداعهم الحراسات، كما يتم تجريدهم من كل مقتنياتهم ابتداءً من الأحذية وحتى الهواتف النقالة، وحلاقة رؤوسهم بصورة بها نوع من الإذلال، معتقدين من خلال ذلك كسر شوكة الثوار.
وأوضحت إشراقة، أن الثوار وفور خروجهم من السجن وعندم سؤالهم يجيبون بأنهم في الطريق الى الموكب القادم، مؤكدة قوة الشباب الثائر وتمسكهم بالمبادئ، وإيمانهم بقضاياهم، وتابعت: (الانتهاك الأخير هو الإعلان الأخير عن رفع حالة الطوارئ، والتي لا زالت موجودة، ولا يزال الثوار تتم محاكمتهم وفقا لقانون الطوارئ، مشددة على أن التظاهر السلمي يعد حقاً مشروعاً بموجب المواثيق الدولية، وفي كل المعاهدات التي وقع عليها السودان، وفيها حق التظاهر السلمي مشروع، وهذا لا يدع مبرراً لاعتقال ثائر كل ما يمتلكه هو عبارة عن هتاف او علم. ودعت إلى الالتزام التام بالسلمية من خلال مليونية الخلاص في 30 يونيو المقبل.
من جانبها قالت عضو كتلة كنداكات أمدرمان، وعضو المكتب الموحد للأطباء د. أديبة إبراهيم السيد لـ(مدنية نيوز)، إن ارتداء الثوب الأبيض يُعد شكلاً من أشكال التنوع في النضال، والذي تم اختياره لأنه يشير إلى رمزية السلم وارتباطه بنضال المرأة السودانية ضد الإنتهاكات والضرب بالأسلحة الممنوعة دولياً، من متناثر الرصاص (سلاح الخرطوش)، والذي يؤدي إلى كسر في العظم دون جروح، ودعت أديبة الثوار إلى عدم محاولة استخراج متناثر الرصاص (السكسك) بمفردهم، وعليهم مقابلة الأطباء حتى لا تحدث مضاعفات في الجهاز العصبي.
وأشارت إلى فقدان 102 شهيد و400 جريح، إضافة إلى 4 حالات شلل تام، و33 حالة بتر أيدي وأرجل، وفقدان 15 ثائراً لأعينهم منذ بداية الاحتجاجات الرافضة للانقلاب العسكري، بالإضافة إلى إصابات أخرى ناتجة عن الاختناق بالغاز المسيل للدموع، وأضافت: (لا زلنا رافعين شعار لا تفاوض لا شراكة لا مساومة، وثورة ثورة حتى النصر).
ومن جهتها قالت عضوة كتلة كنداكات كرري جيهان عوض، إن موكب الثوب الأبيض هو واحد من سلسلة مواكب ابتدرتها التنسيقيات تمهيداً لموكب الخلاص في 30 يونيو، من أجل حكم مدني ديمقراطي، باعتبار أن اللون الأبيض هو لون السلم الطاهر بدون مزايدة، داعية كل القوى السياسية المتخفية مواجهة الثوب السوداني الذي يبدو واضحاً بصوت الحقيقة.