الجمعة, نوفمبر 22, 2024
مقالات

اليوم العالمي لمناهضة التعذيب

بقلم: محمد بدوي

في العام 1986 وقع السودان على اتفاقية مناهضة التعذيب، ظل هذا التوقيع حتى المصادقة في 2021، في هذا السياق برزت ادوار مهمة لعدة أجسام من المنظمة السودانية لضحايا التعذيب، ثم المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب التي اتخذت مقرا بمدينة لندن، داخل السودان كان مركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة، ومركز الامل لعلاج وتأهيل ضحايا التعذيب، بالإضافة إلى مركز النديم لضحايا التعذيب ومركز نظرة بالقاهرة.
جميعها ظلت تمثل جهودا في محاولات حمل السودان على المصادقة، وإنهاء ممارسة التعذيب، الإنصاف وإعادة التأهيل للضحايا، حيث مثلت فترة سيطرة الحركة الإسلامية واجنحتها السياسية حتى سقوطها في ابريل 2019 احدى الفترات التي شهدت ممارسة واسعة وممنهجة للتعذيب من قبل الأجسام المرتبطة بالسلطة، واخري بالمنظمات شبه العسكرية من المليشيات وبعض الحركات المسلحة، وهنا لابد من الإشارة إلى ان ارتباط نظام الحركة الإسلامية بعد استيلائه على السلطة 1989 ظل على علاقة بجمهورية إيران الإسلامية، الأمر الذي ارتبط بنقل التجربة عبر التدريب لعناصر النظام على مستويات جهاز الأمن والأمن الشعبي، الأيدلوجيا السياسية المرتبطة بالخطاب الديني وسياسية التمكين، وتديين الحرب الاهلية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان آنذاك، أدخل نمط التمييز بما جعل كل من هو على الطرف الآخر هدفا للتعذيب، حيث صدرت عدد من المطبوعات التوثيقية منها، بيوت سيئة السمعة، تجربة النقابي الراحل علي الماحي السخي، المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب، صحفي فى بيوت الاشباح، تجربة الصحفي محمد سعيد عتيق، وثالث توثيقي ضحايا التعذيب في السودان من مركز النديم، وكشفت عن اشكال التعذيب المرتبطة بالتجربة السودانية، في العام 2005 دشن مركز الخرطوم لحقوق الانسان حملة بالمشاركة مع المجلس الاستشاري بوزارة العدل لحمل الحكومة على المصادقة، لكن انتهى الامر مصطدما بموقف السلطة.

بالرغم من تعدد الأجسام التي مارست التعذيب، الا ان الرابط بينها ممارستها داخل مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية، الا انه تجدير الإشارة لتعرض بعض السجناء الذين تمت مقايضة فترات عقوبة السجن بالقتال آنذاك في الحرب الجهادية للجلد، حيث ان القتال لمدة عام مقابل لاسقاط عشر سنوات من السجن، وجاء الجلد كأحد اشكال التعذيب من قبل الامراء الجهاديين في حالة شرب الخمر، حيث الجلد 40 جلدة، كما برز التعذيب في المدارس الدينية من قبل بعض الشيوخ المعلمين.

بعض الحركات المسلحة مارست اشكالا من التعذيب في مواجهة عضويتها، والقادة الاهليين لأسباب الاتهام بمولاة السلطة الحاكمة وغيرها من الأسباب.

في الفترة الإنتقالية بث تلفزيون السودان برنامج بيوت الاشباح الذي واجه صعوبات في الوصول الى مراكز الاحتجاز للتصوير من داخلها، قبل ان يقطع إنقلاب اكتوبر استمراريته، كما بذلت نقابة المحامين جهدا مقدرا لصياغة مسودة لتجريم ومناهضة التعذيب سلمت لوزارة العدل لكنها لم ترى النور.

الاحتفاء باليوم العالمي لمناهضة التعذيب الذي يشهده العام 2022 من قبل تحالف الجبهة الديمقراطية للمحامين، وهيئة محامي دارفور وشركاءها والمركز الإفريقي للعدالة ودراسات السلام؛ يمثل خطوة ايجابية في سياق تعزيز الجهود، حيث ان الانضمام للبرتوكول الملحق من قبل السودان يمثل خطوة هامة، الى جانب اهمية استمرار جهود نقابة المحامين في ان ترى مسودة القانون الاجازة، لان ذلك سيمهدان الطريق للسبل التي يمكن بهما مناهضة التعذيب، حيث الحوجة للمحاسبة وفتح ملفات التعذيب الذي صار لا يسقط بالتقادم، ودولي الملاحقة المكانية.

هناك حوجة لمفوضية لضحايا التعذيب لأسباب بديهية، ان الناجين والضحايا اعدادهم كبيرة وواسعة، ولعدم اختزال ذلك في سياق لا يعزز المحاسبة والتأهيل والتعويض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *