إغتصاب النساء أبرز مظاهر الحرب في السودان
الخرطوم: عائشة السمانى
خرجت سارة من الحي الذي تسكنه هربا وخوفا من تزويجها قسريا، وسارة ذات ال16 عاما وهي تلهث من الخوف، حيث هربت من منزل ذويها لكي تختبئ من مصير اسود قادم اليها.
التقتها (مدنية نيوز) في مخبئها وتحدثت اليها، وقالت سارة: “ان صديقتها التي تسكن معها في الحي جوار منزل اسرتها تم تزويجها الى احد افراد مليشيات الدعم السريع غصبا عن اسرتها وتحت تهديد السلاح، واقتادوها الى حي اخر، واتصلت علي تلفونيا، وقالت “انهم وضعوها في المنزل تصنع الطعام طوال النهار لحوالي خمسة عشر شخصا، وفي الليل يتم اغتصايها من خمس افراد يوميا.
واضافت سارة: (طلبت مني الهروب لانها عرفت انهم سوف ياتوا الى منزلنا ويتزوجوها، واخبرتها انها لن تكون زوجة لشخص واحد بل لعدد من الاشخاص ويتعاملون معاها بعنف وقساوة، وطلبت منى ان لا اخبر اهلها حتى لا يحدث لهم مكروه، وانها استسلمت لمصيرها). وقالت ساره (لذا انا هربت من المنزل لكني قلقة على اهلي وأقول ربما يتم قتلهم اذا لم يجدوها).
ومن خوفها على اهلها مكثت سارة يومين ثم عادت الى المنزل، حيث فضلت ان تعود حتى تحمي اهلها وتنتظر مصيرها حتى للقتل، ولم تكن سارة وحدها بل هنالك حسب قولها وفي ذات الحي تم تزويج ثلاثة اخريات، لكنها لا تعرف هل وجدن نفس المصير لانها لم تسمع خبر عنهن. (سارة اسم مستعار).
ومن جهة اخرى افادت مصادر عليمة في منطقة شرق النيل تحدث ل( مدنية نيوز) ان الفتيات في المنطقة تعرضن للاغتصاب، وان عدد الحالات التي وردت للمستشفيات في المنطقة بلغت العشرات، واكدت المصادر انها قامت بعلاج عشر حالات شخصيا، وابانت ان اغلبهن فتيات ما بين عمر 15 سنة و 23 سنة، موضحة ان الاغتصابات كان يتم في مناطق ارتكازات قوات الدعم السريع حسب افادات الناجيات، ويتم اغتصاب الفتاة اغتصاب جماعي من اكثر من شخص، وأضافت المصادر (هنالك عدد من الحالات تواصلنا معهن لكنهن تراجعن ولم يصلن المستشفى او يتلقين العلاج، وعزت المصادر ذلك خوفا من ان ينكشف امرهن وفي ذات الوت قاموا بعلاج حالات داخل المنازل عبر اتصال من ذويهم خوفا من ان يعلم احد بما حدث لبناتهم.
واوضح ذات المصدر ان هنالك عدد من النساء والفتيات تم احتجازهن في منزل في منطقة سوبا بشرق النيل لاكثر من 10 ايام، وكان يتم اغتصابهن يوميا اغتصاب جماعي حتى قفدت ثلاثة منهن حياتهن. وبينت المصادر ان اغلب الحالات التي وصلت المستشفيات وجدت انها اصيبت ببعض الامراض متمثلة في السيلان والزهري والايدز.
وفي ذات السياق ذكر مصدر بغرقة طوارئ شرق النيل، ان هنالك عدد من حالات الاختفاء للفتيات، واضاف ان الغرف تسجل ما بين ثلاثة الى اثنين حالة اختفاء.
وكانت قد اندلعت في السودان حرب بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في 15 ابريل الماضي، وتعرض فيها المدنيون للقتل والنزوح، والنساء دفعن الثمن الاكبر وتعرضن لكل انواع العنف من الجسدي والفظي والقتل والاحتجاز.
من جانبها اوردت شبكة صيحة انها في شهر يوليو المنصرم، تلقّت معلومات مقلقة وخطيرة تفيد بأن أفرادًا من قوات الدعم السريع قد قاموا باختطاف نساء وفتيات واحتجازهن كرهائن في مناطق محددة من إقليم شمال دارفور، ومن ثمّ إطلاق سراحهنّ ليعدن إلى عائلاتهن مقابل فدية أو ربما بيعهن لاحقًا في الأسواق. وقد أكّد شاهد عيان في الفاشر بشمال دارفور أن قوات الدعم السريع أحضرت ثلاث نساء و/أو فتيات (قد يكن قاصرات؛ حيث لم يتم تحديد أعمارهن) إلى محلية دار السلام.
وقد ناشد المواطنون في المحلية قوات الدعم السريع لإطلاق سراح الرهائن. وافق جنود الدعم السريع على إطلاق سراح الرهائن مقابل فدية قدرها 30 مليون جنيه سوداني، ثمّ أُعطينَ هواتفًا محمولة للاتصال بأسرهم في الخرطوم لدفع المبلغ المطلوب. بعد مزيد من المفاوضات، تم دفع ما مجموعه 21 مليون جنيه سوداني، وتم بعد ذلك إطلاق سراح الفتيات الثلاثة. استقلّت الفتيات المُفرج عنهنّ حافلاتٍ من الفاشر عائداتٍ إلى الخرطوم.