تجاوب مع (القومة للسودان) والتبرعات تقارب (50) مليون جنيه
الخرطوم: عازة أبو عوف
تجاوزت المبالغ التي تم التبرع بها لمبادرة (القومة للسودان) التي أطلقها رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، قبل يومين، مبلغ (49) مليون جنيه سوداني، حيث وصلت قيمة التبرعات حتى مساء اليوم (49 مليون و(448) ألف و(408) جنيهات.
ورصدت (مدنية نيوز) عدد المعاملات حتى الواحدة ظهر اليوم الأحد والتي بلغت (٦٣) ألف و(٧٤٣) معاملة.
ويتوقع مراقبون زيادة عدد المساهمين في مبادرة (القومة للسودان)، وذلك بناء على الاستجابة العالية من قبل الشارع السوداني، وإعلان ابناء السودان في الخارج عن رغبتهم في المساهمة في بناء الوطن واقتصاده.
وتجئ الاستجابة لمبادرة رئيس وزراء الحكومة الانتقالية السودانية عبدالله حمدوك، بإطلاق حملة (القومة للسودان) لدعم الموازنة العامة واحتياجات البلاد في ظل الأزمة الاقتصادية وتحديات مواجهة وباء (كورونا) بعد خطابه للشعب السوداني الخميس الماضي: وقوله (إن الحكومة الانتقالية واجهت عقبات كثيرة منذ توليها السلطة في البلاد، على رأسها الأزمة الاقتصادية التي جاءت نتيجة إرث كالح للفساد والإهدار والتبديد لموارد الدولة، والعزلة الاقتصادية لعقود طويلة نتيجة لسياسات النظام السابق).
وأضاف: (بينما كنا نكافح لحل الأزمة الاقتصادية، ظهر فيروس كورونا الذي أثر بشكل هائل على الاقتصاد العالمي ولم يكن السودان استثناء).
ودعا حمدوك، خلال كلمته الشعب السوداني للتبرع الجماعي لمساعدة السودان لمواصلة تجليات وإرث الثورة المجيدة.
وبعد نهاية الخطاب سطر الشعب السوداني ملحمة أخرى لإكمال ثورته التي مهرت بدماء الشهداء وعزم الثوار على مواصلة الطريق لبناء السودان الذي يحلمون به، بدءا من أغنية سجلت لمجموعة من الشباب تحمل اسم المبادرة القومة للسودان تم إنجازها في ذات ليلة خطاب حمدوك.
وبعدها ضجت الأسافير مجيبة لهذا النداء وأعلن سياسيون وأحزاب سياسية والوزارء دعمهم للمبادرة والمساهمة فيها.
حيث اعتبر الحزب الشيوعي السوداني أن دعوة رئيس الوزراء د.عبد الله حمدوك (القومة للسودان) جاءت في ظرف تمددت فيه عناصر الثورة المضادة بحماية المكون العسكرى وولاة الولايات ولتلكؤ حكومة الفترة الانتقالية في القيام بخطوات واثقة لإنجاز أهداف الثورة، بل لم تستطع تقديم برنامج عملي للحكومة وسمحت بالاستمرار في تنفيذ سياسات النظام السابق الخارجية و الاقتصادية والقمعية، الأمر الذي فاقم أزمة البلاد.
وقال الشيوعي في بيان تحصلت (مدنية نيوز) على نسخة منه إن دعوة رئيس الوزراء وجدت استجابة واسعة واستحسانا لانها أعادت الأمل للشعب بإعادة الأمر له فمن يصنع الثورة ويواجه الموت من أجل التغيير يقدم كل نفيس لتحقيق تطلعاته في الحياة الكريمة.
وأعلن الحزب الشيوعي تأييده للمبادرة، ودعا عضويته وأصدقاءه وجماهير الشعب للتجاوب مع الحملة من أجل تحقيق شعارات الثورة بيد الشعب وهو القادر على حمايتها وتخطي الصعاب والعراقيل التي تعطل مسارها وهزيمة الثورة المضادة في الداخل والخارج (طبقا للبيان).
وتابع البيان أن الحزب راهن على الشعب في إسقاط النظام وتفكيكه عبر الانتفاضة حين يئس البعض، ويراهن الآن على الشعب في التغلب وإزالة كل المتاريس والعوائق أمام استكمال الثورة لمهامها وتحقيق تطلعاتها.
وذكر البيان أن الحزب خاطب رئيس الوزراء والحكومة الانتقالية في أول لقاء جماهيري بميدان المدرسة الأهلية بأمدرمان ونبهه أن وراءه شعب صنديد وطالبه باعتماد الحل الداخلي وأن يكون دور الخارج مساعدا وأن يتم استنفار طاقات الشعب الكامنة وتوظيف الموارد الداخلية والثروات لمصلحة الانتاج والمنتجين وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المقام الأول وأن يتم الاهتمام بمعاش الناس ورفع القيود والعراقيل من أمام الإنتاج والمنتجين وتصفية ركائز الرأسمالية الطفيلية والتوجه نحو السلام الشامل.
وأشار الحزب إلى أن نجاح مبادرة القومة للسودان يتوقف ويعتمد على كسب ثقة الشعب بالتوجه نحو تحقيق مصالح الشعب وتطلعاته باستعادة الأموال المنهوبة وشركات الذهب والبترول والمحاصيل النقدية للدولة وأن تؤول كل شركات القوات النظامية لوزارة المالية ورفض شروط صندوق النقد والبنك الدولي من رفع الدعم وتعويم العملة الوطنية والسير في سياسة تحرير السوق.
ودعا البيان الحكومة للتعامل بشفافية ووضوح مع الجماهير وأن تطرح برنامجا كليا للتأكيد بأن الحكومة تتجه في مسار الثورة وأن يتم تحديد أوجه الصرف مع الأسبقية للقطاع الصحي والمناطق التي طالتها سياسات التهميش واكتوت بالحروب، وان يتم ضبط شفافية الحملة حسابيا وتقوية الرقابة الشعبية، على أن تتبنى الحكومة عملية استيراد وتوزيع السلع الأساسية.
فيما أعلن حزب المؤتمر السوداني دعمه الكامل للمبادرة الشعبية للبناء والتعمير، التي أطلقها حمدوك، وقال إنها خطوة لبث الروح في الاقتصاد السوداني الذي عانى متلازمات عديدة من الأسقام التي أوهنت جسده.
ومن جهتها رحبت قوى الحرية والتغير، واعتبرها القيادي بقوى الحرية والتغيير وحزب البعث العربي الاشتراكي محمد ضياء الدين في تصريحات عقب خطاب حمدوك، سانحة جديدة تطرح نفسها لإبداع جديد للسودانيين في تعبيرهم عن حبهم لوطنهم، وتضحيتهم في سبيل رفعته وتقدمه.
وقال الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير كمال كرار إن اللجنة الاقتصادية دعت لتحقيق اوسع استجابة شعبية لحملة القومة للسودان، وأشار إلى أن اللجنة نادت جماهير الشعب السوداني لتسجيل ملحمة تاريخية أخرى من ملاحم ثورة دبسمبر المجيدة، وذلك بتحقيق أوسع استجابة شعبية لحملة القومة للسودان لدعم الحزينة العامة عبر التبرعات السخية التي تساهم في معالجة الأوضاع الاقتصادية بالبلاد.
وأفاد كمال كرار (مدنية نيوز) أن اللجنة الاقتصادية دعت لتوفير الوثائق اللازمة للمغتربين لتنفيذ مبادرتهم لدعم بنك السودان المركزي بالعملات الحرة عبر الوديعة الدولارية والتبرعات بالعملات الأجنبية الأمر الذي يفتح الطريق أمام تحقيق برنامج الثورة الاقتصادي والاجتماعي والتنموي.