شبكة صيحة تكشف أنماط جرائم الدعم السريع وتطالب بإنقاذ سكان جزيرة توتي
نيروبي: مدنية نيوز
دقت المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الافريقي (شبكة صيحة)، ناقوس الخطر، وطالبت المجتمع المدني المحلي والإقليمي والدولي والمبادرات السياسية تحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه ما يعانيه سكان جزيرة توتي، وأكدت أن ما يعانية إنسان جزيرة توتي لعام كامل يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأنظمة الدولية لحقوق الإنسان، واعتبرت ان استمرار هذا الوضع يجعل مليشيا الدعم السريع تتمادى في ارتكاب فظاعات أكثر دموية، وتكرار ارتكابها لجرائم العنف الجنسي بكل أشكاله.
وقالت شبكة صيحة في بيان اليوم الخميس، إن منذ اليوم الأول لاندلاع حرب ١٥ إبريل في السودان، ظهرت أنماط مختلفة لجرائم العنف الجنسي، معظمها ارتبطت بمليشيا الدعم السريع ومناطق سيطرتهم. مضيفة ان هذه الجرائم هي جرائم ممنهجة مرتبطة بتاريخ هذه المليشيا وسلوكها التاريخي في إقليم دارفور منذ العام ٢٠٠٣.
واشارت الى رصد 244 حالة لجرائم العنف الجنسي منذ اندلاع الحرب في السودان، ونوهت الى انه منذ اندلاع الحرب، أصبحت جزيرة توتي مغلقة ومحاصرة تمامًا، حيث تفرض المليشيا قيودًا صارمة ومعقدة على السكان تحد من حرية حركتهم وتمنعهم من مغادرة الجزيرة إلا باستخراج تصريح مسبب من قادة المليشيا.
نص البيان:
منذ اليوم الأول لاندلاع حرب ١٥ إبريل في #السودان، ظهرت أنماط مختلفة لجرائم العنف الجنسي، معظمها ارتبطت بمليشيا الدعم السريع ومناطق سيطرتهم. هذه الجرائم هي جرائم ممنهجة مرتبطة بتاريخ هذه المليشيا وسلوكها التاريخي في إقليم دارفور منذ العام ٢٠٠٣.
قمنا في شبكة صيحة برصد ٢٤٤ حالة لجرائم العنف الجنسي منذ اندلاع الحرب في السودان؛ وقد لاحظنا عددًا من الأنماط التي تتبعها مليشيا الدعم السريع في ارتكابهم لهذه الجرائم، وهي كما يلي:
– النمط الأول: نمط مرتبط بمنهج الغنائم، وهو نمط شائع نسبة لأن هذه المليشيا يحتوي تكوينها الأساسيّ على مجموعة من النهابة، هدفهم ودوافعهم الأساسية لاقتحام القرى والمدن هو نهب الممتلكات العامة والخاصة، وطرد السكان من منازلهم ومن أراضيهم لاحتلالها. ذهنية الغنيمة والتي هيّ محرّك أساسي لهذه المليشيا تدفعهم لاختطاف النساء والفتيات، حيث تمّ رصد وتوثيق حالات لبيع الفتيات كجزء من غنائم الحرب.
– النمط الثاني، نمط مرتبط باختطاف الضحايا وإخفائهن واغتصابهن، وفي بعض الأحيان يقومون بإعادتهنّ لأسرهنّ مقابل فدية مالية، أو يقومون بالاحتفاظ بهنّ لاستخدامهنّ في أعمال مرتبطة بالسخرة الجنسية، والقيام بالأعمال المنزلية لأفراد المليشيا.
– النمط الثالث: بعد قيامهم باقتحام رقعة جغرافية معينة ونهب كل ما يمكن نهبه واحتلالهم للمنازل والأعيان المدنية ثم يصبح وجودهم أمرًا واقعًا وجزءًا من حياة السكان يقومون باستهداف منازل بعينها واغتصاب الفتيات والنساء؛ بغرض الانتقام أو الإذلال، أو كوسيلة لفرض السلطة.
يمكن ربط تكرار هذه الأنماط بجريمة اغتصاب إحدى الفتيات في جزيرة توتي، في الأسبوع الثاني من شهر إبريل. حيث قاموا باقتحام منزل الضحية واغتصابها جماعيًا داخل منزلها وأمام أفراد أسرتها بعد تهديدها ووضع السكين على عنقها.
لاحقًا ووفقًا لبيان أصدرته غرف طوارىء توتي لم تكتفِ المليشيا بجريمة الاغتصاب فحسب، بل قامت بإطلاق النار في أول أيام عيد الفطر المبارك على المواطنين العزل داخل المسجد، الذين تجمعوا للتعبير عن سخطهم على جريمة الاغتصاب؛ ونتج عن ذلك إصابة سبعة أشخاص ووفاة أحد المواطنين.
ومنذ اندلاع الحرب، أصبحت جزيرة توتي مغلقة ومحاصرة تمامًا، حيث تفرض المليشيا قيودًا صارمة ومعقده على السكان تحد من حرية حركتهم وتمنعهم من مغادرة الجزيرة إلا باستخراج تصريح مسبب من قادة المليشيا.
ومع طول أمد الحصار تضاعفت معاناة سكان جزيرة توتي، وأخذت أشكالاً مختلفة، ظهرت في حرمان المواطنين/ات من تلقي المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية، وإرغامهم على التعامل في كل مناحي الحياة اليومية وشراء حاجاتهم الأساسية من أفراد مليشيا الدعم السريع.
إن ممارسات الدعم السريع في مناطق سيطرتهم لا يمكن أن توصف إلا بأنها ضمن أنماط الاسترقاق والعبودية. إضافة إلى سرديات المليشيا وخطابها الواضح في حقهم في استباحة بيوت المواطنين؛ كلها ممارسات ارتبطت ارتباطًا وثيق بالرق وتقع في قلب تعريفه، ومن المؤسف أن تلك الممارسات ليست وليدة حرب إبريل، لأن مليشيات الجنجويد مارستها بارتياح لعقود من الزمان في استرقاق مجتمعات كاملة في قرى ومدن دارفور في ظلّ نظام البشير والإسلام السياسي، كما مارستها العديد من المليشيات في مناطق جنوب كردفان وفي مناطق شرق دارفور على المواطنين من جنوب السودان إبّان حرب الجنوب، تحت سمع وبصر الدولة السودانية وبالتعاون معها منذ الثمانينات.
ما يعانية إنسان جزيرة توتي لعام كامل يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأنظمة الدولية لحقوق الإنسان، واستمرار هذا الوضع يجعل مليشيا الدعم السريع تتمادى في ارتكاب فظاعات أكثر دموية، وتكرار ارتكابها لجرائم العنف الجنسي بكل أشكاله.
ما يجعلنا نحن في شبكة صيحة ندق ناقوس الخطر، وعلى المجتمع المدني المحلي والإقليمي والدولي والمبادرات السياسية تحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه ما يعانيه سكان جزيرة توتي.