الخميس, أكتوبر 17, 2024
أخبارسياسة

شبكة صيحة تدعو إلى الوقف الفوري للعنف المتصاعد ضد المدنيين في الفاشر

نيروبي: مدنية نيوز

أعربت المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الأفريقي (شبكة صيحة) عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف والمعاناة في الفاشر، شمال دارفور، حيث تتزايد الفظائع ويحدّق خطر الإبادة الجماعية بالمنطقة.

وأدانت صيحة في بيان اليوم السبت، بشدة القصف العشوائي الذي نفذته قوات الدعم السريع في ١ أكتوبر ٢٠٢٤ على الأسواق ومراكز النازحين، والذي أدى إلى مقتل أكثر من ١٠٠ مدني وإصابة أكثر من ١٥٠ شخصاً. مبينة انه في اليوم نفسه، أكدت فُرق صيحة الميدانية أن قوات الدعم السريع اقتحمت بعض المنازل داخل المدينة، من بينها منزل خاطر آدم عبد الله، حيث قتلت زوجته وأصابت اثنتين من بناته.

واضافت انه في ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٤، قامت قوات الدعم السريع باختطاف عدد غير محدد من النساء النازحات، بينهن حوامل، وفتيات من مركز مدرسة الشرقية للبنين؛ ما زالت أماكن تواجدهنّ مجهولة، وهناك مخاوف من تعرضهن للعنف الجنسي المرتبط بالصراع، وللقتل.

في ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤، قصفت قوات الدعم السريع سوق المواشي في الفاشر، مما أسفر عن مقتل ٦٢ شخصاً، وفقاً لمصدر من المستشفى السعودي، وإصابة أكثر من مئة آخرين.

واكدت الشبكة ان الوضع في الفاشر أصبح مأساوياً: “المدينة محاصرة من قِبل الدعم السريع وتعطّل وصول المساعدات الإنسانية، مما يزيد من حدة انعدام الأمن الغذائي بين السكان. كما تم تدمير المستشفيات نسبةً للقصف الجويّ، بما في ذلك استخدام البراميل المتفجرة من قبل القوات المسلحة السودانية في القرى والمدن المجاورة بشمال دارفور:.

ونوهت الى انه لا يوجد مكان آمن للمدنيين، ويتفاقم الوضع نسبةً للنزوح المتكرر، حيث يتجاوز عدد النازحين في الفاشر والمناطق المحيطة أكثر من مليوني شخص، معظمهم من النساء والأطفال. صرحت إحدى الناجيات قائلة: “لا أستطيع النوم، ولا أشعر بأنني طبيعيّة. عندما أخرج، أشعر بالضياع، ولا أستطيع العثور على الطريق عندما أحاول الذهاب إلى أي مكان”. يجب ضمان حماية المدنيين وخاصة النساء والأطفال لتهيئة بيئة أكثر أمنًا واستقرارًا في ظل هذه الظروف بالغة القسوة.

إلى جانب ذلك، فإن الناشطين والناشطات في غرف الطوارئ المحلية والنشطاء والناشطات يتعرّضون للقتل والاعتقال والاحتجاز التعسفيّ من قبِل الأطراف المتحاربة نتيجة لتقديمهم للمساعدات الإنسانية.

واكدت صيحة ان أسواق الفاشر تتعرض لقصف مستمر وكثيف، مما يعيق القدرة على شراء المواد الأساسية. كما كانت الفاشر في السابق شريان الحياة لمئات الآلاف من النازحين والنازحات وسكان القرى المجاورة للحصول على الرعاية الطبية، لكن انهيار القطاع الصحيّ حالَ دون وصول النساء إلى خدمات الرعاية الصحية، مما تسبب في وفاة النساء الحوامل والأطفال. كما تتعرض النساء والفتيات للاستغلال الجنسي من أجل البقاء نتيجةً للوضع الإنساني المتردّي. كما تم توثيق حالات زواج قسريّ لفتيات صغيرات، حيث تلجأ الأسر إلى تزويج بناتهم مقابل الطعام أو المال لتجنّب المجاعة.

ونبهت الى ان الخطر الحالي للعنف الجنسي كبير للغاية، ويستدعي أنماط العنف الجنسي والفظاعات التي حدثت في مدن ومناطق أخرى من دارفور، تحديدًا الجنينة في غرب دارفور في يونيو ٢٠٢٣. نعتقد أن عدد النساء المتأثرات بالعنف الجنسي أكبر بكثير مما تم توثيقه، وذلك بسبب صعوبة التبليغ إلى جانب الوصمة المرتبطة بالإبلاغ عن حالات الاغتصاب.

استجابةً لهذا الوضع، ادانت شبكة صيحة بشدة العنف المستمر والفظائع التي تُرتكب ضد المدنيين في الفاشر وفي جميع أنحاء السودان، وتحث الجهات الدولية والإقليمية، وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، على اتخاذ الإجراءات التالية:

١. اتخاذ قرارات واضحة وخطوات جادة لضمان حماية المدنيين في الفاشر ومناطق شمال دارفور وبقية مناطق السودان. تظل الحماية مسألة حيوية في تمكين الوصول إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية، بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات.

٢. العمل بشكل جاد في تحقيق العدالة ومحاسبة مرتبكي جرائم العنف والفظاعات ضد المدنيين في دارفور وجميع أنحاء السودان.

٣. الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف الأعمال العدائية، والموافقة على استراتيجية فاعلة لحماية المدنيين، واتخاذ خطوات ملموسة لضمان فعالية هذه الجهود.

٤. الاستمرار في دعم المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني من خلال تعزيز القدرات وحماية المتطوعين والمتطوعات والعاملين والعاملات في الخطوط الأمامية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *