الخميس, يناير 23, 2025
أخبارسياسة

بيان مشترك يؤيد عقد امتحانات الشهادة ويحذر أطراف الحرب من ترهيب الطلاب

نيروبي: مدنية نيوز

وجه بيان مشترك منسوب للمجتمع المدني والمثقفين والشخصيات الوطنية حول بدء امتحانات الشهادة الثانوية السودانية؛ تحذيرًا صارمًا لجميع الأطراف في السودان بعدم التسامح مع أي محاولة لاستغلال الطلاب أو ترهيبهم أو تعريضهم للخطر خلال هذه الفترة الحرجة.

وأكد أنه يتعين على السلطات الحكومية الامتناع عن أي محاولات لاستهداف أو ترهيب الطلاب القادمين من مناطق تسيطر عليها الدعم السريع. كما يجب على الدعم السريع تأمين مرور آمن للطلاب إلى مراكز الامتحانات والامتناع عن تعريضهم أو تعريض تلك المراكز لأي شكل من اشكال العنف.

وقال البيان الذي تم توزيعه للتوقيع عليه، إن قصف مراكز الامتحانات أو عرقلة وصول الطلاب بأمان سيكون جريمة يدينها الشعب السوداني والمجتمع الدولي على حد سواء. وأعلن الموقعون أنهم سيظلون يراقبون ولن يترددوا في التصدي لأي انتهاكات يتعرض لها الطلاب أو الكشف عنها، بجانب التصدي لأي طرف يعرض هولاء الطلاب للخطر أو يحاول عرقلة سير عملية الامتحانات.

 

وفيما يلي النص الكامل للبيان:

بيان مشترك من المجتمع المدني والمثقفين والشخصيات الوطنية حول بدء امتحانات الشهادة الثانوية السودانية

دفاعاً عن تطلعات الطلاب السودانيين في ظل الحرب

في ضوء تدشين امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة منذ 2023، في 28 ديسمبر 2024، نجد نحن الموقعون أدناه من أعضاء المجتمع المدني السوداني والمثقفين والشخصيات القومية، أن من واجبنا مخاطبة هذه اللحظة وما تحمله من دلالات على مستقبل السودان.

يخوض 343,644 طالباً وطالبة، من بينهم 120,724 من المناطقة غير الآمنة و46,553 خارج السودان، هذه الامتحانات، وتشكل الفتيات والنساء الشابات 60% من الممتحنين. تعكس هذه الأرقام مزيجاً من الصمود الملحمي والمأساة الأسطورية—الصمود الذي يعكسه إصرار طلابنا على متابعة التعليم رغم التحديات، والمأساة التي تتجسد في حقيقة ان 35% من هؤلاء الطلاب نازحون ومشردون من ديارهم. إضافة إلى ذلك، فإن أكثر من 100,000 طالب سوداني لن يتمكنوا من أداء الامتحانات بسبب ظروف الحرب المستمرة.

ولكن المساواة في الظلم ليست عدالة.

إن إجراء هذه الامتحانات يتجاوز كونه ضرورة إدارية؛ بل هو إعلان قوي ضد الحرب التي تهدد بتدمير نسيج أمتنا. وبينما ندرك التحديات الهائلة السائدة في كل انحاء بلادنا، فإننا ندعم بشكل قاطع قرار المضي قدماً في إجراء هذه الامتحانات. هذا القرار هو تأكيد على أن مستقبل السودان لن يستسلم للعنف، وأن الطموحات الأكاديمية لشبابنا لن تُجهض أو تتوقف بسبب الحرب وسياساتها الدامية.

إننا نُحيي الشجاعة الاستثنائية لطلاب السودان الذين، رغم التحديات الجسيمة، ظلو متمسكين بسعيهم لطلب التعليم. إن شجاعتهم وصمودهم هو شهادة على الروح التي لا تنكسر لشعبنا. لكن الصمود وحده لا يمكن أن يوازن العواقب الوخيمة للحرب.

وبينما نثمن الخطوات التي اتخذتها وزارة التربية لضمان إجراء الامتحانات في ديسمبر لأولئك الذين يستطيعون خوضها، فإننا أيضاً نثني على القرار الإيجابي والاستباقي للوزارة بإعلان جولة إضافية من الامتحانات خلال ثلاثة أشهر للطلاب غير القادرين على المشاركة في هذه الامتحانات بسبب ظروف الحرب. ومع ذلك، نؤكد أن العدالة في التعليم تتطلب أكثر من الإنصاف الإجرائي. إن عدم قدرة أكثر من 100,000 طالب على أداء امتحاناتهم بسبب ظروف الحرب يمثل تذكيراً صارخاً بحجم الأزمة السودانية وضرورة مواجهة هذه الظروف والتغلب عليها.

تكافؤ الفرص في التعليم هو واجب أخلاقي وضرورة عملية. يجب أن يصاحب الإعلان عن الجولة الثانية من الامتحانات خطوات عملية لدعم الطلاب الأكثر تأثرا. يتعين على السلطات الحكومية العمل بشكل استباقي لضمان عدم حرمان الطلاب في المناطق المتضررة من الحرب من حقهم في التعليم. لا يجب أن يُترك هؤلاء الطلاب كرهائن للحرب وأجنداتها السياسية. تشمل هذه الخطوات إيجاد حلول لوجستية تتيح وصولهم للامتحانات، وتقديم الدعم المباشر للطلاب النازحين، وبذل جهود حثيثة لمعالجة العوائق البنيوية التي فاقمتها الحرب.

ندعو المنظمات الدولية، وعلى رأسهم مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، واليونيسف، واليونسكو، وغيرهم من الفاعلين الدوليين، بإلالتفات الي إيلاء هذا الملف الاهتمام الذي يستحقه بشكل عاجل. يجب على المجتمع الدولي ممارسة الضغط على جميع الأطراف، وخاصة قوات الدعم السريع، لضمان تمكين الطلاب من متابعة تعليمهم وأداء امتحاناتهم بأمان ودون تخويف. لا يجب أن يصبح الطلاب السودانيون رهائن لأجندات سياسية.

كما نوجه تحذيرًا صارمًا لجميع الأطراف: لا يمكن التسامح مع أي محاولة لاستغلال الطلاب أو ترهيبهم أو تعريضهم للخطر خلال هذه الفترة الحرجة. يتعين على السلطات الحكومية الامتناع عن أي محاولات لاستهداف أو ترهيب الطلاب القادمين من مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع. كما يجب على قوات الدعم السريع تأمين مرور آمن للطلاب إلى مراكز الامتحانات والامتناع عن تعريضهم أو تعريض تلك المراكز لأي شكل من اشكال العنف. إن قصف مراكز الامتحانات أو عرقلة وصول الطلاب بأمان سيكوم جريمة يدينها الشعب السوداني والمجتمع الدولي على حد سواء. سنظل نراقب ولن نتردد في التصدي لأي انتهاكات يتعرض لها الطلاب أو الكشف عنها، وسنتصدى لأي طرف يعرض هولاء الطلاب للخطر أو يحاول عرقلة سير عملية الامتحانات.

ان التعليم هو درعنا ضد العسكرة. إن استمرار التعليم لا يمثل مجرد أولوية أكاديمية؛ بل هو ضمانة ضد تعميق الحوب. إن حرمان شبابنا من التعليم سيغذي نيران الحرب عبر دفعهم إلى دوائر العسكرة والتجنيد والعنف. لحماية مستقبل السودان، يجب أن نضمن أن مكان أطفالنا وشبابنا هو في الفصول الدراسية، وليس ساحات المعارك.

في مواجهة الحرب، فإن الحفاظ على التعليم هو منارة أمل وشهادة على تصميمنا الجماعي على بناء سودان مسالم ومستقر ومزدهر. دعونا نقف معًا للدفاع عن حق كل طالب سوداني في الحلم والتعلم والمساهمة في مستقبل أمتنا. ندعو الجميع إلى العمل بشكل جماعي لحماية وإعادة بناء نظام تعليمي يدعم العدالة والمساواة والمرونة لجميع الأطفال السودانيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *