إذلال على الحواجز: معاناة النساء في نقاط التفتيش بين نيران الجيش والدعم السريع
نيروبي : مدنية نيوز
نورا واحدة من الإلاف من النساء السودانيات التي اضطررن للهروب من جحيم الحرب في السودان ٫وصلت الى مدينة الدبة بالولاية الشمالية قادمة من الفاشر بعد حصار قوات الدعم السريع لها وقصفها بالاسلحة الثقيلة وانعدام المواد الغذائية .
استطاعت نورا مع الإلاف من النازحين مغادرة الفاشر لكن معناتهم لم تنتهي بعد فقد بدأت معاناة المرور من نقاط الارتكاز العسكرية سوا كانت في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع او القوات المسلحة السودانية .
تقول نورا بمجرد خروجنا من الفاشر تم ايقافنا من قبل قوات تتبع للدعم السريع انزلوا النساء وشروع بعد ذلك في اذلالنا واهانتنا وضربنا بالعصى .
وطلبوا منا خلع ثيابنا والدوران وتم تهديدي بقتل طفل اختي الرضيع إذا لم استجب لطلبهم واستجبت تحت الضرب والتهديد ..وبعد وقت من ذلك جاء أحدهم وطلب من أفراد القوات اخلاء سبيلنا ..
تروي لنا نورا قصتها في احد قهاوي مدنية عطبرة التي اضطررنا المبيت بها بسبب كثرة نقاط التفتيش بالولاية الشمالية حيث قضينا اكثر من 10 ساعات في مسافة كانت تقدر ب4 ساعات من الدبة الى عطبرة ..
بين كل كيلو متر تقريبا توجد نقطة تفتيش بها عدد من المستنفرين للجيش السوداني لايتجاوز بعضهم سن ال18 عاما ..يصعدون الى البصات ويشتبهون ببعض الركاب وينزلون الجميع للتفتيش ويبدأ التحقيق مع المشتبه بهم لساعات ثم يطلقون سراحهم ويتكرر هذا المشهد بعد أقل من ساعة في نقطة تفتيش اخرى ..
نورا لم تتضجر كبقية المسافرين من تعنت المستنفرين في اجراءات التفتيش بالرغم من انه تم تمييزها وانزال برامج لإرجاع المحذوفات من هاتفها الا انها كانت ترى أن هذا لايساوي شيئا مما تعرضت له سابقا ..
بكت نورا وهي تحكي في منتصف الليل للمسافرات عن هول ماحدث لهم وتقول:” عايزة أصل بورتسودان لزوجي واقفل بابي وابكي بأعلى ماعندي من قوة ”
بكت وبكينا جميعا نحن النساء الذين تختلف قصصنا عنها ولكل واحدة قصة من المعاناة تختلف بيننا من سرق منزلها الذي إنفقت فيه كل ما ادخرت واخرى فقدت شقيقها الذي يعمل بالجيش واخرى تبحث عن اسرتها التي افترقت بهم الطرق لحظة نزوحهم .
قصصهن تشابه قصص الكثير من السودانيات اللاتي اهدرت الحرب كرامتهن وسلبت ارواحهن واجسادهن وقتلت ابنائهن واغتصبت بناتهن .
استمرار النزوح
تبقى معاناة النازحين مستمرة وسط عدم امان الطرق حيث يضطرون الى اتخاذ طرق بديلة للنجاة بانفسهم من ارتكازات الدعم السريع لكنهم قد يواجهون الموت بسبب وعورة الطريق وهو ماحدث في الايام الماضية حيث قضى أربعة نازحين نحبهم وأُصيب ثلاثة وعشرون آخرون بجروح متفاوتة الخطورة إثر حادث سير مأساوي حدث خلال رحلة فرارهم من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية. الحادث وقع عند البوابة الغربية لمشروع شركة “أمطار”، حيث انقلبت شاحنة كانت تقل النازحين، ما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات متعددة، وفق ما أفادت به مفوضة العون الإنساني بمحلية الدبة، كوثر قيلي، في تصريح صحفي.
مدينة الدبة وعدد من مدن الولاية الشمالية تستقبل يوميًا آلاف النازحين الفارين من مدينة الفاشر ومخيم زمزم، نتيجة تصاعد وتيرة القتال في المدينة واستمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ أبريل من العام الماضي.
و يواجه النازحون ظروفًا قاسية في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية وتدهور الخدمات الأساسية.
و تشير تقارير إلى أن أكثر من 121 ألف أسرة قد غادرت الفاشر خلال الأشهر الماضية، وسط أوضاع أمنية متدهورة وانعدام مقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك المياه والغذاء والرعاية الصحية.
طرق غير آمنة
وتقول المديرة الاقليمية لشبكة نساء القرن الافريقي “صحية”هالة الكارب لمدنية نيوز : إن الانتشار الواسع للنزعة العسكرية في المجال المدني وفي المدن والقري السودانية يُهيئ بيئة غير آمنة للنساء والفتيات وللمدنيين ويعرضهن بشكل مستمر للأذى والاعتداءات والعنف الجنسي ضد المرأة والأطفال في كل أقاليم السودان.
واضافت ان النساء يتعرضن بانتظام للانتهاكات في نقاط التفتيش وعند محاولتهن العبور من مناطق الدعم السريع الي مناطق الجيش. كما تعاني النساء من انتشار القوات العسكرية في المدن مما يعيق حراكهن بحثا عن وسائل الرزق واشارت الى ان فى ولاية الجزيرة ترفض العديد من المجتمعات السماح لبناتهن واطفالهن باستئناف الدراسة نسبة لعدم امان الطرق.
واوضحت ان النساء في مناطق دارفور يتعرضن للاختطاف والاغتصاب في حراكهن نحو مناطق اكثر امنا او لتلقي الخدمات.
وقالت هالة ان هذه الحرب تجلت وحشيتها في الانتهاكات ضد النساء والبنات.
و طالب بالعدالة وانهاء حالة الحصانة اللانهائية تجاة حملة السلاح لإيقاف العنف المتواصل ضد النساء.
[14:36, 31/07/2025] حسين سعد رزق الله محمد: