يا أغلى من دمي يا حبيبتي يا أمي
بقلم: حسين ود خيرمنو
للعام الثاني على التوالي عقب حرب 15 أبريل في السودان إفتقدت أمي خيرمنو معايدتي لها في 21 مارس من كل عام ،حالي كحال الكثير من السودانيين والسودانيات الذين إفتقدوا هذه المعايدة السنوية وكلمات التقدير،واليوم وبعد مرور نحو (24) شهراً من هذه الحرب الكارثية تقف العديد من الأمهات بصبر جميل، وحزن عميق وهن يستقبلن خبر موت إبنائهن أوإعتقالهم في العديد من المعتقلات، فضلا عن العديد من حالات الاختفاء القسري ،ونزوح نحو (13) مليون داخل وخارج مع ظروف إنسانية بالغة السوء يعيشها النازحون جراء فقدان مقومات الحياة من غذاء وكهرباء ومياه شرب نقية، وخدمات صحية وتعليم.
وبحسب تقارير لمنظمات عالمية فأن نحو (26) مليون سوداني يعيشون في حالة انعدام الأمن الغذائي، وتضرر (25) مليون طفل ، وحرمان حوالي (20) مليون طفل من التعليم بعد تعطيل المدارس لحوالي عامين، إضافة لتدمير وتخريب مؤسسات التعليم العام والعالي، وجعل ما تبقى منها ثكنات عسكرية فضلاً عن تدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية والمصانع والأسواق والبنوك،وخروج المشاريع الزراعية من دائرة الإنتاج لاسيما شيخ المشاريع الزراعية مشروع الجزيرة والمناقل عقب دخول قوات الدعم الدعم السريع الي الولاية في ديسمبر 2023م ،وتدمير المشروع وتناقص المساحات الزراعية بشكل كبير،وإنهيار النظام الصحي بسبب خروج ٨٠ ٪من المستشفيات من الخدمة والهجوم على الكادر الطبي.
كما يحتاج (15) مليون مواطن للخدمات الصحية،لم تكن أسوأ الكوابيس تحمل مشاهد أكثر قسوة من تلك التي يعانيها إنسان السودان لاسيما النساء ، ولكنه أصبح واقعا تعيشه النساء كل يوم بل كل لحظة، إذ باتت اللحظة الواحدة تحمل الكثير من الأحداث الدامية فحزني علي معايدتي أمي (خيرمنو) ودعواتها لي تجددت للعام الثاني علي التوالي، وكذلك فقداني لقفشات خالتي (فاطمة) والدة صديقي وزميلي الجسور أيمن سنجراب حيث كنا نقدم الهدايا في وقت واحد الى (خيرمنو ) وأمي (فاطمة)، وفي هذه المناسبة العظيمة أستلف كلمات الشاعر الراحل هاشم صديق (كفاية أقيف وأنقش في جناح الريح…كلامي الدايرو يوصل ليك…يخلي الريح تترتر في المسافة عروس…تحيل كل الصحاري بروش…مضفرة بي سعف بلدي مرسلة ليك يا أمي) وفي الختام أردد مع الشاعر التيجاني حاج موسى هو يقول:(أمي الله يسلمك …يديك لي طولت العمر ..ختيتي في قلبي اليقين يا مطمناني بطمنك..أمي الله يسلمك).