الخميس, أبريل 24, 2025
تقاريرثقافة وفنونسياسة

(ناجية).. فيلم يعكس واقع النساء في الحرب ويناهض خطاب الكراهية

كتب: حسين سعد

(ناجية) فيلم قصير من إخراج وتمثيل عنان وعبير وعبد الله يعبر عن فن المقاومة و تاريخ أحداث السودان المؤثرة من وجهة نظر لاجئة ويناهض الفيلم خطاب الكراهية والعنصرية،ويعكس معاناة النساء في ظل حرب منتصف أبريل بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ، التي وقعت بسببها إنتهاكات عديدة طالت النساء والفتيات وكبار السن،وتجرعت النساء مرارة الذل والهوان والإغتصاب والقتل والإعتقال والتشرد والنزوح،وأدت عنان دور الممثلة (ناجية) في الفيلم،وكانت (الشقيقتان) قد شاركتا في سمنار السينما السودانية الذي نظمته جامعة السوربون بحضور عدد كبير من المخرجين والممثلين والمهتمين السودانيين،وخلال أيام الحرب الكارثية برزت العديد من النساء والفتيات اللواتي يمارسن هواية،وأشكال مختلفة من الاعلام والتصوير والتوثيق والاخراج الفني و الرسم، واستطعن من خلال الافلام والمقالات ولوحاتهن وجدارياتهن إيصال رسائل قوية تعزز من السلام والتعايش المجتمعي ونبذ العنف والكراهية، في صورة تعكس إصرار الكنداكة السودانية لنيل حقها في المشاركة في الحياة العامة، والوقوف ضد الحرب التي ضاعفت من معاناتهن بشكل أكبر،وتقول عنان عبد الله كاتبة السيناريو وممثلة دور (ناجية) إن صوت دعاة الحرب أعلي من الأصوات المنادية بإيقافها وهنالك خطاب كراهية وعنصرية متنامي وشددت علي ضرورة وقف الحرب وتحقيق شعارات ثورة ديسمبر (حرية سلام وعدالة) من جهتها تقول مخرجة الفيلم عبير عبد الله ان الحرب فرضت علي السودانيين والسودانيات واقع أليم وإنتهاكات عديدة وأضافت الفيلم يعكس جزء من عملنا في التوثيق للانتهاكات.

الجدير بالذكر ان خطاب الكراهية في السودان صار حاضر بشكل يومي في بعض المواد الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية والمواد المتداولة علي شبكات التواصل الإجتماعي،وأصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحات معارك للخطاب التحريضي، مما أدى إلى تصاعد العنف. ولم يؤدي ذلك الى التحريض على الكراهية فحسب، بل أجج أيضا المظالم التاريخية، وعمق الجراح القديمة،وفي حروب السودان المتطاولة، كان هنالك خطاب كراهية ضد مكونات إجتماعية كما أجج نظام الحركة الاسلامية النعرات الدينية وإعتقل وشرد القساوسة ومنع الاحتفالات الدينية لاسيما خطاب عمر البشير في القضارف في يوليو ٢٠١١م بقوله (تاني دغمسة مافي) والحكم الشريعه الاسلاميه والهوية العربية منذ ذلك التاريخ كان هناك خطاب كراهية بحق المسيحيين في السودان وعدم إحترام التنوع والتعدد في السودان ،وعقب إنقلاب البرهان في أكتوبر ٢٠٢١م تمدد خطاب الكراهية والعنصرية في السودان بشكل كبير، وتزايدت وتيرة خطاب الكراهية عقب الحرب التي إندلعت في 15أبريل ٢٠٢٣م بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وأججت هذه الحرب الكارثية الكثير من النعرات القبلية في المجتمعات، حيث يعمل خطاب الكراهية على تحفيز مشاعر الحقد والضغينة تجاه جماعة معينة بسبب العرق أو العقيدة أو الجنس؛ ما يؤدي إلى الانتهاكات الجماعية لحقوق الإنسان،ويعود ذلك لعدد من الأسباب منها غياب دور وسائل الإعلام التي أفسحت المجال لمواقع التواصل الاجتماعي التي تحكمت في صناعة الرأي العام وتوجيهه، عبر المؤثرين في المنصات المختلفة غالبيتهم لديهم اغراض شخصية ويعبرون عن مواقف واجندة لجهات توظف قدراتهم في خدمتها ويلاحظ ذلك في الفديوهات واللايفات وبعض المقالات القصيرة. هذا الخطاب للأسف انخرطت فيه قيادات مجتمعية وسياسيون وصحفيون ومؤثرون في مواقع التواصل الاجتماعي داعمين لطرفا الحرب القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع،فالمراقب لمواقع التواصل الاجتماعي يلاحظ أنها اصبحت ساحة لخطاب الكراهية، باعتبار ما توفره الشبكة من إمكانية النشر بأسماء مستعارة أو مجهولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *