جماهير النيل الأزرق تحتفل بالسلام وتؤيد اتفاق (حمدوك – الحلو) على أنغام (الوازا)
النيل الأزرق: هويدا من الله
تواصلت الاحتفالات المؤيدة للاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه من قبل رئيس مجلس الوزراء، ورئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو، وشهدت ولاية النيل الأزرق مواكب سلمية مؤيدة لذلك الاتفاق وللاحتفال بتوقيع السلام بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح بعاصمة جمهورية جنوب السودان جوبا مؤخراً.
وطبقاً للمتابعات فقد خرجت الجماهير بمختلف إثنياتها تأييداً لاتفاق (حمدوك- الحلو) الذي تم توقيعه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في (3) سبتمبر الماضي، واحتفالاً بالاتفاق الذي تم توقيعه في جوبا في (3) أكتوبر الجاري بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح، باعتبار أنهم ظلوا ينتظرون السلام لسنوات طويلة لإنهاء معاناتهم جراء النزوح واللجوء التي افقدتهم أرواحاً عزيزة وممتلكات وتسببت في إصابات وجراح للكثيرين وحرمتهم من التنمية.
ورغم الاختلاف السياسي بين مكونات الحركة الشعبية، لكن الجماهير خرجت، رغبة في السلام الذي ظل يمثل مطلباً تاريخياً، وهدفاً لثورة ديسمبر التي أطاحت بالنظام الذي توسعت رقعة الحروب في عهده.
وكان تعبير المشاركين في المسيرة مختلفاً باختلاف خلفياتهم الثقافية والقبلية والمناطقية، حيث خرجوا يرقصون على أنغام (الوازا) و(الجالك) و(البلاشورو) و(البلانقرو) والكثير من الآلات الموسيقية المحلية، فكانت أصواتهم تتعالى: (أهلاً بالسلام ومرحب بالسلام).
وقالت المواطنة إلهام سيد، وهي نازحة من محلية قيسان لـ (لمدنية نيوز) أمس، إنها سعيدة بهذا السلام وأمنيتها أن يطبق على أرض الواقع، حتى تتمكن من العودة إلى مسقط رأسها في جنوب النيل الأزرق لتباشر عملها في زراعة الأرض وسعاية الأغنام.
ومن جانبها ذكرت المواطنة زهراء أحمد، وهي نازحة من محلية باو أنها أكثر سعادة بهذا السلام الذي وقع لأنها فقدت التواصل مع كل صديقاتها وجاراتها بسبب الحرب والنزوح، وأضافت (آمل أن التقيهم عقب العودة الطوعية لمنطقة جام).
ومن جهته تحدث المواطن فواز محمد، بأنه كان ينتظر هذا السلام طويلاً حتى يتمكن من العودة إلى قريته (أورا) التي ترك فيها (جناين المانجو والليمون والموز) والكثير من الخضروات، ولفت إلى معاناته الطويلة من استقراره في المدينة لأنه يجيد حراثة الأرض ولم يستطع توفير الدخل الكافي لأسرته من خلال الأعمال الأخرى.
ومن ناحيته دعا والي ولاية النيل الأزرق عبد الرحمن نورالدائم، الذي خاطب الجماهير بميدان المولد بالدمازين الاثنين الماضي، الجميع لنبذ العنصرية والجهوية حتى يتم احلال السلام العادل الشامل الذي يخاطب جذور المشكلة، وأشار إلى المشاكل والمعاناة التي واجهت إنسان النيل الأزرق بسبب الحرب والظلم، وقال: (كانت نتاج هذه المعاناة أن تكون النيل الأزرق سباقة في إشعال شرارة ثورة ديسمبر المجيدة التي أسقطت النظام السابق وجعلت توقيع السلام واقعاً ملموساً، تحتفل به ولاية النيل الأزرق والسودان أجمع).
وأشار الوالي لأهمية الاتفاق الذي تم توقيعه، وحيا قيادات الحركة الشعبية وحركات الكفاح المسلح وقيادات النضال ودعاهم لطي صفحة الخلاف وبدء صفحة جديدة عنوانها السلام ويقدم فيها الوطن على كل شيء.
وبدوره دعا محمد نور، ممثل الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار، لتناسي المرارات وتجاوز الصغائر حتى يتحقق السلام في جميع أنحاء السودان.